ريباوند .. أول شركة إماراتية ذات تأثير عالمي في مجال تسهيل إعادة التدوير
في خضم أزمة كورونا التي بدروها ساهمت في الزيادة الكبيرة على طلب مستلزمات الرعاية والحماية الشخصية ذات الاستخدام الواحد، مثل؛ القفازات والأقنعة والملابس الواقية وغيرها من المتطلبات التي تُستخدم لعلاج المصابين من كوفيد-19، أو حتى الأفراد غير المصابين، جعلت هناك ضرورة ملحة لجمع هذه الكميات الضخمة التي تعد بالأطنان من المواد البلاستيكية من أجل إعادة تدويرها بطرق صحيحة لا تضر البيئة، وتخدم أفراد المجتمع من جديد.
أشارت العديد من التوقعات حديثاً إلى أن حجم سوق البلاستيك حول العالم، سينمو بشكل كبير ليصل إلى نحو 45.6 مليار دولار بحلول عام 2025.
في نهاية عام 2020، برزت منصة إماراتية جديدة للعالمية، انطلقت من أبوظبي تحمل اسم «ريباوند لتداول البلاستيك المعاد تدويره»، حيث تتيح للمشترين والبائعين قنوات سلسة لتداول المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير والمعاد تدويرها بكل كفاءة.
«بدأنا ندرك الكميات غير المسبوقة والمنتشرة من النفايات البلاستيكية، وبمساعدة خبرائنا، عملنا على إيجاد حل لهذا التحدي من خلال إنشاء منصة تربط المؤسسات والشركات من جميع أنحاء العالم، حتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها والحد من التلوث البلاستيكي» هذا ما صرحت به مريم المنصوري، المدير العام لشركة «ريباوند المحدودة».
الانطلاقة الحقيقة كانت في سبتمبر/أيلول 2022، وتتمثل مهام المنصة التي تنتشر اليوم في 39 دولة حول العالم، وبمشاركة 150 عضواً من مختلف الدول، على توفير قنوات تواصل سلسة بين شركات إعادة التدوير والعلامات التجارية الكبرى، والشركات متعددة الجنسيات، مع ضمان أعلى مستويات الجودة، والشفافية في الأسعار وكفاءة عمليات التداول العابرة للحدود. تقول مريم المنصوري «يتمحور تركيزنا حول خلق بيئة من الثقة بين جميع أصحاب المصلحة في قطاع إعادة تدوير المواد البلاستيكية، بما في ذلك الشركات والمؤسسات عبر القطاعين العام والخاص، ومساعدة الأعضاء في إجراءات التسجيل في المنصة، ليتم بعد ذلك إجراء فحصٍ لمنشأتنا من جانب شركائنا العالميين لضمان جودة المواد البلاستيكية المعاد تدويرها، وبعد إجراء الفحص سيتمكن البائعون من تسجيل المواد البلاستيكية لبيعها وتداولها عبر منصتنا، وإخطار المشترين بتوافر مواد جديدة».
وأضافت المنصوري: «كما نعمل على متابعة عمليات التداول ونجري بعناية عملية تسليم المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير العابرة للحدود، ثم نتيح للمشترين والبائعين فرصة تقييم تجاربهم عبر المنصة، بحيث يتم إجراء أي معاملات مستقبلية في بيئة تتسم بالثقة من خلال علاقات متوافقة مع أعلى معايير الشفافية».
تغيير إيجابي
وأشارت المنصوري إلى أن المنصة تسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في قطاع إعادة تدوير البلاستيك على مستوى العالم، كما صممت لتتوافق عملياتها مع أفضل المعايير العالمية، بما يمكّن الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم من الاعتماد على خدماتنا وتداول المواد البلاستيكية المعاد تدويرها بكل ثقة.
وأوضحت أن الفريق ينمو بسرعة كبيرة بعد أشهر قليلة من انطلاقتها، حيث يعمل بها أفراد من 7 جنسيات مختلفة 50% منهم من الإناث.
القطاعات المستهدفة
وقالت مريم المنصوري: «نحن أول شركة وطنية إماراتية ذات تأثير عالمي في مجال تسهيل عمليات إعادة تدوير المواد البلاستيكية وتعزيز ممارسات الاستدامة، وسنعمل على مساعدة العديد من القطاعات في عمليات إعادة تدوير المواد البلاستيكية».
وسيساهم وجود منصات وأنظمة متقدمة وشاملة لتداول المواد البلاستيكية في تلبية جزء كبير من الطلب عليها من مختلف القطاعات، وهنا تكمن مهمة المنصة، حيث يمكن للشركات العاملة في قطاع التعبئة والتغليف الحصول على منتجات بلاستيكية آمنة لاستخدامها في تعبئة الأغذية وتغليفها، وكذلك بالنسبة لقطاع الأزياء والأثاث لتقديم منتجات مستدامة، كما يمكن لقطاع النقل استخدام مواد بلاستيكية مقاومة للانزلاق لتحسين أداء الطرق.
ترى المنصوري أن إطلاق الإمارات على العام الجاري «عام الاستدامة»، واستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ «كوب 28»، يمنحان العاملين في المنصة المزيد من التحفيز للمساهمة في دعم المبادرات الاستراتيجية التي حددتها حكومة الإمارات.
وأكدت أن المنصة ستعمل على حماية البيئة من خلال تحويل المواد البلاستيكية بعيداً عن مكبّات النفايات، وبالتالي إحداث تأثير إيجابي كبير على صعيد خفض انبعاثات الكربون.
وحول إبرام المنصة العديد من الاتفاقيات في الآونة الأخيرة لإعادة تداول المواد البلاستيكية، أوضحت أن الشراكات واتفاقيات التعاون ستشكل ركيزة أساسية لنجاح أي مبادرة أو حل، لا سيّما إذا كان هذا الحل يتجاوز النطاق المحلي والإقليمي ليصبح حلاً عالمياً، وأيضاً تفعيل التعاون مع الحكومات والشركات بما يضمن تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري من خلال ابتكار حلول جديدة تدعم سلاسل التوريد العالمية، مع توقعاتها بإبرام المزيد من الاتفاقيات في المستقبل القريب لضمان عمليات تداول سلسة عبر المنصة.
قالت المدير العام لشركة ريباوند المحدودة: «رغم أن الإمارات لا تزال شابة، إلا أنها أثبتت للعالم أنها لا تعرف المستحيل من خلال تحقيق إنجازات خالدة في شتى المجالات والميادين مع آفاق واعدة للمستقبل بالاعتماد على الرؤى الطموحة، وأولت حكومة الإمارات منذ زمن بعيد أهمية كبيرة بتمكين الشباب في جميع أنحاء الدولة».
وأضافت المنصوري: «تشكل إعادة تدوير المواد البلاستيكية مسألة مهمة وملحة في وقتنا الحالي ولكن يجب تحفيز الأفراد والشركات على المساهمة بدعم هذه الجهود، وهو ما يمكن أن يحدث من خلال إنشاء سوق عالمية لتداول المواد القابلة لإعادة التدوير، ويجب إبقاء البلاستيك بعيداً عن البيئة، وأخذنا هذه الأهداف بعين الاعتبار من خلال التركيز على نوع واحد من المواد القابلة لإعادة التدوير، وهو البلاستيك، لتتمكن الدولة من تقديم حل مبتكر للعالم أجمع لتداول المواد البلاستيكية المعاد تدويرها».