الإمارات العربية المتحدةمقابلات

مقابلة حصرية مع “فيصل بن حيدر” ممثل مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف والمدير التنفيذي لقطاع الطباعة والتوزيع في “مؤسسة دبي للإعلام

يعد مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف الأول من نوعه على مستوى العالم في تقديـم خدمـات طباعة المصحف الشريف ونشره بكافة الخطوط والقراءات المعروفة إلى جميع البلاد الإسلامية. ويعمل المركز بطاقة إنتاجية تصل إلى 6 ملايين مصحف سنوياً، ويعمل لتطويره لتصل إلى 15 مليون مصحف سنوياً.كما يضم مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف لجنة شرعية متخصصة تضم العديد من علماء قراءات القرآن الكريم ومن مهامها الرئيسة متابعة ومراقبة جميع مراحل طباعة المصحف الشريف ابتداءً من مرحلة التخطيط والتحضير الطباعي إلى مرحلة الطباعة إلى مرحلة الخياطة والتجميع إضافة إلى التدقيق النهائي قبل التسليم. وتتم جميع مراحل إنتاج المصحف الشريف تحت سقف واحد باستخدام أحدث الآلات وأنظمة الطباعة في العالم وبإشراف مجموعة من أصحاب المؤهلات والكفاءات العالية والتي تساهم يومياً في زيادة دقة الإنتاج حسب أعلى معايير الجودة العالمية. ومن أجل التعرف على كافة المعايير التنظيمية والتفنية التى ساهمت فى نجاح هذا المركز فقد أجرت مجلتنا حوار مع رائد الأعمال، فيصل بن حيدر، المدير التنفيذي لقطاع الطباعة والتوزيع في “مؤسسة دبي للإعلام”، وإليكم تفاصيل المقابلة:

 

ما هى توقعاتكم المستقبلية لعام 2021 بالنسبة لصناعة الطباعة الوضع الإقتصادى؟ وما هى الأهداف او الخطط أو الإستثمارات التى تسعون إلى تحقيقها؟

توقعاتي للعام 2021 تتمثل في التعافي التدريجي لقطاع الطباعة بشكل عام وتحسن أسرع وأشمل لطباعة المصحف الشريف. وبالنسبة لمركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف، فهنالك جهد مستمر للتحديث والتطوير بغض النظر عن الجائحة. فنحن حريصين دائماً أن نسخر كافة الإمكانات لخدمة كتاب الله وللتميز في هذا المجال كأول مركز متخصص يقدم خدمات طباعة المصحف الشريف في المنطقة.

متى نشأ مركز محمد بن راشد؟ وما هى الأنشطة التى تقومون بها؟

تم افتتاح مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف في عام 2014م ” 1435هـ” كمركز مستقل، ليكون جزءاً من قطاع الطباعة والتوزيع لمؤسسة دبي للإعلام التابعة لحكومة دبي مع العلم بأننا قد بدأنا في الخدمات الطباعية سنة 1980 ضمن مطابع صحيفة البيان، ويعد مركز محمد بن راشد الأول من نوعه والأكثر تطوراً في العالم في تقديـم خدمـات طباعة المصحف الشريف بجودة عالية وبمحتوى معتمد من الجهات الشرعية الرسمية في دولة الإمارات والدول الإسلامية ونشره بكافة الخطوط والقراءات المعروفة إلى جميع البلاد الإسلامية.

ما هى أهمية المركز ورسالته على مستوى الوطن العربى؟

جاء إنشاء مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – حفظه الله – الحكيمة وإيمانه بأهمية خدمة القرآن الكريم من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لهذا العمل الجليل. ومن أهداف المركز طباعة المصحف الشريف بأعلى المعايير العالمية وتحت إشراف لجنة المراجعة والتدقيق التابعة للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، كذلك الحفاظ على المصحف الشريف من الطباعة العشوائية واعتماد المركز كجهة موثوقة لطباعة المصحف الشريف لجميع الدول الإسلامية.

هل شارك مركز محمد بن راشد مؤخرا فى أى احداث أو فعاليات؟

شارك مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف على مدى السنوات الماضية في العديد من المعارض المهمة على الصعيد المحلي و العربي و الدولي كمعرض الشارقة للكتاب ومعرض القاهرة الدولي للكتاب ومعرض لندن للكتاب و معرض فرانكفورت للكتاب ومعرض جدة للكتاب ومعرض الصين للكتاب والعديد من المعارض الأخرى .

ما هى الإجراءات التى حرصتم على إتخاذها لحماية الموظفين من فيروس كورونا، فى ظل ضرورة الإستمرار في إدارة الأنشطة اليومية؟

  • تقليل عدد الموظفين في الوردية الواحدة مع الحرص على التزامهم بارتداء الأقنعة.
  • تثقيف الموظفين بالإجراءات الاحترازية وتشجيعهم على أخذ اللقاح حيث تم التنسيق مع هيئة الصحة وترتيب حملة لقاح وتوفيرها للموظفين في مقر الشركة.
  • تعديل إجراءات السفر كالحجر الصحي للموظفين العائدين من الخارج مع الزامهم باجراء فحص PCR قبل مباشرتهم للعمل.
  • السماح للموظف المخالط بالعمل من المنزل.

كيف أثر فيروس كورونا على عملكم؟ 

لا شك أن جائحة كورونا كان لها تأثير سلبي على كثير من القطاعات، و لكننا في مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف تعتمد معظم أجهزتنا الحديثة على الحلول الأتوماتيكية مع قلة عدد العمال مما جعلنا قادرين على مواصلة العمل بشكل شبه كامل و متابعة عملياتنا التشغيلية مع بعض التغييرات في استراتيجية و توقيت الإنتاج بما يتناسب مع متطلبات الصحة و السلامة و الإجراءات الوقائية من جهه، و متطلبات عملائنا و مواعيد التسليم للكميات المطلوبة من جهة أخرى

هل تعتقد أن الوباء سيجبر أو يشجع دور الطباعة والتغليف على تبنى المزيد من الحلول الأتوماتيكية والاعتماد بشكل أقل على العمل اليدوي؟

أود أن أركز هنا على أننا في مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف نقوم بشكل مستمر بالتحديث و التطوير وتبني الحلول الأتوماتيكية لكل عملية ممكنة من عمليات الإنتاج بغض النظر عن الأزمة وبكل الأحوال.  برأيي أننا كنا نسير في هذا الاتجاه تلقائياً قبل الأزمة و قد قطعنا شوطا جيدا في هذا المجال لنتمكن دائما من خدمة عملائنا بطريقة أكفأ حتى خلال أصعب الأزمات.

هل يعتمد مركز محمد بن راشد بشكل أكبر على الإنترنت لتلقي الطلبات ومعالجتها؟

يتعامل المركز مع العديد من المؤسسات والجمعيات والشركات في تقديم خدمات الطباعة كما يستقبل المركز العديد من الطلبات عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بها www.hqpc.ae، ونظراً لزيادة الطلبات عبر الموقع الالكتروني فإننا بصدد تطوير المنصة و فتح متاجر إلكترونية خاصة بالمركز على مواقع تسوق إلكترونية أخرى معروفة، والهدف من ذلك هو الوصول الى عدد أكبر من العملاء و تسهيل عملية الشراء.

 

هل قمتم بتخفيض نسبة العمالة الموجودة لديكم فى أعقاب جائحة كورونا؟

لم يتم تخفيض نسبة العمالة في المركز حيث أنه قد زاد الطلب على طباعة المصاحف خصوصًا في المواسم السنوية كموسم رمضان والحج.

هل قمتم بالإستثمار فى معدات تغليف جديدة، فى الفترة السابقة؟

قمنا بدراسة سوق التعبئة والتغليف ووجدنا أن هناك منافسة شديدة في هذا المجال، لذلك لم نقم بأي اسثمارات في معدات التعبئة والتغليف.

هل من الممكن ان تعطى لنا فكرة عامة عن الماكينات المستخدمة من قبل مركز محمد بن راشد فى إطار صناعة الطباعة؟

في مركز محمد بن راشد نقوم بتوظيف أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الطباعة و التجليد. ومن ناحية الماكينات قمنا باختيار أفضل الماكينات الألمانية و السويسرية، منها على سبيل المثال لا الحصر: ماكينة “مان رولاند ليثومان” القادرة على طباعة ٩٦ صفحة من صفحات المصحف في كل دورة و بسرعة تفوق الأربعين ألف دورة في الساعة، و بنظام طوي آلي يمكن من سرعة إنتاج استثنائية و سيطرة كاملة على جودة الطباعة والألوان مع نظام “كيو آي” لمراقبة الألوان و الجودة. و هي تعد الوحيدة من نوعها في الإمارات و ربما الوحيدة المستخدمه في طباعة المصاحف عالمياً.

بالاضافة لخطوط خياطة من “مولر مارتيني” السويسرية و خط متكامل للتجليد النهائي للمصحف من “كولبس” الألمانية. هذا بالأضافة للعديد من ماكينات” هيدلبرغ” الألمانية و غيرها.

نود منك أن توضح لنا مراحل الطباعة التى يقوم بها المركز والتقنيات المستخدمة من أجل تحقيق تلك الريادة العالمية الغير مسبوقة التى يحظى بها المركز؟

دعنى احدثك عن ذلك بشكل مفصل، حيث ان هذة المراحل تتمثل فيما يلى:

مرحلة الإعداد الطباعي

تبدأ عملية طباعة المصحف الشريف بمرحلة الإعداد الطباعي حيث يقوم فريق من التقنيين بفحص صفحات المصحف الشريف للتأكد من صلاحيتها وسلامتها، يتم بعد ذلك عمل مسودة للصفحات وتحويل نسخة إلى اللجنة الشرعية و نسخة أخرى إلى المدير التنفيذي للمركز لمراجعتها مراجعة فنية أخيرة قبل المباشرة بنقل الصفحات إلكترونياً إلى آلة متخصصة في إنشاء صفائح معدنية سيتم استخدامها في عملية الطباعة.

مرحلة المراقبة الشرعية

تعمل لجنة شرعية متخصصة من خبراء القرآن الكريم تحت مظلة المركز على الإشراف والتدقيق على النص القرآني خلال جميع مراحل طباعة المصحف الشريف بداية من التخطيط إلى مرحلة طباعة المصحف الشريف للتأكد من خلوها التام من أي ملاحظات والحفاظ على المصحف الشريف من الطباعة العشوائية.

مرحلة الطباعة قياس 17*24 أو 20*28

يتم استخدام طابعة Heidelberg Sheetfed وهي أحدث طابعة من نوعها في العالم لإنتاج نسخ الطلبات بقياسات 17*24 أو 20*28 ويقوم المختصون بإجراء فحص الملازم المطبوعة كل على حده للتأكد من خلوها من الملاحظات.

بعد ذلك يتم نقل الصفحات المطبوعة إلى آلة Heidelberg Stahl وهي أحدث آلات طيّ صفحات الكتب المتوفرة في الأسواق. و تعمل هذه الآلة بتقنيات أوتوماتيكية تعتمد على محركات تلقائية لها القدرة على طيّ عدد يصل إلى 12,000 صفحة في الساعة الواحدة.

مرحلة الطباعة قياس 14*20 سم

على الرغم من فعالية آلتي الطبع والطي فهنالك طلبات تستدعي طاقة إنتاجية أكبر من ذلك، وهنا يأتي دور طابعة Lithoman أكبر طابعة تجارية متوفرة حالياً في الشرق الأوسط وإفريقيا حيث يمكن تحميلها بستة ألوان كلٌ على حدة ويمكن لهذه الآلة العملاقة طباعة وطيّ من 30,000 الى 45,000 ملزمة في الساعة الواحدة حسب سماكة الورق.

مرحلة الخياطة

بعد الانتهاء من الطباعة تتوجه صفحات القرآن الكريم إلى ماكينة خياطة الكتب Muller Martini Ventura MC والتي تحتوي على 21 محطة تجميع حيث تعمل هذه الآلة على خياطة 200 عقدة في الدقيقة الواحدة منتجةً بذلك عدداً قياسياً من الصفحات بأعلى درجات الاحتراف والدقة.

مرحلة تغليف وتجليد وتجميع المصحف الشريف

بعد طباعة الأغلفه على الـ PVC بشكل منفصل ودهن سطحها الداخلي بطبقة من الغراء يتم لصق الـ PVC على الكرتون السميك المجهز للأغلفة باستخدام آلة Kolbus hard case making DA 270 ، وبعدها يتم نقل الغلاف السميك إلى آلة Kolbus hot stamping M/C PE 312 لدمغ وتذهيب الغلاف وإضفاء لمسات النقش والزخرفة. ويتمثل فخر صناعتنا في فخامة خط إنتاج Kolbus bookline BF 527 للكتب والتي تعد أكثر مجموعات عمليات إنتاج الكتب تطوراً في الشرق الأوسط.

إن عملية إنشاء وطباعة المصحف الشريف بشكل كامل ومتكامل تحت سقف واحد تتمثل في خطواتٍ غايةً في الدّقة والتفصيل و تتطلب قدراً كبيراً من الاهتمام والرعاية والعمل الدؤوب لنستطيع من خلالها بإذن الله تعالى من تحقيق هدفنا الأسمى المتمثل في أن تصل كل نسخة من نسخ المصحف الشريف إلى أيادي المؤمنين في جميع بقاع الأرض.

نبذة عن المسيرة المهنية لفيصل بن حيدر

هو المدير التنفيذي لقطاع الطباعة والتوزيع في “مؤسسة دبي للإعلام” منذ 2005، كما أنه المدير العام لشركة “مسار للطباعة والنشر”،

والمدير التنفيذي لشركة “توصيل للتوزيع والخدمات اللوجستية”، وممثل “مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف”، وعضو مجلس إدارة مجموعة الطباعة والنشر في “غرفة تجارة وصناعة دبي”.

شغل بشكل سابق منصب مدير تقنية المعلومات في “صحيفة البيان”، ومدير تقنية المعلومات في “مؤسسة دبي للإعلام”.

وقاد سابقا فريق مشروع “الصحيفة الخضراء” عام 2010، وهو مشروع يهدف إلى الحفاظ على البيئة وتوفير كلفة صناعة الورق في الإمارات.

حاصل على ماجستير في علوم الحاسب من “جامعة تولسا” في الولايات المتحدة الأميركية، وبكالوريوس في علوم الحاسب عام 1990 من “جامعة الإمارات العربية المتحدة”، كما أنه خريج “برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock