خاص: أزمة كورونا وظاهرة الندوات الشبكية
منذ ظهور أزمة كورونا، وقد أصبح هناك العديد من الممارسات غير العادية التى أصبحت مألوفة لنا مع مرور الوقت، وذلك على الصعيد العالمى وليس المحلى فقط. حيث أصبح الوضع الطبيعى الجديد هو عقد الندوات الخاصة بصناعة الطباعة بشكل إفتراضى عبر الإنترنت، كما تم تعميم هذة الوضع على صناعة فنون الجرافيك باكملها. وهناك العديد من الأمثلة على ذلك وهى كالتالى، المعرض التجاري الافتراضي للمنسوجات والملابس، والحدث الخاص بتطبيقات البريد المباشر الإفتراضى، وندوة دي سكوب الإفتراضية، وحملة العملاء العالمية الإفتراضية التى تم إطلاقها من قبل شركة هيدلبرج، والندوة الشبكية روتو فور أوول. وهناك أيضا بعض المعارض مثل دروبا أطلقت عرضًا افتراضيًا للترويج لمعرضها الفعلى، وأيضا من المتوقع أن يكون هناك ندوات عبر الإنترنت للترويج لندوات شبكية أخرى.
كما إننا جميعا نعلم أن هذة الندوات الشبكية تعتبر جزء من ممارسات وإجراءات التباعد الاجتماعي التى فرضت علينا نتيجة حدوث أزمة كورونا، ولكن فى الوقت نفسه هناك تعمد واضح من قبل الشركات نحو إقامة جميع الندوات والأحداث من خلال الإنترنت، نظرا لإنخفاض التكلفة وكذلك عدم تطلب الكثير من المجهودات والإعدادات من قبل القائمين عليها. ولكن قد بالغت الشركات فى إقامة جميع الندوات والفعاليات الخاصة بها من خلال الإنترنت. وعلى ذلك، نستطيع أن نقول أنه قد مضى الوقت التى كانت ترسل فيه الشركات الدعوات إلى عملائها من أجل تحصيل ثمن التذاكر وتكلفة الإقامات أو الوقت الذى كان يتم فيه إنفاق الملايين للمشاركة في حدث تجاري معين. ولكي نكون منصفين، فقد جلب الوضع الاقتصادي المتدهور الذى يعتبر إحدى تداعيات كورونا العديد من التحديات أمام الشركات. فلم تعد الأعمال التجارية فى الحالة المعتادة لها وأيضا أصبحت الشركات تشعر بالقلق الدائم تجاه المحصلة النهائية لهذا الوضع القائم. ولذلك فإن خفض التكاليف يعتبر أمرا ضروريا فى هذا الوقت، ولذلك فإن الإعتماد على الندوات الشبكية يعتبر حلا مثاليا لتقديم ما هو جديد وكذلك لتعزيز العلاقات مع العملاء الحاليين والجدد.
والحقيقة هي أن تقنية تنظيم الندوات عبر الإنترنت موجودة منذ سنوات عديدة، وأيضا موجودة قبل إحداث الفوضى في جميع أنحاء العالم بسبب ظهور فيروس كورونا. لكن، على الجانب الآخر قد شعرت الشركات بأنها مضطرة لتقديم عروض مباشرة وفعلية وأيضا لمقابلة العملاء شخصيًا وجها لوجهه. ولكن لا شك أن كوفيد-19 هو العذر المثالي للشركات لعدم التمكن من القيام بذلك أو أنه قد فرض على الشركات أن يقوموا بالأنشطة اللازمة لسير أعمالهم التجارية عن طريق الإنترنت. ومن البديهى إننا لا يمكننا أن نلوم الشركات على وجود فيروس كورونا أو التداعيات التى حدثت عقب ظهوره على مستوى العالم. ووفقا لكلاوس بولزا شونمان الرئيس التنفيذي لشركة كوينج & باويير ” لقد علمنا فيروس كورونا أنه يمكننا القيام بالعديد من الأشياء افتراضيًا، ولكن الجزء الصعب الآن هو أنه إذا ذهب فيروس كورونا في غضون ستة أشهر ، فهل ستبقى آثاره معنا لبعض الوقت، أو ستستمر لعدة سنوات؟. وهذا يدفعنا إلى التساؤل هل الندوات الشبكية موجودة وفعالة أم أنها تواجهه العديد من التحديات؟ يمكننا ان نقول أن هناك العديد من المشكلات الواردة الحدوث مثل، الأعطال الفنية التى تحدث أحيانا فى شبكة الإنترنت. وفى هذة الحالة يتم إلغاء الحدث نتيجة لعدم تمكن المشاركين من الإنضمام، وأحيانا أيضا تحدث مشكلات فنية فى إمكانية بث الفيديو تعيق من إمكانية التواصل من خلال لغة الجسد. كما من الوار أيضا أن تحدث أنواع أخرى من المشكلات الفنية مثل البطئ فى سرعة الإنترنت، وإعدادات النظام غير المتوافقة، وما إلى ذلك. حيث تتسبب هذة المشكلات فى غضب وإحباط المشاركين وخاصة إذا كانوا قد قاموا بعض التكالبف للمشاركة فى تلك الندوات مثل تكلفة برامج الحماية. ومن بين كل هذة العوامل فإن أكثر ما يثير إهتمامى هو لغة الجسد، حيث أنها عنصر هام جدا فى التواصل ومدى التأثير علىى الاشخاص، فى حين أن الندوات التى تقام من خلال الإنترنت لا تحقق إنشاء اتصال إنساني فعلى على الإطلاق.
ومن المؤسف إننا نعيش في عصر الندوات الشبكية وعلينا أن نتعود علي ذلك. وهذا الموقف يذكرني بأحد الرسوم الكاريكتورية التى تم تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي. حيث أن هذة الصورة قد تم نشرها سابقا فى عام 1962 فى جريدة دومنيكا دي كوريير التى كان يتم إصدارها فى الفترة من 1899 إلى 1989، وقد رسم هذة الصورة الفنان والرسام الإيطالى والتر مولينو، فقد قام برسم العديد من الأشخاص وهم يمشون داخل حجيرات فردية أتوماتيكية بدلا من مشى الأشخاص معا الشوارع المزدحمة.
هل كان يفكر في فيروس كورونا؟ هل كان لديه نوع من التحذير الداخلى الغامض من الخطر؟ هل تنبأ الرسام بجائحة فيروس كورونا خلال عام 1962؟ الصورة مؤلمة جدا. وفكرة أن الندوات الشبكية ستغير الطريقة التي نتواصل بها ونتفاعل بها مع عالم فنون الرسم تخيفني أيضًا.
فيا لك من فيروس لعين!