مكتبة «الصفا للفنون والتصميم» مساحة إبداعية تنافس أكبر المنارات الثقافية
من يلج بوابات مكتبة الصفا للفنون والتصميم، يزداد شغفه بالمعرفة والفنون
لا شيء يضاهي الجمال الساكن بين جنبات دبي التي ولدت على ضفتي الخور، حيث ترعرعت وكبرت حتى أضحت وجهة أصحاب الفكر وأهل الثقافة والمواهب الإبداعية في شتى المجالات، الذين شرعت أمامهم أبواب قلبها متيحةً أمامهم آفاقاً واسعة تُمكنهم من مواصلة السير على دروب الإبداع والابتكار، وهو ما يصب في إطار التزامات هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، ملتقى للمواهب.
بين جنبات الإمارة الساحرة تتنافس المعالم المبهرة في معانقة السماء، بينما على أرضها تتسابق المكتبات في جذب الجمهور، وقد تحولت إلى منارات معرفية تضيء الطريق أمام عشاق الكتب والمعارض الفنية المبتكرة. وها هي مكتبة الصفا للفنون والتصميم التابعة لـ «دبي للثقافة» تصافح أصحاب الإبداعات المختلفة، بباقات وخيارات واسعة من الكتب والإصدارات الغنية، لتؤكد بأن «أول وصية من السماء للأرض هي اقرأ» كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».
«الصفا للفنون والتصميم» ليست مجرد مكتبة عادية، وإنما منصة مبتكرة قادرة على تحفيز أصحاب المواهب الإبداعية، فهي تمتاز بثوبها الفني المعاصر، وطابعها الخاص الذي حررها من الشكل التقليدي للمكتبات، وهو ما يتجلى في نوعية أقسامها التي تتوزع بين الفنون التشكيلية، وفنون النحت والعمارة، والخط العربي، والموسيقى والتصوير، ما جعل منها منارة للإبداع تلتقي تحت ظلالها رؤى الفنانين المحترفين والناشئة والمصممين مع أصحاب الفكر والثقافة.
تقول إيمان الحمادي، مدير قسم شؤون المكتبات في «دبي للثقافة»: «لمكتبة الصفا للفنون والتصميم حضور خاص على الساحة الأدبية، ووقع مميز في نفوس أهل الأدب والثقافة، حيث تم إعادة تصميمها لتتناسب مع تطلعات «دبي للثقافة» الهادفة إلى خلق بيئة إبداعية متفردة في دبي، فهي تتضمن موسوعات ومصادر معرفية مختلفة تعكس أهم وأجمل ما أنتجته العقول البشرية في مجالات الفنون على اختلافها، إلى جانب العمارة والتصميم والأزياء والكتب المصورة وغيرها الكثير»، وتشير الحمادي إلى أن طبيعة المكتبة وفرادة تخصصها جعلها محط أنظار عشاق الفنون والموسيقى والسينما، ما ساهم برفع أعداد زوارها، مبينةً أن المكتبة استقطبت خلال الفترة من يناير 2021 حتى سبتمبر الماضي 74797 زائراً، في إشارة إلى حجم الإقبال على المكتبة التي تضم بين جدرانها 61790 كتاباً بالعربية والإنجليزية إلى جانب لغات أخرى.
من يلج بوابات مكتبة الصفا للفنون والتصميم، يزداد شغفه بالمعرفة والفنون، فهي تمتاز بامتلاكها قاعات خاصة بالأنشطة وأخرى مخصصة للمعارض الفنية التي تستضيفها بين الحين والآخر. وفي هذا السياق، تشير إيمان إلى أن طبيعة تصميم المكتبة الهندسي القائم على إنشاء مساحات هادئة وتحفز على التأمل، يعكس هدفها الأساسي من حيث الاهتمام بقطاع الفنون والتصميم. وتقول: «من يدخل المكتبة سيشعر بأنه في معرض فني واسع، تتوزع فيه العديد من الأعمال الفنية واللوحات التشكيلية والمنحوتات في أروقة المكتبة، وكلها تحمل بصمات فنانين إماراتيين وعالميين».
ونوهت إيمان الحمادي إلى أن «الصفا للفنون والتصميم» اعتادت على استضافة الكثير من المعارض الفنية، وآخرها معرض «إبداعات تتحدى الزمن» للمصور البريطاني ماكس فادوكول الذي يتضمن 30 صورة باللونين الأبيض والأسود، ويستكشف فيها جماليات المرأة وتطور دورها عبر الزمن. وفي هذا الإطار، بينت الحمادي بأن المكتبة استضافت خلال الفترة من يناير 2021 حتى سبتمبر الماضي 11 معرضاً فنياً.