مهرجان الوراقين للكتاب يدعم الاستدامة خلال دورته الحالية
أنطلقت أمس الأربعاء، فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية خلال الفترة من 1 إلى 4 من فبراير 2023 في حديقة النخيل، على ضفاف بحيرة خالد في الشارقة، بمشاركة متميزة من جمعيات النفع العام، والجهات والمدارس الحكومية والخاصة، والجامعات والبعثات الدبلوماسية، ومؤسسات المجتمع وفئاته وأفراده.
ودعت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، الجميع إلى زيارة المهرجان واقتناء الكتب القيمة، وتأسيس المكتبات الخاصة، بأسعار رمزية جداً، مؤكدة أن الهدف الرئيسي من المهرجان ليس فقط الريع المادي الذي يخصص لصالح ذوي الإعاقة، وإنما الأثر المعرفي والثقافي والاجتماعي الذي يعززه في نفوس المتطوعين والجمهور.
وقالت إن «استدامة المدينة في تنظيمها لمهرجان الوراقين للكتاب المستعمل، اقتداء وتطبيق لنهج الشارقة الثقافي الذي أرساه ورسخه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بهدف إعلاء شأن الثقافة والتشجيع على القراءة وتسهيل اقتناء الكتب».
وأشارت إلى تزامن تنظيم الدورة الثامنة من المهرجان مع «عام الاستدامة» في الدولة، حيث تولي المدينة ـ في كل ما تقدمه من خدمات وما تنظمه من فعاليات ـ أهمية كبيرة للاستدامة ومبادئها، وما تنظيمها للدورة الثامنة من مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل إلا دليل من الأدلة الكثيرة على هذه الأهمية في النهج والثقافة.
وأضافت: «من أهداف مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل ترسيخ مفهوم الاستدامة في القراءة تحديداً وفي المجالات الأخرى على وجه العموم لدى زوار المهرجان لجعل الحياة أكثر ثقافة وصحة وسهولة، حيث لا يزال الاستهلاك غير المستدام، وتغيّر المناخ من أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وبالتالي تبني فكرة الاستدامة كأسلوب حياة، سواء من خلال تعويد الفرد على الاستمرار في القراءة واقتناء الكتب وتعويد المجتمع على التبرع بالكتب ليستفيد منها الآخرون».
وتابعت: «نحقق الاستدامة من خلال المحافظة على عادة القراءة، واقتناء الكتب من مختلف الفئات العمرية، والتزوّد بالمعرفة والثقافة المتنوعة، إضافة إلى الفائدة الكبيرة تجاه المحافظة على البيئة؛ إذ يقلل تداول الكتب وإعادة تدويرها استهلاك الأوراق، ما ينتج عنه أقل قدر ممكن من النفايات، إضافة إلى التشجيع على مشاركة القراءة بين الأصدقاء والأهل».
وثمنت رئيسة المدينة جهد المتطوعين من مختلف المدارس والجامعات والمراكز وجمعيات النفع العام الذي تم على أكمل وجه استعداداً للمهرجان، كما رحبت بمتطوعي «قافلة شعاع الخير» القادمين للمشاركة في المهرجان من مصر، مشيرة إلى أن عمل المتطوعين كأسرة واحدة وإخلاصهم هو كلمة السر في نجاح المهرجان منذ انطلاقته عام 2006 واستدامته.
وحول هذه الاستدامة تضيف: «استجابت المدينة منذ عام 2020، للطلبات الواردة من أبناء المجتمع كي يكون «مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل» مستداماً إثر النجاح الكبير له، وبناء عليه قررت المدينة تنظيم «سوق الوراقين للكتب المستعملة» في السبت الأول من كل شهر، استمراراً للدور الثقافي والمعرفي الذي تؤديه تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع».
وقالت: «يتيح المهرجان فرصة المشاركة التطوعية خلال جميع المراحل من جمع كتب وعمليات فرز، وتشكيل لجان للمناوبة والإشراف على عمليات البيع والتواصل مع الجمهور، إضافة إلى الفرصة القيمة التي يتيحها للزوار من شتى الفئات العمرية والسكانية لاقتناء الكتب والتزود بالمعرفة والثقافة».
وأوضحت الشيخة جميلة أن تسمية «الوراقين» إحياء لتراث يعود إلى العصر العباسي عندما كانت مهنة «الورّاق» نسخ الكتب وتصحيحها ونشرها، إضافة إلى ما يستتبع عملية النسخ من التجليد والتذهيب وبيع الورق والأقلام والمحابر؛ أي أن الوراقين كانوا يقومون بما تقوم به المكتبات ودور النشر والتوزيع في عصرنا الحديث، من الطبع والتوزيع وبيع الورق وأدوات الكتابة اللازمة.
وتوجهت رئيسة المدينة بالشكر الجزيل إلى شركاء المدينة في تنظيم المهرجان: بلدية الشارقة، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، وهيئة كهرباء ومياه الشارقة، وبنك دبي الإسلامي، وإلى الرعاة الرئيسيين، مؤسسة نفط الشارقة الوطنية، وشركة فاست لمقاولات البناء، وإلى الراعي الإعلامي، شركة رمال الدولية للدعاية والإعلان، وشركة «سايت غلوبال»، وإلى جميع المساهمين والمتطوعين من أفراد ومؤسسات.