الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي يطلقان مصنع تدوير البلاستيك بالأردن

أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع بلدية دير علا، مصنعًا جديدًا لإعادة تدوير البلاستيك على أحدث طراز في قلب وادي الأردن. تهدف هذه المبادرة، وقيمتها 1.2 مليون دولار، إلى تعزيز أنظمة إدارة النفايات الصلبة وتعزيز نموذج الاقتصاد الدائري الذي يعالج التحديات البيئية في المنطقة مع إتاحة أكثر من 50 وظيفة خضراء وتحفيز النمو الاقتصادي في قطاع إدارة النفايات وخارجه.
تم بناء المنشأة على قطعة أرض تبلغ مساحتها 5000 متر مربع، وهي مصممة لمعالجة مشكلة النفايات البلاستيكية المتنامية في المنطقة. تتمتع المنشأة الحديثة بموقع استراتيجي لخدمة البلديات السبع في دير علا، شرحبيل بن حسنة، معاذ بن جبل، السويمة، الشونة الجنوبية، طبقة فحل، والمعدي في وادي الأردن.
وبتمويل من برنامج “تعزيز اللامركزية والنزاهة والمساءلة على المستوى المحلي” وبدعم من الاتحاد الأوروبي، يمثل مركز إعادة التدوير الجديد إحدى المبادرات الرئيسية لمحرك النمو الأخضر الوطني في الأردن في إطار رؤيته للتحديث الاقتصادي.
أشاد مازن الفراية، وزير الداخلية الأردني بالتعاون الاستراتيجي بين وزارة الداخلية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي في دعم مبادرات التنمية المحلية الاستراتيجية في جميع أنحاء الأردن، قائلًا، “يُمثل مصنع دير علا الجديد لإعادة تدوير البلاستيك الزراعي خطوةً هامةً نحو بناء نموذج مستدام ومربح لإدارة النفايات البلاستيكية في وادي الأردن. ومن خلال إنشاء سوق محلي للمواد المُعاد تدويرها، من المتوقع أن يُسهم هذا المرفق في توفير فرص عمل، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وتشجيع الابتكار في إعادة استخدام البلاستيك ومعالجته”.
كما أكد السيد الوزير الفراية على الدور الأساسي للبلديات في رفع مستوى الوعي بشأن فرز النفايات بشكل مسؤول وضمان نقل النفايات البلاستيكية إلى المصنع بشكل فعال. وأضاف أيضًا أنه جدد التزام الوزارة بتمكين حلول التنمية المتكاملة التي يقودها المجتمع المحلي، والتي تعزز سبل العيش وتدعم أهداف الأردن في الاقتصاد الأخضر.
تقول رندة أبو الحسن، الممثلة المقيمة في الأردن لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي “يعد هذا المرفق مثالاً نموذجيًا لكيفية مواءمة الحوكمة المحلية مع منطق الاستثمار الرأسمالي”. وأضاف، “نهدف إلى تمكين البلديات لتصبح عوامل تمكين للاستثمار والتنمية المستدامة – وليس مجرد مقدمي خدمات”.
يتكون مصنع دير علا لإعادة تدوير البلاستيك الزراعي، بمساحة مبنية تزيد عن 1400 متر مربع، من عدة مكونات متكاملة، بما في ذلك صالة العمليات الرئيسية، ومنطقة مظلة مغطاة لمناولة المواد، ومنشأة تخزين مخصصة للمواد البلاستيكية الخام والمعالجة. تم تحسين هذه المكونات لدعم فرز النفايات البلاستيكية وتنظيفها وتحويلها إلى مواد خام قابلة لإعادة الاستخدام، وتحويل النفايات من مكبات النفايات والتقليل من الضرر البيئي.
وأفاد سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأردن، بيير كريستوف تشاتزيسافاس، قائلًا “يمكن للأردن الاعتماد على الاتحاد الأوروبي في تكثيف جهوده لتحسين إدارة النفايات والحد من آثار التلوث البلاستيكي. هنا في وادي الأردن، سيُحسّن هذا الجهد الإنتاجية الزراعية، وسيساهم مصنع إعادة التدوير في التنمية المحلية من خلال توفير فرص العمل”.
كما يمهد المشروع لشراكة مستقبلية بين القطاعين العام والخاص، حيث سيوفر فرص استثمارية للقطاع الخاص لتشغيل المنشأة بشكل مستدام وشراء النفايات البلاستيكية المصنفة لمزيد من المعالجة وإعادة البيع. من الجدير بالذكر أن المزارع المحلية ستستفيد أيضًا، حيث توفر المنشأة منفذًا رسميًا للتخلص من النفايات البلاستيكية – مما يحول الخطر البيئي إلى فرصة اقتصادية، حيث تتراوح القيمة السوقية للبلاستيك المعاد تدويره حاليًا بين 120 و250 دينارًا أردنيًا للطن حسب النوع والجودة.
يعتمد نجاح هذا المشروع على الملكية المحلية. وقدمت بلدية دير علا الأرض اللازمة لإقامة هذا المرفق، بينما ساهمت المنظمات المجتمعية المحلية بشكل فعال في جهود إشراك المجتمع المحلي. تلعب المرأة دورًا محوريًا في هذه الجهود، وخاصةً في مجال إدارة النفايات الصلبة، مما يساهم في الاستدامة البيئية وتمكين الاقتصاد الشامل.




