معرض أبو ظبي الدولي للكتاب 2025: كنز من الكتب والثقافة والترفيه

مشاركة 1400 دار نشر من 96 دولة في المعرض؛ المعرض اختيار ثقافة حوض البحر الكاريبي كضيف شرف، وابن سينا كشخصية محورية، وألف ليلة وليلة ككتاب العالم؛ أكثر من 2000 فعالية، بما في ذلك أول مجلس شعري على الإطلاق ومؤتمر رقمنة الإبداع الافتتاحي؛ ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الزوار 300000 زائر.
انطلقت فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب في مركز أدنيك للمعارض. تم افتتاح معرض الكتاب، الذي ينظمه مركز أبو ظبي للغة العربية، في 26 أبريل 2025 من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. سينتهي معرض الكتاب يوم 5 مايو 2025، وذلك تحت شعار “المعرفة تنير مجتمعنا”.
وقام سمو الشيخ آل نهيان بجولة في أجنحة المعرض، واطلع على أحدث الإصدارات من دور النشر المحلية والعالمية، وتحدث مع الناشرين لمعرفة المزيد عن التحديات والفرص التي تواجه الصناعة في ظل التحول الرقمي السريع.
سيستضيف المعرض أكثر من 2000 فعالية، بما في ذلك أول مجلس شعري على الإطلاق ومؤتمر الإبداع الرقمي الافتتاحي، والذي يركز على دمج التكنولوجيا الحديثة في النشر، وإعادة تأكيد دور أبو ظبي كقائد في قطاع النشر العالمي، وتعزيز الاستدامة في الصناعة.
يتماشى موضوع نسخة 2025 من المعرض مع إعلان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام 2025 “عام المجتمع”. تعكس القائمة الرائعة التي تضم 1400 دار نشر من 96 دولة مشاركة، مكانة معرض أبو ظبي الدولي للكتاب كمنصة عالمية للناشرين والمثقفين والمبدعين، بالإضافة إلى أنه وجهة رئيسية لإطلاق الإصدارات الجديدة والترويج لها.
صرح معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي، “يعكس معرض أبو ظبي الدولي للكتاب إيماننا المشترك بأن المعرفة هي حجر الأساس في التواصل والتقدم والتفاهم. ومن خلال مجموعة متنوعة غنية من الفعاليات الثقافية، تُجدد دورة هذا العام تأكيد التزام أبو ظبي بتعزيز مجتمع شامل قائم على المعرفة. إن شعار “المعرفة تُنير مجتمعنا” لا يُبرز فقط قوة الكتب في التوعية والإلهام، بل أيضًا قدرتها الفريدة على جمع البشر من مختلف الثقافات واللغات والأجيال. وفي “عام المجتمع”، نواصل دعم اللغة العربية، ونحتفل في الوقت نفسه بالدور الراسخ للأدب كمصدر إلهام عالمي ونبراس لمستقبلنا المشترك”.
صرح سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مجلس إدارة مركز أبو ظبي للغة العربية، “يسلط معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، من خلال محاوره وبرامجه المتنوعة، الضوء على مدى الاهتمام باللغة العربية وصناعة الكتاب والنشر والصناعات الإبداعية، ضمن جهود خدمة المجتمع من خلال تعزيز العلاقة الوثيقة بين المجتمع واللغة العربية كركيزة أساسية لهويته الثقافية، الغنية بالقيم الأصيلة المستمدة من ثقافة المنطقة وتراثها”. تعكس هذه الدورة أهداف ورؤية الإمارات العربية المتحدة في ترقية التنوع الثقافي، وتعزيز دور قطاع النشر في التنمية المستدامة، وتسريع الجهود لاستكمال منظومة الاقتصاد القائم على المعرفة”.
وأضاف، “تتماشى مشاريع معرض أبو ظبي الدولي للكتاب ومبادراته مع أهداف مركز أبو ظبي للكتاب في تعزيز مكانة اللغة العربية وحضورها، ونشر ثقافة القراءة والتسامح والتعايش. ويتجلى ذلك من خلال اختيار الطبيب الكبير ابن سينا شخصية محورية، وكتاب “ألف ليلة وليلة” الأكثر تأثيرًا في العالم العربي كتابًا عالميًا، والاحتفاء بالثقافة الفريدة لحوض الكاريبي كضيف شرف، مؤكدًا على البعد الإنساني الذي تسعى أبو ظبي إلى تحقيقه في جميع مشاريعها الثقافية”.
تمثل الدورة الحالية من معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الرؤية الثقافية لأبو ظبي، والتي ترسخ مكانة الإمارة كوجهة للثقافة العربية، ومنصة للتبادل الفكري العالمي، وتعزيز الحوار الثقافي. تغطي أنشطة المعرض مجموعة واسعة من المواضيع – بما في ذلك المجتمع، والخيال، والاستدامة، والعلوم العربية، والذكاء الاصطناعي، والابتكار – مقسمة عبر خمسة برامج واسعة النطاق.
شخصية محورية
اختار معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الطبيب والفيلسوف الشهير ابن سينا، المعروف في الغرب باسم أفيسينا، “شخصية محورية” في دورته الرابعة والثلاثين. توفر الجلسة فرصة لإعادة اكتشاف إرثه الطبي المتميز واستكشاف كيف ساهمت أفكاره الرائدة في تشكيل المفاهيم الطبية الحديثة.
كتاب العالم
تم اختيار كتاب “ألف ليلة وليلة”، أحد أعظم الأعمال الأدبية في اللغة العربية، من قبل معرض أبو ظبي الدولي للكتاب كونه “كتاب العالم”. يتكون الكتاب في معظمه من حكايات شعبية من الشرق الأوسط، ويتميز بتنوع السرد وبنيته المعقدة، التي تنسج معًا حكايات مترابطة وشخصيات عديدة.
برامج متنوعة
تحت شعار “إلهام”، سيشهد البرنامج الثقافي مجموعة واسعة من الفعاليات في مجالات الشعر والأدب والفنون والترجمة والمناقشات الثقافية التي تشمل مناظرات وحوارات وورش عمل ومحاضرات يقدمها نخبة من المفكرين والكتاب والمبدعين، مما يوفر للجمهور فرصة التفاعل المباشر مع شخصيات مؤثرة ومنصة لمناقشة القضايا الثقافية المعاصرة.
في هذا العام، يتم تقديم المجلس الشعري لأول مرة، مستوحى من تفاعل الجمهور مع الشعر في أنشطة مركز اللغة العربية السابقة. يشمل البرنامج أمسيات شعرية تتناول الشعر النبطي والعربي الكلاسيكي، مصحوبة بموسيقى مستوحاة من القصائد وإيقاعاتها، بالإضافة إلى أمسيات شعرية عبر الثقافات، حيث يتفاعل الشعراء العرب مع نظرائهم العالميين في تبادل إبداعي مبتكر عبر الوطني.
في إطار البرنامج الثقافي، يتيح ركن توقيع الكتب للمؤلفين فرصة للقاء معجبيهم وتوقيع نسخ من كتبهم. كما يسمح للمؤلفين بالتواصل مع القراء وبناء علاقة قوية مع جمهورهم.
كما يضم المعرض مبادرات أخرى مثل “تحت ظلال الغاف”، وهو تجمع أدبي في الهواء الطلق، حيث يقرأ المؤلفون مقتطفات من أعمالهم ويتفاعلون مع الجمهور.
وبعد النجاح الكبير الذي حققه المعرض في الدورات السابقة، يعود بودكاست أبو ظبي في موسمه الثالث، بمشاركة نخبة من صانعي البودكاست من المنطقة العربية والعالم، والذين سيقدمون محتواهم الفريد لإشراك الجمهور، ومناقشة مواضيع ملهمة، وتغذية شغفهم بالمعرفة، كل ذلك مع توفير مساحة لسماع أصوات جديدة وشابة.
تم تصميم برنامج التدريب المهني “Evolve” التابع لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب لتعزيز دور أبو ظبي كمحرك للاستدامة في صناعة النشر العالمية، من خلال توفير فرص تواصل لا مثيل لها مع 1400 دار نشر دولية. يستكشف هذا البرنامج مستقبل صناعة النشر والإبداع، مع التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي من خلال ورش العمل والمناقشات الرئيسية. كما يتناول أيضًا الفرص الجديدة في الصناعات الرقمية والإبداعية من خلال الدورة الافتتاحية لمؤتمر رقمنة الإبداع، ودمج التكنولوجيا في الفنون والنشر، وتزويد المشاركين برؤى قيمة حول استراتيجيات النمو والابتكار ومن أبرز الأحداث أيضًا صالة رجال الأعمال التي توفر منصة للتواصل والتعاون بين الناشرين.
لجعل الأمور أكثر حيوية وتشويقًا، أتاح أيضًا معرض أبو ظبي الدولي للكتاب مساحة لمجموعة متنوعة من وسائل الترفيه. سيعرض برنامج الفنون الإبداعية “إبداع” الذي تم إعداده بعناية، فنون الطهي القائمة على التراث من جميع أنحاء العالم، إلى جانب معارض التصوير الفوتوغرافي وورش العمل. إلى جانب ذلك، سيتم اختيار مجموعة مختارة من الأفلام العربية القصيرة مع برنامج موسيقي مخصص يشمل على عروض حية لفنانين مشهورين طوال فترة المعرض.
لا يزال الأطفال والشباب على رأس أولويات أجندة مركز اللغة العربية، كجزء من استراتيجيته لتعزيز الشغف باللغة العربية وتمكين العقول الشابة من التعبير عن أنفسهم باللغة العربية، وتعزيز ارتباطهم بهويتهم الثقافية، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للأطفال كممثلين مستقبليين لحضارة البلاد وضامنين لمكانتها الثقافية الرائدة على الساحة الدولية.
تحت شعار “تعلم”، يقدم البرنامج تجربة تعليمية فريدة للأطفال والشباب، تجمع بين التعليم والترفيه، من خلال ورش عمل وأنشطة تفاعلية تركز على اللغة العربية في مناطق مخصصة للأطفال والشباب.
تعزيز اللغة العربية من خلال برامج ابتكارية
يدعم معرض أبو ظبي الدولي للكتاب تعزيز اللغة العربية من خلال برامج مبتكرة تشجع على القراءة والإبداع، بما يتماشى مع استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء مجتمع قارئ نهم قادر على إنتاج محتوى عربي يواكب التحولات الرقمية. تدعم الاستراتيجية المواهب الأدبية الناشئة وتثري المكتبة العربية بإصدارات تعكس العصر الحديث.
ومن المتوقع أن يستقبل معرض الكتاب هذا العام عددًا قياسيًا من الزوار يتخطى 300 ألف زائر، وهو ما يعكس نجاح مركز المكتبة العربية في تعزيز الاهتمام بالمعرفة والثقافة، واستعادة النشاط لمعارض الكتب كأحداث اجتماعية وثقافية.