أخبارتونسمقابلات

مقابلة مع  عبد الكريم حمداوى المدير العام ل PACKTEC حول كيفية مجابهة الأزمة العالمية

متى نشأ المركز الفنى التونسي للتعبئة والتغليف PACKTEC ؟

تأسس المركز الفني للتعبئة و التغليف PACKTEC سنة 1996 وهو مؤسسة عموميّة تحت إشراف وزارة الصناعة.

يقدم PACKTEC الدّعم والمساندة  لكل المتدخلين في صناعة التغليف و الطباعة و الخدمات المتعلقة بها وعلى وجه الخصوص الصناعيين و المصدرين. كما يعمل المركز الفني للتعبئة و التغليف PACKTEC على الإحاطة بشركات صناعة التغليف و الطباعة  قصد التحكم في الجوانب التقنية والتجارية.

ما هى المهام الرئيسية التى يقوم بها مركز PACKTEC فى إطار صناعة العبئة والتغليف؟

يتولّى المركز تطوير خدماته باستمرار مع الأخذ بعين الاعتبار لمتطلبات القطاع التي تهم خاصة السلامة ومقتضيات اللوجستية والتنمية المستدامة.. ويعتمد في ذلك على مرافقه لانجاز تحاليل و تجارب على مختلف مواد العبوات من كرتون وبلاستيك وبلور و معادن و ذلك باعتماد الطرق و المواصفات العالمية

علاوة على هذه المرافق، يتوفر لدى PACKTEC مركز اللوجستية والذي يتمثل دوره في اختبار قدرة عبوات الشحن على مقاومة مخاطر النقل. ويمنح المركز بناء على ذلك شهادة المطابقة لعبوات المواد الخطرة. كما يعمل المركز من خلال مختلف مخابره على حماية المنتج من الخسائر والإتلاف وضمان وصوله إلى المستهلك في أحسن الظروف و بأقل التكاليف.

هل يعمل مركز  PACKTEC التونسي على تقديم الدعم للشركات العاملة فى قطاع التعبئة والتغليف بشكل مؤثر وفعال؟

نعم، للمركز دور هام في الإحاطة بشركات التغليف و الطباعة حيث يساعدها  على إرساء نظم الجودة و التحكم في أساليب الإنتاج و كلفة التصنيع. كما يقدم المركز مرافقة فنية للشركات المذكورة في مجال حسن التصرف في سلسلة التصنيع وذلك لتطوير منتجها والتحكم في كلفة الإنتاج علاوة على مساعدتها في إرساء آليات تحسن تسيير داخل المؤسسة في مجال الجودة والسلامة المهنية وحفظ الصحة كما يحثها ويدعمها للحصول على شهادات المطابقة العالمية للجودة.

 وتجدر الإشارة إلى أن التحاليل و التجارب التي يقوم بها المركز معترف بها دوليا باعتبار انه متحصل  على شهادة الاعتماد من المجلس الوطني  للاعتماد والهيكل الألماني  للاعتماد. وبذلك  يعمل المركز وفق المواصفات العالمية  باعتماد موارد بشرية متكونة وذات كفاءة عالية، وهو ما يمكنه من القيام بدور الشريك والفاعل في دعم تصدير المنتوج التونسي.

ما هو حجم مساهمة إستثمارات قطاع التعبئة والتغليف فى الإقتصاد التونسي؟

ويذكر ان صناعة التغليف و الطباعة تضم حوالي 400 مؤسسة (قطاع الطباعة 130 مؤسسة) اغلبها متوسطة وصغرى وتتوزع هذه المؤسسات كالأتي، 45 بالمائة ورق و كرتون، 25 بالمائة عبوات بلاستكية، 22 بالمائة معادن، و 2 بالمائة بلور.

و توفر هذه الشركات حوالي 25000 موطن شغل في حين يقدر رقم معاملاتها ب 2000 مليون دينار. كما يساهم هذا القطاع ب4 % في الناتج القومي.

وضح لنا كيف أثرت تداعيات وباء كورونا على صناعة التعبئة والتغليف بتونس؟

كما هو الشأن في كافة أنحاء العالم، تواجه المؤسسات التونسية الناشطة في مجال التغليف و الطباعة عدة تحديات في علاقة مباشرة وغير مباشرة بالأزمة الصحية العالمية. وتسعى أغلب المؤسسات إلى للتغلب على هذه الأزمة وتعمل على التقليص قدر الإمكان من الضررالإقتصادي الناتج عن إنتشار الفيروس وانكماش كل الأنشطة الإقتصادية تقريبا.

كيف أستطاعت صناعة التعبئة والتغليف التصدى الصمود أمام وباء كورونا العالمي

في هذا الشأن، تولّت  العديد من المؤسسات التونسية تطوير أساليب عمل مختلفة للحد من التداعيات السلبية لجائحة كورونا من خلال الإعتماد على الرقمنة ووسائل العمل عن بعد وتفعيل التجارة الإلكترونية التي تعزز  انتشارها وأصبحت  سمة مميّزة للمشهد الاقتصادي العالمي، مستفيدة من بقاء  المستهلكين في منازلهم خلال الموجات المتعاقبة من الوباء، وتطبيق الإجراءات الاحترازية. هذا وقد أسدت كل الشركات التونسية خدماتها عن بعد وساهمت في دفع التجارة الإلكترونية من خلال تطوير طرق تغليف وطباعة تتماشى مع متطلبات هذا النوع من التجارة الإلكترونية، حيث إزدهرت صناعة الكرتون و الكرتون المضلع و عبوات الشحن و ما يتبعها من وسائل التوسيد cushioning material  و الكرتون المبطن.

