بقلم رئيس التحرير
أخر الأخبار

“هيدلبرج” التى تعتبر جزء هوية الكلمة المطبوعة … صفقتها تبوء بالفشل

شركة هيدلبرج تفتح المجال أمام مجلة مي برينتر لكى نتعرف بشكل اكثر عن الصفقة التى لم تتم

يرتبط تاريخ هيدلبرج بتطور وازدهار صناعة الطباعة في جميع أنحاء العالم، واليوم، هناك ما يقرب من 400000 طابعة تحمل العلامة التجارية “هيدلبرج”، تعمل في 240.000 شركة طباعة في جميع أنحاء العالم. ويمثل هذا ما يقرب من 40٪ من إجمالي سوق طباعة الأوفست بنظام التغذية الورقية على مستوى العالم. وقد قدمت هيدلبرج العديد من الابتكارات على مستوى صناعة الجرافيك. ففى عام 1914 قدمت شركة هيدلبرج ماكينة “هيدلبرج بلاتن” التى أعطت معيارًا جديدًا للطباعة من خلال إنتاج 1000 ورقة في الساعة. وفي عام 1962، أطلقت هيدلبرج أول طابعة أوفست، وهي تقنية لا تزال مستخدمة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ويمكن الاستمرار فى إستخدامها حتى وقتنا هذا. ومع ذلك، فقد تقدم العالم وظهر عدد كبير من تقنيات الطباعة الحديثة فى العديد من الدول. وذادت أهمية أصبح صناعة التغليف والتعبئة وقررت هيدلبرج الدخول فى هذا المجال، بما في ذلك مجال طباعة الملصقات. ولذلك فقد قررت الإستحواذ على مجموعة جالوس. مجموعة جالوس القابضة التي يقع مقرها في سانت جالن، سويسرا، وهي شركة تصنيع دولية لطباعة الملصقات ومكابس الكرتون القابلة للطي. ومنذ عام 1914، فقد أعتبرت مجموعة جالوس، شركة فرعية بشكل كامل لهيدلبرج دروك ماشينان أية چي.

وإذا إنتقلنا بشكل سريع إلى عام 2021، سنجد العالم بأسره يتصارع مع أزمة فيروس كورونا، وقد إنخفض الطلب على المنتجات بشكل كبير، وبناءا على ذلك فإن شركة هيدلبرج بصفتها أكبر مصنع للطابعات في العالم، فإنها تشعر بالأزمة أكثر من أى شركة اخرى، حيث تقوم بتصنيع الطابعات والمكابس على مستوى العالم. وعلى ذلك، تقوم شركة هيدلبرج التي بدأت بالفعل في سحب استثماراتها من أعمالها غير الأساسية، بالبحث عن مشترين لبيع شركة جالوس، وتظهر بن باك القابضة بعرض مربح بقيمة 120 مليون دولار أمريكي، وتتجه شركة هيدلبرج التى تعانى من ضائقة مالية إلى فرصة البيع دون التدقيق أو الفحص لشركة بن باك.

وأود أن أذكر لكم، انه عندما إنتشرت الأخبار عن الصفقة التى سوف تتم بين هيدلبرج وبن باك‘ فإننى قد ذهبت إلى الموقع الإلكترونى لشركة بن باك ولم أستطع تحديد نوع الشركة وما زلت لا أستطيع. حيث أنه لا يوجد الكثير من المعلومات عن هذه الشركة. والسؤال الآن هو، كيف قررت هيدلبرج التعامل مع شركة ذات سجلات مالية مريبة وغامضة؟ ففى بيان لمجلة مي برينتر، قد صدر من قبل شركة هيدلبرج فإنها قد ذكرت الآتى “لقد قام مجلس الإدارة وفريق الاندماج والاستحواذ المشارك من جانب شركة هيدلبرج بإدارة عملية المبيعات بأكملها بعناية وشكل دقيق، وفقًا للمعاييرالمعتادة وبدعم من الاستشاريين المعروفين. وقد فحصت هيدلبرج قدرة المشترى على الوفاء بالالتزامات المالية. وبالمناسبة، كان هناك أيضا مستشارين دوليين معروفيين من جانب شركة بن باك. ولكن لم يكتمل الإغلاق لأسباب خارجة عن سيطرة هيدلبرج، وكان علينا أن نفترض حتى النهاية أن الصفقة ستتم بنجاح. ولكن الآن قد أخفق المشتري فى الوفاء وفى       بالتزاماته التعاقدية ولم يحول سعر الشراء”. وفى الوقت نفسه العثور الذى لا يمكن فيه على معلومات كافية عن شركة بن باك‘ فإنه قد ذكرت صحيفة بوتيه وهى صحيفة إقليمية سويسرية أن اثنين من مديري بن باك، ومدققي الحسابات، قد استقالوا كما أن كبير مسؤولي التكنولوجيا السابق في هيدلبرج، ستيفان بلينز، هو أحد المديرين الذين استقالوا.

والسؤال الذى يفرض نفسه حاليا، هل شركة جالوس مازالت معروضة للبيع؟

بحسب هيدلبرج فإنه بعد فشل الصفقة، ستبقى  جالوس فى يد هايدلبرج ولن يتغير شيء بالنسبة لعملاء جالوس، وسوف يستمر تنفيذ عقود التوريد والخدمة الحالية دون تغيير، وستظل جهات الاتصال الشخصية كما هي. ومع ذلك، ذكرت هيدلبرج لمجلة مي برينتر إنه “ كجزء من ترتيبات جالوس الأكثر استقلالية فإنها قد أعادت الوظائف المركزية تحت سيطرتها.

