واشنطن تبدأ استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في إنتاج الغواصات
تتجه البحرية الأميركية إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع بعض مكونات الغواصات التي تطلق الصواريخ الباليستية، وسط ضغوط تتعرض لها أحواض بناء السفن بسبب زيادة حجم الإنتاج.
وأكد الموقع الخاص بالشؤون العسكرية، أن جهود وضع الأجزاء المطبوعة على الغواصات، بدأت في نوفمبر الماضي، على أن يتم تثبيت الأجزاء الأولى على غواصة قيد الخدمة العام الجاري.
وتصنع الأجزاء المطلوبة من خلال الطباعة عن طريق تصاميم ثلاثية الأبعاد لها، يتم تقسيمها إلى طبقات صغيرة جداً باستخدام البرامج الحاسوبية، ومن ثم تُصنعها الماكينات عن طريق طباعة طبقة فوق الأخرى حتى يتكون الجزء المراد تصنيعه.
ورفضت البحرية الأميركية سابقاً السماح بالطباعة ثلاثية الأبعاد، حتى لطباعة الأجزاء غير الهامة، إذ يعد وضع مكونات مطبوعة على غواصة أمراً محفوفاً بالمخاطر مثل وضعها على متن طائرة، إذ أن كلاهما يتطلب معايير سلامة صارمة للحفاظ على سلامة قائد الطائرة في الهواء، أو البحارة تحت مياه المحيط، بحسب “دفينس نيوز”.
وقال مدير المكتب التنفيذي لبرنامج الغواصات الاستراتيجي مات سيرمون، يوم الجمعة الماضى، إن مناقشات جارية لدى المجتمع الهندسي بشأن الضمانات الفنية.
وأوضح أن إدارة الهندسة واللوجستيات التابعة لقيادة أنظمة القوات البحرية تنظم زيارات ميدانية لشركات الطباعة، لضمان أفضل ممارسات التصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأضاف أن “التصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد يمنحك مادة أفضل، وفولاذاً أفضل من العمل بالمواد الخام”، لكنه استدرك: “الأمر معقد، سيتعين علينا في كثير من الحالات تغيير الطريقة التي نجري بها الاختبارات غير المدمرة.. ليس لأنها سيئة، ولكن لأنها مختلفة، وعلينا أن نفهم ذلك”.
وذكر سيرمون أن اعتماد المكونات المطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد على المدى الطويل، سيمكن البحرية والصناعة من تصميم الجيل التالي من الغواصات SSN(X)، مما يقلل من تكلفة البرنامج، والمساهمة في إنتاج مكون أفضل، أو أكثر قابلية للبقاء.
كما تقوم القاعدة الصناعية للبحرية الأميركية حالياً ببناء غواصتين هجوميتين من طراز “فرجينيا” سنوياً، كما أنها تقوم ببناء غواصة من طراز كولومبيا class SSBN، (غواصة صواريخ باليستية)، بجانب المساعدة في صيانة الغواصات أثناء الخدمة في الأسطول.
وأوضح الموقع أن هذه الخطوة تمثل “ارتفاعاً كبيراً في العمل داخل أحواض بناء السفن الرئيسية وقاعدة إمدادها”، مضيفاً: “إذا تعذر تقليل الطلب على المكونات، فلنبدأ حينئذ تصنيعها بالطباعة ثلاثية الأبعاد”.
وأكد مدير المكتب التنفيذي لبرنامج الغواصات الاستراتيجي، أن البحرية تخطط لتوصيل الموردين الذين لا يستطيعون مواكبة الطلب، بشركات تصنيع “طباعة الأجزاء ثلاثية الأبعاد”، على مدار الساعة لتعزيز العرض، حسبما نقل الموقع.
ورأى سيرمون أن تلك الخطوة ستساعد الشركات التقليدية الموردة للأجزاء، من خلال إزالة الضغط عنها، لزيادة معدلات الإنتاج، لافتاً إلى أنها (الشركات الموردة) “تكافح لمواكبة عبء العمل الحالي”، وأشار إلى أن بعضها يعتبر المصدر الوحيد لتوريد قطع الغيار للبحرية الأميركية.
وبيّن أن المكتب التنفيذي لبرنامج الغواصات لديه قائمة تضم ما بين 6 إلى 10 مكونات يرغب في طباعتها، استناداً إلى قائمة المكونات غير المتوفرة باستمرار في أحواض بناء السفن العامة عند الحاجة إليها.
ونبه سيرمون إلى أنه “لن يتم استبعاد الموردين الذين يصنعون المكونات بالشكل التقليدي من تلك العملية”، موضحاً أنه “بدلاً من ذلك، سيساعدون في الهندسة، وسيكون لديهم خيار الطباعة إذا كانت لديهم القدرة”. وذلك على الرغم من أن “معظم الشركات المعنية لا تفعل ذلك”، بحسب قوله.