تحديات صناعة النشر بالإمارات أمام رواد الأعمال
كشف كتاب شباب عن مجموعة من التحديات التي تواجههم عند نشر إصداراتهم الأدبية الأولى، تتمثل في ارتفاع تكاليف النشر والتوزيع محلياً، مقارنة بدور النشر العالمية أو التسويق الرقمي، وكذلك عدم وجود تفاعل معها من قبل الكتاب المخضرمين والنقاد نتيجة لضعف الترويج لها.
وذكر كتاب شباب أن من بين التحديات تأخر النشر نتيجة لاشتراط الجهات المعنية، وحصول بعض الإصدارات الأدبية على موافقات من قبل جهات عديدة قبل الطباعة، إلى جانب أن بعض دور النشر تدعي خسارتها وانعدام ربحها.
من جهة أخرى، بادرت دور نشر إماراتية للترويج لأعمال الكتاب الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتسعى أخرى جاهدة على تواجد المؤلفين وإصداراتهم الأدبية في معارض الكتب المحلية والدولية مقارنة بتسويق الكتب رقمياً.
حلقة وصل
وأكد مؤسس دار مداد للنشر حسن الزعابي، أن دار النشر تعتبر حلقة وصل بين الكاتب والقارئ دائماً، وهي المسؤولة الأولى عن نشر الكتاب، كما تولي دار مداد للنشر الاهتمام بالكتاب الإماراتيين وبالأقلام الناشئة كذلك، إذ إن 85% من إصدارات الدار تعود لكتاب إماراتيين ونسبة كبيرة منهم من الشباب.
وتابع: «نعمل كدار نشر على التخطيط في كيفية نشر كتب المؤلفين الشباب، ونسعى إلى منحهم الثقة الكاملة وترك انطباع جيد عنهم لدى القراء والمجتمع الناقد بطبعه، وندعوهم للحضور بأنفسهم إلى معارض الكتب المحلية والدولية، وننظم لهم لقاءات مع الكتاب المخضرمين والنقاد في الدولة والعالم ليتبادلوا الخبرات والمعرفة فيما بينهم».
منصة موحدة
بدوره، حدد الكاتب الإماراتي عادل عبدالله حميد عدداً من التحديات التي تواجه الكتاب الناشئين الشباب أو الناشئة، من بينها أن نشر بعض الكتب يتطلب العديد من الموافقات المسبقة والاعتمادات من قبل عدد من الجهات المحلية، والتي يصعب على الكاتب إنجازها بسهولة، لذا دعا إلى إطلاق منصة محلية وخليجية موحدة لموافقات النشر تجمع كافة الجهات المعنية.
وذكر أن من بين تحديات النشر الأخرى التي تواجه الكتاب، تكاليف طباعة وتوزيع أعمالهم الأدبية، خاصة أن البعض من دور النشر المحلية تفرض رسوماً على التوزيع أيضاً، فيما تعفي أخرى الكتاب من ذلك، كما تقدم لهم فرصة عرض أعمالهم الأدبية في معارض الكتب المحلية والدولية.
كاتب مبتدئ
بينما قالت الكاتبة الشابة أمل إسماعيل إن التحديات التي تواجه الكاتب المبتدئ تختلف في طبيعتها عن تلك التي تواجه الكاتب المخضرم، فعادةً ما يبحث المبتدئون عمن يؤمن بقلمهم ويجازف بتبنّي أعمالهم ونشرها وتعريف القرّاء بهم، ولكن للأسف صار ذلك التحدي مرهوناً بجيب الكاتب لا موهبته.
وتابعت: «أصبح من السهل اليوم على أي كاتب مبتدئ، وإن كان رديء الموهبة، أن يجد من يطبع له كتاباً ويسوّقه ما دام يملك مبلغاً يُرضي الناشر، وهو ما ليس متاحاً لكتّاب أكفاء ينتظرون في طابور طويل لدار نشر تؤمن بأقلامهم وتمنحهم فرصةً يستحقونها، وقد يمضي زمنٌ طويل يفقدون فيه الأمل دون أن يحظوا بها».
إشراف دور النشر
فيما يرى الكاتب الإماراتي الشاب عبدالعزيز البلوشي أن التحديات التي تواجه الكتاب الشباب عند النشر كثيرة، ومنها، سعر طباعة الكتاب، وهو من الأسباب الشائعة والتي تشكل عائقاً وسبباً في توقف العديد من الكُتاب عن التأليف وتوجه البعض الآخر لإصدار الكتب في دول أخرى.
وأضاف: «هناك موضوع آخر، لا أعتبره مشكلة، إذ يتطلب إثراء الكتب ومحتواها بالنسبة للكتاب المبتدئين، إشراف دار النشر على محتوى الكتاب وتوجيه الكاتب وصقل مهارته، وذلك ما وجدته في دار كّتاب للنشر التي احتوتني ككاتب وقدمت دورات وورشاً للكتّاب الشباب».
طباعة مجانية
أما الكاتب الشاب حمدان محمد، فذكر أن العديد من دور النشر المحلية كانت تعمل على طباعة الأعمال الأدبية الشبابية مجاناً في السنوات الماضية، ولكنها أصبحت تفرض رسوماً على الطباعة والنشر والتوزيع تتفاوت 5 و6 آلاف درهم مقابل 40 ألف كلمة في الآونة الأخيرة.
وعن تجربته مع النشر، تطرق الكاتب الشاب إلى أنه لم يكن لديه علم في بادئ الأمر بطرق طباعة ونشر وتسويق الكتب من قبل دور النشر، لذا تواصل مع وزارة والثقافة والشباب، والتي ساهمت في طبع ونشر أول أعماله الأدبية، إذ تخصص دعماً للإبداعات الشبابية.