وقد ذكرت شركة هيدلبرج “لقد حققت جالوس تقدمًا جيدًا من الناحية التشغيلية العام الماضي، وذلك في إعدادها الجديد والمستقل تحت مظلة هيدلبرج، وسوف تستمر جالوس فى هذا المسار الناجح، كما يجب على جالوس أن تستمر في التطور بشكل مستقل “.

لذلك، بينما لا تزال جالوس جزءًا من هيدلبرج، فهي شركة مستقلة، وأود أن لكم أنى لست متأكدًا من أنني أفهم هذا الموقف بنسبة 100٪ لكن هذا هو الوضع في الوقت الحالي.

والسؤال المهم الآخر هنا هو، ماذا يعني كل هذا لعملاء جالوس؟ “هل ستبقى جالوس مع هيدلبرج ولن يتغير شيء لعملائها. أم سيستمر تطبيق عقود التوريد والخدمة الحالية دون تغيير، وستظل جهات الاتصال الشخصية كما هي. كما أن ما سبق سينطبق أيضًا على العملاء في الشرق الأوسط. وستظل جالوس شريكًا موثوقًا به وذات أداء عالى ومميزمن أجل عملائها فى الفترة الحالية والمستقبل.

وقد أكدت هيدلبرج أن “جالوس قد ركزت بنجاح على احتياجات عملائها في سوق الطباعة الفلكسوغرافية، وواصلت تطوير محفظة منتجاتها وخدماتها بطريقة مكثفة. ونود أن نذكر أنه في الفترة من 3 إلى 4 مارس 2021، ستقدم جالوس عروضها الجديدة والمبتكرة للعملاء في أيامها الأولى بشكل عالى الأداء. كما إننا نحن نرحب بالعملاء في الشرق الأوسط  للانضمام إلى هذا الحدث عبر الإنترنت.

فليس هناك شك في أن فشل هذه الصفقة قد خلق فجوة في الشؤون المالية لشركة هيدلبرج وسيكون من الصعب ملء هذه الفجوة. ومن ناحية أخرى، فقد أثر فشل الصفقة سلبى على أسعار أسهم هيدلبرج. ومع ذلك، يبدو أن شركة هيدلبرج متفائلة. حيث تقول الشركة “من أجل هدف واحد إننا قد قمنا بالفعل بتنفيذ العديد من صفقات الاندماج والاستحواذ بنجاح، وذلك كجزء من برنامجنا للتدابيرالرامية، وفى بعض الحالات كان تنفيذ ذلك أسرع بكثير من المتوقع، كما أن البعض الآخر من هذة الصفقات في مرحلة الإعداد. كما أن مجلس الإدارة يطبق برنامج تحول بعيد النظر ومتسق وناجح، والذي من خلاله استقرت هيدلبرج إلى حد كبير ماليًا خلال أزمة كوفيد الحالية، وقد أعادت تنظيم نفسها من الناحية التشغيلية وهي في طريقها إلى إعداد نفسها لتحقيق الربحية المستدامة. والآن ستبقى جالوس مع هيدلبرج وسنواصل بشكل منهجي مسار التحول. كما انه قد تحسن سعر الاسهم بشكل ملحوظ  خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كم أن تدابيرنا الإستراتيجية التى بدأنا فى تنفيذها ستجعل الثقة في شركة هيدلبرج في ازدياد”.

كل شيء معروض للبيع

في 2 فبراير، أعلنت هيدلبرج أنها ستبيع أيضًا إكونيك ميديا برينت أكاديمى، وتقول هيدلبرج “إن تحسين المواقع والهياكل هو أداة رئيسية في استقرار الموارد المالية للشركة والتركيز على الأعمال الأساسية المربحة لهيدلبرج. ويشمل ذلك أيضًا تجريد المواقع والمباني التي تم إخلاؤها مثل ميديا برينت أكاديمى، وذلك كجزء من خطة الشركة لهذا الموقع وكجزء من مقاييس التحسين الهيكلية، كما أنه قد تم التخطيط لبيع ميديا برينت أكاديمى قبل وقت طويل جدًا وذلك ليس له علاقة ببيع شركة جالوس. ومع ذلك، فإنك قد تعتقد أن صفقة “جالوس – بن باك” فى حالة يرثى لها. وتعمل شركة هيدلبرج فى الوقت الحالى على  . تسريع عملية البيع المخطط لها لأصول الشركة بما في ذلك أجزاء من موقع  Wiesloch/ Waldorf 

وقد علقت هيدلبرج “بالنسبة لي، يبدو أن هيدلبرج لم تعد ترى نموًا واعدًا لصناعة لطباعة في المستقبل ، لذا فهي تحاول التنويع في مجالات صناعية أخرى، وإننا سنواصل تنفيذ جدول أعمالنا الاستراتيجي والتحول بشكل منهجي. وهذا التحول مبني على ثلاث ركائز: الاستقرار المالي، والأعمال الأساسية القوية والنمو الجديد.

حيث أن الاستقرار المالي يعني خفض صافي الدين والتكاليف وكذلك زيادة الربحية. كما أننا سنركز على أعمالنا الأساسية القوية ذات الإيرادات المتكررة وعقود مواقع الطباعة وحلول دورة الحياة، وذلك مع التعبئة والتغليف ومع النمو الإضافي في الصين. حيث سيأتي النمو الجديد من كلا من    Printed Electronics  وE-mobility و Zaikio.

فإنه لأكثر من 170 عامًا كانت هيدلبرج جزءًا لا يتجزأ من صناعة الحبر والورق وهوية الكلمة المطبوعة ، ومازالت هوية تثري حياتنا. فيمكن أن تنخرط هيدلبرج في صناعات مختلفة لكنها تعود دائمًا إلى جذورها بطريقة أو بأخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock