السعوديةمواضيع

تطوير صناعة التعبئة والتعليف ضمن رؤية المملكة 2030

لعل المطلع على ملامح رؤية المملكة 2030 يجد أنها تعتمد على 3 محاور رئيسية وهي: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، وهذه المحاور تتكامل وتتّسق مع بعضها في سبيل تحقيق أهدافها وتعظيم الاستفادة من مرتكزاتها، وعند إمعان النظر في هذه المحاور، وخاصة المحور الثاني الاقتصاد المزدهر، نجد أنه يركّز على توفير مجالات العمل للجميع، عبر بناء منظومة تعليمية مرتبطة باحتياجات سوق العمل، وتنمية الفرص للخريجين وروّاد الأعمال والمنشآت الصغيرة والشركات الكبرى. ويؤمن بتطوير الأدوات الاستثمارية، لإطلاق إمكانات القطاعات الاقتصادية الواعدة وتنويع الاقتصاد وتوليد فرص العمل للمواطنين.

وفي ضوء ذلك، تولي المملكة اهتماماً خاصاً بصناعة التعبئة والتغليف، حيث تكمن أهمية هذا القطاع في كونه جزءاً مهماً ومكملاً لجميع السلع بحيث تلعب هذه الصناعة دوراً أساسياً في كل الصناعات دون استثناء، وترتكز أهميتها على حقيقة أنها تمثل حلقة الوصل بين المنتج والمستهلك. ويعد هذا القطاع من القطاعات التكاملية لجميع القطاعات الصناعية الأخرى، بل هو جزء لا يتجزأ من بعض الصناعات الغذائية والدوائية والكيماوية وغيرها من الصناعات الحيوية الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أن جودة العبوة ونوعية الطباعة وتصميمها تسهم في ترويج المنتج؛ ولذلك فإن تنمية هذا القطاع وتطويره ينعكس ايجاباً على عمل القطاعات الأخرى. كذلك نلفت هنا إلى أن المملكة العربية السعودية تستحوذ على حصة تبلغ حوالي 70% من إجمالي قطاع التعبئة والتغليف في دول مجلس التعاون الخليجي وفقاً لدراسات حديثة، حيث يسجل هذا القطاع نمواً سنوياً بنسبة 15% في المملكة.

وأهم ما يميز هذا القطاع الصناعي المهم أنه يوفر فرص عمل كثيرة لشباب الخريجين من الجنسين، سواء كانت فرص عمل إدارية أو تقنية أو فنية، حيث يحتاج هذا المجال إلى المبدعين من الشباب، خاصة من لديه منهم مهارة ودراسة لفنون الإعلان أو الجرافيك؛ فقد يؤدي إبداع صغير في تصميم العبوة وأفكار متطورة في التغليف إلى تحسن ملحوظ في المنتج ورفع رقم أعمال المؤسسة، وعلى الرغم من أن التصميم الجيد للمنتج ليس العامل الوحيد الذي يؤثّر على القرار بالشّراء، إلا أنه مهم جداً من أجل التسويق للمنتج.

فبعد أن كانت الأغلفة بسيطة في تصميمها أصبحت الآن معقدة وتحتاج إلى دراسات وخبرات متخصصة، حيث إن التطورات الحاصلة في مجال التغليف جعلت المؤسسات تسعى دائماً لتمييز منتجاتها لجذب المستهلك، وأصبحت تعتمد على وكالات خاصة لتصميم أغلفتها والتوفيق بين شكل الغلاف وحجمه والألوان المستعملة والمعلومات الموضوعة، وذلك تناسباً مع تكلفة وسعر المنتج النهائي. والتصميم الجيد يتضمن اختيار الخامات واستخدامها بكفاءة وفاعلية للوصول إلى أفضل نتيجة نهائية، ومن البديهي أنه يجب أن تكون العبوة مناسبة للغرض الذي سوف تستخدم من أجله.

والجدير بالذكر في هذا الأمر أن سوق العمل يحتاج وبأعداد كبيرة لخريجين لديهم المهارة الفنية والدراسة الأكاديمية المتخصصة في مجال التصميم الجرافيك بمجالاته المختلفة، والذي قد يجيده كثير من الشباب السعودي كهواية وليس احترافاً أو دراسة، لذا فإنه من الضروري صقل هذه المواهب بالدراسة والخبرة العملية من خلال التوسع في إنشاء المعاهد الأكاديمية المتخصصة والبرامج التدريبية التي تحول هذه المواهب وتلك الطاقات إلى أيادٍ عاملة تسد احتياجات الأسواق وتزيد من تنافسية المنتجات السعودية في الأسواق المحلية والعالمية، خاصة مع تزايد التحديات الجوهرية، من تطور علمي وتكنولوجي، وارتفاع ملحوظ في عدد المؤسسات على اختلاف نشاطها، إضافة إلى التغير السريع والمستمر لحاجات وأذواق المستهلك الذي أصبح عاملاً رئيسياً ضمن الخطط الإستراتيجية والتسويقية وحجر الزاوية في التسويق الحديث. ​

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock