مقابلات

لقد حان الوقت للتغيير

مقابلة حصرية مع عوض العنزي، المدير العام الجديد لشركة الخريف لحلول الطباعة

يعد إسم الخريف  إحدى أهم العلامات التجارية والأسماء الجديرة بالتقدير والثقة فى صناعة الطباعة على مستوى المملكة العربية السعودية، كما تعتبر شركة الخريف لحلول الطباعة ( وهى إحدى شركات مجموعة الخريف) جزء لا يتجزأ من صناعة فنون الجرافيك في البلاد منذ سنوات عديدة. وبعد حدوث إندماج لشركتين من مجموعة الخريف وهما، ترانس أورينت مودرن ماشنري والنخيل للصناعات الورقية، فقد نشأت شركة الخريف لحلول الطباعة وذلك منذ أكثر من عقدين. تقدم شركة الخريف فى الوقت الحالى مجموعة شاملة من المعدات والمنتجات بما في ذلك، المكابس الخاصة بطباعة الأوفست التى تحمل العلامة التجارية الشهيرة مانرولاند. وتقدم أيضا مجموعة كاملة من معدات مرحلة ما قبل الطباعة التى تستخدم فى الطباعة بالشاشة الحريرية، وأيضا المعدات اللازمة لصناعة التغليف والتعبئة وكذلك الخاصة بالعمليات الصناعية التحويلية، ومكابس طباعة الفلكسو الخاصة بصناعة الملصقات المقدمة من شركة بوبست، وغيرها من حلول ما بعد الطباعة التى تعتبر من أفضل العلامات التجارية العالمية. تفتخر الشركة أيضًا بقسم رقمي يقدم حلول خدمات الطباعة المُدارة ومجموعة واسعة من معدات الطباعة ذات التنسيقات الكبيرة اللازمة لطباعة الإعلانات الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.  بالإضافة إلى ذلك، توزع الشركة مجموعة واسعة من المواد الاستهلاكية بما في ذلك الحبر والألواح والأفلام والمواد الكيميائية.

ومن أجل معرفة المزيد حول نهج الشركة في صناعة فنون الجرافيك في خضم جائحة فيروس كورونا ، بالإضافة إلى خطتها للمستقبل، تحدثنا مع المدير العام الجديد للشركة، عوض العنزي، وفيما يلى التفاصيل الكاملة للمقابلة:

بصفتك أحد الاطراف الرئيسية الفاعلة في صناعة فنون الجرافيك، فما هو مدى المساهمة من قبل شركتكم في رؤية المملكة العربية السعودية للتحول الرقمي 2030؟

تهدف رؤية 2030 إلى تحقيق التنويع فى كافة قطاعات اقتصاد الدولة، لذلك يتعين على القطاع الخاص أن يلعب دورًا رئيسيًا لتحقيق ذلك. وبالتأكيد يعد التحول الرقمي مهمًا جدًا لنا جميعًا. فنحن في مجموعة الخريف ندرك تمامًا أهمية الإتجاه إلى التحول الرقمي وبناءً على ذلك سنلعب دورًا في فنون الجرافيك وصناعة التعبئة والتغليف. وسوف نساعد الصناعة من خلال تقديم التكنولوجيا الرقمية والخبرة المطلوبة على تحقيق عملية التحويل، وليس فقط  على مستوى القطاع الخاص ولكن أيضًا على مستوى المنظمات الحكومية، وذلك وفقا لإتجاه رؤية 2030.

ولقد أصبح التغيير الديناميكي والتكيف مع التحول الجديد في السوق مطلبا حتميا، وأعتقد أن أي شخص لم يقم يعمل على إعادة تكيف وتغيير عمله التجارى سيكون خارج اللعبة قريبًا لأنه لن يكون قادرًا على الحفاظ على قاعدة العملاء الخاصه به. حيث أن الطرق التقليدية المتبعة في مجال الطباعة التجارية لن تكون قادرة على مواكبة متطلبات السوق المتغيرة. لذلك من خلال مساعدة هذا القطاع في عملية التحول، سنساهم في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، كما إننا في نفس الوقت نتعاون بحماس وجدية مع الشركات المصنعة الرئيسية في هذه الصناعة.