شركات الطباعة في تونس بدورها تولّت تطوير طرق عملها حيث اعتمدت علي الطباعة الرقمية و تطوير صناعة البطاقات الإرشادية  و خاصة تقنية الاستجابة السريعة Code .QR

وفي هذا الإطار وقصد مساعدة مؤسسات القطاع لمواجهة هذه الأزمة عمل المركزالفني للتعبئة و التغليف PACKTEC بدوره على إسداء خدماته عن بعد و بإعتماد طريقة محاضرات الفيديو (video conférence) لإحاطة و تدريب المؤسسات  حيث تم تنظيم  العديد من اللقاءات عن بعد للتواصل مع عملائه. علاوة على ذلك، شارك المركز في العديد من المعارض الافتراضية التي تعد فرصة استثنائية لتعزيز الشراكات والروابط التجارية المثمرة وذلك لأهمية هذه المبادرات في تحسين تموقع المنتج التونسي بالرغم من الظروف الصحّيّة العالميّة.

ما هى أهم الخطط والاستثمارات التى يعمل على تنفيذها المركز فى الوقت الحالى والمستقبل القريب؟

يضم قطاع الطباعة الآن أكثر من 130 شركة وتستخدم هذه الشركات تقنيات طباعة مختلفة (الأوفست ، الفلكسوغرافية ، الطباعة بالحفر ، طباعة الشاشة ، الحروف ، الرقمية) على وسائط الطباعة المختلفة (الورق ، الكرتون ، البلاستيك ، المعدن ، النسيج ، إلخ).

يواجه القطاع  العديد من التحديات مثل تحسين القدرة التنافسية للشركات لمواجهة الواردات  وضمان منافسة عادلة في السوق المحلية والنهوض بالصادرات وتكامل تقنيات الإنتاج الجديدة والتحكم في توفر مدخلات الإنتاج وأسعارها، وتحسين مؤهلات الموظفين، إلخ.

هذا وقد تم وضع خطة استراتيجية لتطوير قطاع التعبئة والتغليف كقطاع تنافسي ومبتكر يلبي الطلب المحلي على أفضل وجه ويؤدي أداءً جيدًا في الصادرات. وتقوم هذه الخطة أساسا على تنفيذ عدة محاور عمل وتتطلب استثمارات مهمة وهى: تحسين القدرة التنافسية وذلك عبر برنامج المساعدة الفنية لتحسين الإنتاجية والجودة؛ تنمية المهارات في تقنيات الطباعة، ووحدة قص الورق، ومركز تشطيب الطباعة، وشركة الصيانة وتركيب المعدات.

ويعمل المركز الفني للتعبئة و التغليف PACKTEC بالتعاون مع مختلف الهيئات على النهوض بقطاع الطباعة و ذلك عبر:  تعزيز الشراكة مع المنظمات الفنية الدولية لتدريب للعاملين في القطاع؛ تعزيز مرفق التحليل بالمركز ليشمل  قطاع الطباعة بشكل أوسع وتحسين القيمة المضافة من خلال النعريف بالتقنيات الجديدة في الطباعة. هذا الدّور الأخير يؤمنه المركز بالإعتماد على “خلية اليقظة  الإستراتجية” التي  تتولّى متابعة التطورات العالمية ومواكبة التقنيات الحديثة للطباعة و لمواد التعبئة والتغليف.

نبذة عن مسيرة عبدالكريم حمداوى

تمّ تعيين عبد الكريم حمداوي مديرا عاما للمركز الفني للتعبئة والتغليف فى شهر سبتمبر 2020. وهو من مواليد 28 ديسمبر 1979 بالقيروان، وهو خرّيج المرحلة العليا بالمدرسة الوطنية للإدارة ومتحصل على الماجستير في العلوم الاقتصادية والتجاريّة “المؤسسة والسوق الأوروبية” وعلى الأستاذية في “الاقتصاد الصّناعي” من المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجاريّة ESSECبتونس.

اشتغل في بداية مسيرته المهنيّة كأستاذ مساعد للتّعليم العالي بجامعتي تونس وصفاقس خلال الفترة 2005-2009. ثمّ التحق بالمدرسة الوطنيّة للإدارة ومنها إلى هيئة الرقابة العامّة للمصالح العمومية برئاسة الحكومة، حيث أنجز العديد من المهامّ الرّقابيّة ومهامّ التقييم بعدد هام من الوزارات والمؤسسات تحت الإشراف، في أغلب القطاعات (النقل، الصحّة، البيئة، التربية والتعليم، الفلاحة، التجارة….)، كما ساهم في مراقبة “تقييم أداء البلديات” في إطار برنامج التنمية الحضرية والحوكمة المحلية PDUGL.

التحق بوزارة الصناعة والطّاقة والمناجم كمكلف بمأمورية بالدّيوان منذ جوان 2018 وقد تولّى بالخصوص متابعة العمل الحكومي والعلاقة مع مجلس نواب الشّعب.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock