الحرب الراهنة على أوكرانيا وسوق صناعة الطباعة
مع تزايد الخسائر البشرية والاقتصادية للحرب في أوكرانيا، وإنسحاب الشركات من روسيا كتعبير عن موقف إنساني وسياسي على حد سواء، فقد بدأت كبريات الشركات المتخصصة فى تصنيع معدات الطباعة فى التفكير فيما إذا كان عليها التوقف أو الاستمرار في ممارسة أنشطتها وأعمالها في روسيا. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن أهم العلامات التجارية الكبرى مثل، مايكروسوفت، وزيروكس، وإتش بي ،وكونيكا مينولتا قد بدأوا يفكروا فى ذلك، بالإضافة إلى شركة موتوه التى أوقفت بالفعل صادراتها وشحناتها إلى روسيا.
كما أوقفت أرض المعارض التجارية الألمانية والشركة المسئولة عنها “ميسي دوسلدروف” وشركة إليوباك النرويجية المتخصصة فى صناعة الكرتون التعاملات مع روسيا. كما علقت شركتي تصنيع اللباب والورق الفنلندية ستورا إنسو و يو بي إم أعمالهم في روسيا. وقد قامت بعض الشركات الأخرى مثل كانون وفوجي بإظهار دعمهم من خلال التبرع بالمال للأنشطة الإنسانية في أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، فقد بدأت أكبر الشركات المتخصصة فى تصنيع ماكينات الطابعات التقليدية وماكينات طباعة الأوفست فى التفكير فى ذلك ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك حتى الآن بشكل رسمي. وفى إطار هذا السياق، فإن الشركات العاملة فى مجال الطباعة الرقمية وشركات البرمجيات إتخذوا إجراءات أكثر صراحة وعدوانية في التعبيرعن معارضتهم لما يحدث في أوكرانيا. فى حين أنه على الجانب الآخرلم تصدر حتى الآن الشركات العملاقة فى صناعة الطباعة مثل هيدلبرج، وكوينج & باويير، ومانرو لاند بعد بياناً رسمياً بشأن الحرب في أوكرانيا. وهذا الموقف بالتأكيد يجعلنا نتسائل؟ هل هذا لأن لديهم أعمال تجارية كبيرة في روسيا أكثر من الشركات الأخرى مثل إت`ش بي أو زيروكس؟ أم أن هذا يمثل التناظرية مقابل العقلية الرقمية؟ أعتقد أن ذلك من المستبعد جدا. فربما ببساطة لا يريدون المشاركة. فمهما كان السبب الذي يظهر لنا فإنه عاجلاً أم آجلاً يجب عليهم إظهار نوع من رد الفعل، حتى وإن كان ليس بنفس قوة الشركات الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أن الشركات التي لا مازالت تمارس أعمالها في روسيا تواجه انتقادات شديدة. على سبيل المثال، لقد دافعت شركة نستله عن قرارها بالبقاء في روسيا بالقول إنها لن تستفيد من عملياتها هناك حيث أن ما حدث فى أوكرانيا ذاد الضغط على نستلة وهي أكبر شركة أغذية في العالم، وذلك للانسحاب من جميع أعمالها مع اشتداد الحرب وتزايد الخسائر.
ما زال الضغط مستمر وإذا استمرت الفظائع في أوكرانيا، ويجب على الشركات مواجهة الواقع الصعب. في بعض الأحيان عندما يكون الإختيار بين الربحية وحياة الإنسان فيجب أن يكون الإنسان هو الخيار الأهم فى جميع الاحوال.