لقد أعاق ظهور فيروس كورونا أنشطة العديد من الشركات، فكيف أثر على شركتكم؟ وما هي الإجراءات الوقائية المتبعة من جانبكم  لإدارة هذة الأزمة الحالية؟

في الواقع، لقد أثر فيروس كوفيد-19 على كافة الإقتصادات على مستوى العالم بما في ذلك إقتصاد المملكة العربية السعودية. ولكن يختلف هذا التأثير من قطاع إلى آخر. فقد تراجعت أنشطتنا في الخريف لحلول الطباعة خلال فترة الإغلاق، وكذلك تراجعت الأعمال والأنشطة فى معظم المؤسسات في الدولة، وخاصة  فى قطاع الطباعة التجارية. ولكن كان قطاع التعبئة والتغليف أقل تأثراً، حتى أن بعض قطاعات التغليف  والتعبئة قد سجلت نموًا بسبب الزيادة في الطلب على عمليات التعبئة  المختلفة والتسليم أثناء فترة الإغلاق.

فقد تطلبت إدارة الأزمة نوعًا من التغييرات وإعادة التكيف مع معايير العمل الجديدة، وذلك لحماية الشركة والحفاظ على عملياتنا الإنتاجية مع الاهتمام في نفس الوقت بموظفينا وعائلاتهم أثناء الوباء. وللقيام بذلك، إتخذت شركة الخريف عددًا من الخطوات أثناء الإغلاق لحماية الشركة أثناء وبعد جائحة كورونا. وبعد العودة إلى العمل قمنا بتنفيذ الاجراءات الوقائية لضمان إستمرارية العمل دون خطر الإصابة بعدوى كورونا. كما انتهزنا هذه الفرصة لإجراء بعض التغييرات الهيكلية لاكتساب المرونة اللازمة لنهج السوق الجديد والتكيف معه بدلاً من انتظار انتعاش السوق والعودة إلى حالة ما قبل كوفيد، وهو أمر أعتقد أنه لن يحدث. لذلك، نحن نعمل عن كثب مع شركائنا لتنويع عروضنا، والتركيز أكثر على الطباعة الرقمية، وطباعة الملصقات، وصناعة التغليف والأتمتة.

لقد دفع فيروس كورونا الشركات في كل مكان إلى العمل على تبنى الحلول الخاصة بالرقمنة والأتمتة فى أسرع وقت ممكن، فما هي الطرق التي تمتلكها شركتكم لمساعدة مزودي خدمات الطباعة على أتمتة أنشطة الطباعة الخاصة بهم؟ وهل تعتقد أن هناك الآن المزيد من الطلب على سير العمل الآلي من قبل دور الطباعة  في المملكة العربية السعودية؟

نعم أعتقد ذلك، فكما قلت سابقًا، بعد حدوث أزمة كورونا تعطل كل شيء وأصبح تبنى كلا من عملية الرقمنة والأتمتة أمرا ضروري أكثر من أي وقت مضى. والآن سيكون هناك المزيد من الطلب ولكن على المدى القصير، لأن العملاء يطلبون الآن كميات أقل. ولذلك فى الفترة الحالية تحتاج الطابعات إلى سير عمل رقمي وأتوماتيكى أكثر من أي وقت مضى لتتمكن من الاستجابة لمثل هذه الطلبات في الوقت المحدد مع تقديم الجودة المتوقعة من جانب العملاء. وسوف يكون ذلك صعبًا بدون تطبيق الأتمتة وسير العمل المناسب، وذلك بالنسبة لأيا من دور الطباعة. ونود أن نذكر أيضا أن عنصر التكلفة هو مشكلة أخرى تواجه دور الطباعة، حيث تتطلب عمليات الطباعة التقليدية قوة عمل ومشغلين رئيسيين لأداء المهام، وهي ليست طريقة تنافسية أو إقتصادية بالنسبة لدور الطباعة ولذلك فإن تطبيق الأتمتة يعتبر امرا ضروريا.

ونحن في الخريف نقدم الحلول الخاصة بالأتمتة وأنظمة سير العمل لعملائنا في سوق الطباعة، ونقدم أحدث تقنيات وبرامج خطوط الإنتاج. كما يمكن دمج جميع منتجاتنا الجديدة بسهولة مع العديد من برامج الجهات الخارجية من موردين آخرين.

تقدم شركتكم مجموعة واسعة من معدات الطباعة لصناعة فنون الجرافيك في المملكة العربية السعودية، ولكن بعض قطاعات الطباعة بما في ذلك الصحف والطباعة التجارية آخذة في التقلص والانخفاض، وفي نفس الوقت يتزايد الطلب على صناعة التعبئة والتغليف والملصقات والطباعة الرقمية ، فكيف يؤثر هذا التوجه على عملكم؟

هذا صحيح ، كانت الطباعة التجارية وطباعة الصحف تتراجع حتى قبل ظهور كوفيد-19، ومن هذا المنظور نحن نقدم الطباعة الرقمية لتكون جزءًا من دورالطباعة التجارية حيث يمكنهم استكمال إعدادات طباعة الأوفست وتقديم خدمات جديدة وتغطية مناطق جديدة. حيث توفر الطباعة الرقمية مرونة الإنتاج لدور الطباعة في خضم هذا التدهور.

