قنا للورق تعتزم زيادة صادراتها إلى 20% بعده آليات لمواجهه أزمة الدولار
الخطيب: تدبير العملة كان أكبر تحد يواجه الشركة وسعر الصرف سبب ارتفاع أسعار الورق
تعتزم شركة قنا لإنتاج الورق مضاعفة صادراتها عدة مرات خلال العام الحالى لمواجهة أزمة نقص وارتفاع سعر الدولار اللازم لاستيراد مستلزمات الإنتاج وسداد المديونية بالعملة الأجنبية.
وقال علاء الخطيب، العضو المنتدب التنفيذى لشركة قنا للورق، إن الشركة تستهدف زيادة صادراتها إلى نحو 20% من إنتاجها خلال العام الحالى، مقابل نحو 6% فقط خلال العام الماضى.
وكشف، أن الشركة تعانى من صعوبة تدبير الدولار وارتفاع سعره أمام الجنيه، ونتج عن ذلك ارتفاع تكلفة الإنتاج بنحو 50% خلال العام الماضى مقارنة بسنة 2021، بعدما بلغت قيمة الفاتورة الاستيرادية للشركة من لب الخشب إلى 15 مليون دولار.
واعتبر أن تدبير الدولار كان أكبر تحد يواجه الشركة، حيث تجد صعوبة حاليًا فى سداد قرض دولارى للبنك الأهلى المصرى، الذى موّل شراء المحطات فى بداية إنشاء المصنع بقيمة 137 مليون دولار، ومتبقى من سداده 30 مليون دولار.
كان الدولار قد ارتفع بنحو 64% أمام الجنيه خلال العام الماضى قبل أن يواصل صعوده فى الأيام الأولى من عام 2023، بعد الخروج السريع للمستثمرين الأجانب من سوق الدين الحكومى فى فبراير ومارس 2022 وارتفاع أسعار الكثير من السلع الأولية التى تستوردها مصر إثر الغزو الروسى لأوكرانيا.
وعمل البنك المركزى على تقييد عمليات الاستيراد خلال معظم فترات العام الماضى ونتج عن ذلك صعوبة استيراد سلع أساسية ومستلزمات إنتاج بعد ما اشترط البنك المركزى فتح اعتمادات مستندية لإتمام معظم العمليات الاستيرادية.
الشركة تعمل على إحلال بدائل محلية للمدخلات المستوردة تشمل الاعتماد على مخلفات الدشت بدلا من لب الخشب
وأضاف الخطيب، أنه يتم التصدى لتلك الأزمة عن طريق البحث عن أكبر كميات ممكنة للتصدير، وهناك محاولات لتوفير بعض البدائل محليًا، بالاضافة إلى محاولات البنك الأهلى المصرى، أحد المساهمين فى الشركة، لتدبير ما يمكن تدبيره من العملة الصعبة لاستمرار عملية الإنتاج، مشيدًا بتوفير البنك بعض المبالغ لاستيراد الخامات غير الموجود لها بديل محلى.
وقال، إن ارتفاع التكلفة أثر على ارتفاع أسعار الورق فى السوق فقد تجاوز سعر ورق الكتابة والطباعة بشركة قنا إلى 41 ألف جنيه للطن، وعلى الرغم من قلة الطلب عليه إلا أن سعره فى زيادة مستمرة، وأصبح هدف الشركات المنتجة حاليًا هو رفع جودة المنتج المحلى وزيادة من صادراتها.
كما أثرت أزمة الدولار على المعروض من الورق نتيجة صعوبة الاستيراد ما ساهم فى ارتفاع الأسعار بحسب الخطيب.
أضاف، أن صادرات الشركة العام الماضى بلغت 4300 طن، تعادل نحو 6% من الإنتاج وهى نسبة أعلى مما حققته الشركة فى العامين السابقين، وتسعى الشركة حاليًا للتوسع فى الأسواق التصديرية، ولتحقيق ذلك راسلت جميع القنصليات التجارية على مستوى العالم لتعريفهم بمنتجاتها.
أضاف، أن “قنا للورق” تعمل حاليًا على رفع جودة الورق وتضع ذلك على رأس أولوياتها لتحسين صادراتها، وإنتاج الشركة يعد مرتفع الجودة من حيث درجة البياض، ويجرى العمل حاليًا على رفع الجودة من حيث قوة الشد بقدر المستطاع بالرغم من صعوبة الحصول على لب الخشب المسئول عن صلابة الورقة.
وعن الحلول المحلية للتعامل مع أزمة ارتفاع تكلفة الإنتاج، قال الخطيب، إن الشركة انتهت من دراسة إضافة خط عجن مخلفات ورق الدشت والذى من المقدر أن يزيد الطاقة الإنتاجية للشركة بنسبة 30% لتعويض النقص فى مستلزمات إنتاج ورق الكتابة والطباعة من لب الخشب والباجاس.
أضاف، أن الحلول المحلية تضمنت أيضًا استبدال الصودا الكاوية المستوردة بكبريتات الصوديوم، وتابع قائلاً إن تلك البدائل لا تكون بنفس الكفاءة ولكن كل هذه المحاولات من أجل الاستمرار فى الإنتاج.
وقال، إن إنتاج الشركة بلغ 81 ألف طن خلال العام الماضى يغطى نحو 25% من احتياجات السوق المحلى من ورق الكتابة والطباعة.
وتمتلك شركة قنا للورق خط إنتاج واحد بتكلفة 2.5 مليار جنيه، يتكون من عدة محطات، وينتج المصنع ورق الكتابة والطباعة الذى يدخل فى إنتاجه 20% مواد مستورة مثل لب الخشب وبعض مستلزمات الإنتاج و80% مواد محلية مثل المخلفات الزراعية قصب السكر (الباجاس)، كما قامت الشركة بتحويل نظام الطاقة بالمصنع من المازوت الضار بالبيئة إلى الغاز الطبيعى عام 2012 وذلك بتكلفة 32 مليون جنيه.
وأشار الخطيب، إلى أن الشركة تنتج فقط ورق الكتابة والطباعة المستخدم فى الكتاب المدرسي؛ حيث تعد شركتا قنا ومصر إدفو المورد الرئيسى لوزارة التربية والتعليم لتصنيع الكتاب المدرسي، ومن أبرز عملاء الشركة مطابع الأميرية، ومطابع الأهرام، ومطابع الأزهر، بالإضافة إلى مصانع الكراس والكشكول.
وبالنسبة إلى ورق الصحف والجرائد، فقد أوضح الخطيب، أن إنتاجه غير اقتصادى حيث تكلفته المرتفعة لأنه يستهلك فى تصنعيه كميات كهرباء ضخمة وسعر بيعه أقل بالإضافة إلى أن الطلب عليه قليل جدًا.
وقال العضو المنتدب التنفيذى للشركة إن “قنا” أجرت العديد من التجارب لإنتاج الورق الكرافت المستخدم فى التغليف ولكن لا يزال يحتاج لبعض التحسينات، ولجأت الشركة لهذا الأمر لتعويض تراجع الطلب على ورق الطباعة بمرور الوقت مع تزايد عمليات الرقمنة.
شركات صناعة الورق تطالب بخفض سعر الغاز إلى 3 دولارات للمليون وحدة حرارية بدلًا من 4.75 دولار
وذكر الخطيب، إن أزمة كورونا كانت من أصعب الأزمات التى مر بها الشركة حيث توقف المصنع تمامًا عن العمل لمدة ستة أشهر، كما أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على استيراد مستلزمات الانتاج من خامات وقطع غيار لمعدات المصنع المستوردة بالكامل من النمسا وألمانيا ولكن التوصيلات والتركيبات محلية.
أضاف أنه تم إيفاد مجموعة من مهندسى المصنع إلى الدول المصنعة للمعدات؛ للتدريب على استخدامها وأعمال الصيانة واستبدال قطع الغيار، مشيرًا إلى أن الشركة استثمرت 5 ملايين دولار خلال 2022 لإعداد وتأهيل معدات كان لابد من تغيير أجزاء بها.
وطالب الخطيب، بمحاسبة الشركة عند شراء الغاز الطبيعى بقيمة 3 دولارات لكل مليون وحدة بريطانية، طبقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء 1162 الخاص بالمصانع المولدة للطاقة ذاتيًا، بدلًا من 4.75 دولار تدفعها الشركة عن كل مليون وحدة حرارية حاليا، وهو ما طالبت به شركة قنا ومصر إدفو شركة الكهرباء من قبل.
وتابع أنه تم تصعيد الأمر لأكثر من مرة لرئيس مجلس الوزراء وحاليًا يتم دراسة الوضع ولم يتم الرد حتى الآن.
ورغم محاولات التوطين قال إنه يصعب الاستغناء عن بعض المواد المستوردة بشكل كلى فى صناعة الورق، لكن يمكن استخدام بدائل محلية.
وأشاد الخطيب، بتجربة شركة إدفو مصر الناجحة فى تصنيع ورق الكتابة والطباعة باستخدام الذرة بدلاً من الباجاس، بالإضافة إلى تجربة شركة راكتا بالإسكندرية التى أنتجت الورق من قش الأرز بدلا من الباجاس.
وأوضح، أنه يصعب على شركة قنا استخدام قش الأرز لصعوبة نقله من وجه بحرى إلى وجه قبلى حيث مصنع قنا، كما يصعب الاستغناء عن الباجاس بشكل نهائى لصعوبة توفير نفس الكم من بديل آخر، وتحتاج الشركة 180 ألف طن من الباجاس سنويًا لإنتاج الورق، لكن هناك دراسات حالية تجرى بشأن إنتاج الورق من سعف النخيل.