من ناحية أخرى، فإن طباعة الملصقات الرقمية والتعبئة والتغليف تنمو وتتوسع أكثر في السوق السعودية. كما ينصب التركيز الرئيسي لرؤية 2030 على تنويع الاقتصاد من خلال إدخال وزيادة الإنتاج المحلي، مع تشجيع المصنعين على البدء في تصنيع جزء من منتجاتهم في السعودية. فمن المؤكد أن هذه السياسة ستخلق فرصًا لطباعة الملصقات وصناعة التغليف، خاصة في قطاعات الأدوية والأغذية والخدمات اللوجستية. ونحن في الخريف لدينا مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات من شركاء موثوقين في أوروبا يعتبروا روادًا في صناعاتهم، وهذا بالتأكيد يمنحنا امتياز دعم الصناعة المحلية بهذه التكنولوجيا وكذلك المساهمة في رؤية 2030.

أعلنت شركة مانرولاند أنها لن تشارك في معرض دروبا 2021، فهل تعتقد أن هذا يعتبر قرار صائبا فيما يتعلق بأنشطتك التسويقية؟

نعم، أنا متأكد من أن شركة مانرولاند قد إتخذت القرار الصحيح من وجهة نظرها وبالتأكيد لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لهم أيضًا. حيث أن دروبا هو المعرض الوحيد الذي تعتز به جميع الشركات المشاركة في صناعة فنون الجرافيك، والمعرض الوحيد الذي نتطلع جميعًا للمشاركة فيه وننتظره كل 4 سنوات لمعرفة التكنولوجيا الجديدة التي سيتم تقديمها. فلقد أصبح جزءًا من ثقافة صناعة الطباعة. لذا فإن إلغاء المشاركة في مثل هذا الحدث ليس بالأمر السهل بالتأكيد ، ولكن في نفس الوقت بسبب حالة الإضطراب وعدم اليقين التي أحدثها فيروس كورونا، فإن احتمالات المشاركة وزيارة المعرض في عام 2021 ليست متوقعة. ومن ناحية أخرى، وبسبب الإجراءات الوقائية والخطوات التي تتخذها الحكومات للتعامل مع وباء كورونا، يصعب حتى على مانرولاند وغيرها من الأسماء الكبيرة المشاركة فى المعرض، مع الأخذ في الاعتبار أننا تفهمنا قرارهم. كما أن المشاركة في مثل هذا الحدث ستكلف الكثير من المال، وأيضا لم يعد نقل الآلات وإعداد المعدات بالشكل المعتاد أمرًا سهلا فى الوقت الحالى. لذلك قررت العديد من العلامات التجارية الكبرى الأخرى عدم المشاركة أيضًا فى المعرض.

كما إننى أعتقد أن ذلك سيكون له بعض التأثير على أنشطة التسويق. ولكن في الوقت نفسه، تقدم الندوات الشبكية فرصًا جديدة، حيث يستفيد شركاؤنا من هذه التجربة التى تتم عبر الإنترنت بالإضافة إلى الزيارات الفعلية الخاصة إذا لزم الأمر. وقد خلق وضع الإغلاق خلال الشهرين الماضيين فرصًا جيدة لإستخدام الاتصالات عبر الإنترنت من خلال المنصات والتطبيقات التىى تتيح التواصل عن بُعد، والتي أثبتت فعاليتها. لذلك تفكر العديد من الشركات الآن في استخدام هذة الوسائل على أساس دائم فى بعض المجالات.

هل تخطط للمشاركة في معرض الطباعة الذى سيقام فى السعودية؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فماذا ستعرض في هذا الحدث؟

لقد إعتدنا على المشاركة، لكننا لا نفكر في المشاركة هذه المرة، ويرجع ذلك إلى وجود وباء كورونا الحالى، ولكننا قد نشارك في الدورات القادمة.

تعلن العديد من الشركات عن إلغاء مشاركتها في المعارض الدولية الكبرى وتركز على استضافة الندوات عبر الإنترنت بدلاً من ذلك، حيث أنهم يعتقون أن هذا النهج سوف يصبح الوسيلة الأفضل حتى بعد زوال الوباء، فهل توافق على هذا التقييم والإتجاه المستقبلى الجديد؟

من المؤكد أن كلا من إقامة الندوات عبر الإنترنت وتبنى إستراتيجية العمل عن بُعد كانت ممارسات مفيدة وموثوقة أثناء فترة الإغلاق. وفي الواقع، إننا أيضا قد غيرنا طريقة تفكيرنا بشأن ممارسة الأعمال التجارية، وتعمل بعض القطاعات في شركتنا عن بُعد فى الفترة الحالية. لكنني أعتقد أن المعارض الدولية لا يزال لها سحرها وتأثيرها على الناس. فعادة ما يصدق الناس ما يرونه ويختبرونه بشكل فعلى ومباشر ،كما أن ذلك يمنحهم الثقة ويسهل عليهم اتخاذ القرار. ومع ذلك، سيبقى ذلك كخيار بديل بينما سيكون الاتجاه في المستقبل أكثر نحو التجارب التى تقام عبر الإنترنت.

هل تعتقد أن الاقتصاد السعودي سوف يتعافى ويذدهر بعد أزمة فيروس كورونا؟

نعم، بالنظر إلى السوق السعودي ومقارنته بوضع الاقتصاد العالمي بعد حدوث الوباء، يتضح لنا أن الاقتصاد السعودي كان أقل تأثرًا بالأزمة، وذلك على الرغم من تضرر الاقتصاد السعودي من جبهتين وهما انخفاض أسعار النفط وحدوث الإغلاق بسبب فيروس كورونا. ولذلك أعتقد أن الاقتصاد السعودي سوف ينتعش بعد إنتهاء فيروس كورونا خاصة أن هناك العديد من المشاريع الضخمة في قطاعات السياحة والترفيه والبنية التحتية المتعلقة برؤية 2030. وهذه المشاريع سوف تنطلق فى مواعيد محددة مما يعزز السوق ويحدث تأثيرًا إيجابيًا على الاقتصاد السعودى.

هل قام بعض من عملاء شركتكم بعملية إلغاء بعض الطلبات بسبب الوباء؟

في الواقع، لم يقم أحد من عملائنا حتى الآن بإلغاء أيا من الطلبات التى وردت لنا، لكن يمكنني القول أن هناك تأخيرًا في اتخاذ القرارات الخاصة ببعض المشاريع بسبب الوضع الحالي وتراجع الأعمال. ومع ذلك، فإنه نفس الوقت هناك مشاريع أخرى جارية وقد بدأنا بالفعل العمل مع عملائنا. فإننى أعتقد أن الأمر الآن يتعلق بالأولويات وبعض الإعتبارات والعناصر على سبيل المثال، مجال الإستثمار وكيفية التحرك مع اتجاه السوق الذى يتغير بسرعة كبيرة. وبالتأكيد فإن الأتمتة والتكنولوجيا الجديدة هما ما يبحث عنه العملاء لتحقيق كفاءة أفضل وكذلك الاستجابة لمتطلبات السوق الجديدة.

فى رأيك، إلى أين تتجه صناعة الطباعة في المملكة العربية السعودية ؟ هل ستنتعش صناعة التعبئة والتغليف، أم سيتم التوسع فى مجال الطباعة الرقمية، أم ستتراجع طباعة الاوفست؟

أعتقد أن صناعة التغليف والتعبئة وطباعة الملصقات الرقمية هي مجالات النمو فى الفترة القادمة. وسوف تشهد طباعة الأوفست التجارية تراجعا لبعض الوقت فى الفترة الحالية، بينما في نفس الوقت سوف مجال الطباعة الرقمية. لذلك، يجب أن تتغير طباعة الأوفست التجارية التقليدية،  وهي بالفعل قد بدأت فى تبنى إتجاه التغيير.

ما هي الخطوة التالية لشركة الخريف لحلول الطباعة؟ هل تخطط لدخول قطاعات جديدة في صناعة الطباعة مثل طباعة الفليكسو، أو مكابس طباعة الويب ذات النطاق الضيق المستخدمة فى صناعة الملصقات؟

كما ذكرت لك سابقا، فإننا قد أجرينا بعض التغييرات لكى نكون متأقليمين ومتعاونين مع ديناميكية السوق وحالة الطلب. ويعد الدخول إلى سوق مكابس الفليكسو وطابعات الويب ذات النطاق الضيق التى تستخدم فى طباعة الملصقات جزءًا من استراتيجيتنا. ونحن موجودون فى هذا السوق بالفعل ولكننا سنركز بشكل أكبر على هذا المجال في المستقبل، فنحن نمتلك خبرة كبيرة فى هذه الصناعة لسنوات عديدة، كما أن شركائنا يعتمدون على خدماتنا. وهذا يعطينا المسؤولية لقيادة الطريق في قطاعنا وكذلك إدخال التغييرات اللازمة لمواكبة السوق. كما أن جزءًا من مسؤوليتنا هو أن نكون المستشار المناسب لشركائنا مع منحهم الدعم والتكنولوجيا المناسبين لتطوير أعمالهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock