مصحف برايل من 6 مجلدات ضخمة إلى إلكتروني
في اليوم العالمي للغة برايل، أول أمس، الموافق الرابع من يناير، يعد أبرز ما يتعلق به المكفوفون في العالم العربي والإسلامي، نسخة المصحف المطبوعة على طريقة برايل، حتى يتمكنوا من قراءة المصحف الشريف وتدبره ودراسته.
مطبعة متخصصة في مصر ولجنة خاصة من الأزهر
في مصر مطبعة متخصصة في الطباعة بطريقة برايل، وهي تقوم بطباعة جميع المناهج التعليمية في مصر على طريقة برايل لجميع مدارس المكفوفين، وهي ذاتها التي بحثت إمكانية طباعة مصحف على طريقة برايل، ويروي مدير المطبعة أحمد عبد الله، عام 2008، أنهم لجأوا إلى الأزهر الشريف لعلاج مشكلة واجهتهم في طباعة المصحف على طريقة برايل، وهو عدم القدرة على تطويع طريقة برايل لكتابة الرسم العثماني.
ويروي عبد الله أن الأزهر استجاب سريعًا لطلبهم وقام بتشكيل لجنة من المكفوفين المتخصصين في علم القراءات، والتي اتفقت في النهاية على أن يكتب المصحف بالرسم الإملائي – الكتابة العادية- في المواضع التي لا يمكن فيها رسمه بالطريقة العثمانية.
ويتميز المصحف المطبوع بطريقة برايل أنه لا يمكن طباعته بحجم صغير مثل المصاحف العادية حيث إن طريقة برايل تقتضي مساحة أكبر وورقا سميكا وثقيلا من نوع معين يتراوح وزن الورقة الواحدة منه بين 150 أو 160 جراما، حتى تكون النقاط بارزة عليه بشكل واضح يمكن قراءتها بالأنامل بسهولة، وكذلك فالكتابة بطريقة برايل تزيد من سمك الجلد نتيجة بروز الحروف.
تبدأ مراحل كتابة المصحف على طريقة برايل بداية إلى ترجة كتابته إلى الكتابة البارزة على لوح صفيح، فيتلى القرآن الكريم على أحد المكفوفين الذي يحول ما يسمعه إلى حروف بارزة على طريقة برايل، ثم يتم إدخال النسخ المكتوبة إلى آلة الطباعة، وبعد ذلك تجمع الملازم وتخيط المجلدات ثم تجلّد.
وفي مكة المكرمة، وفي عام 2018، أنهى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف مصحف المدينة النبوية للمكفوفين بطريقة برايل، في نسخة تقع في خمسة أجزاء مرتبة على سور القرآن الكريم وانتج 6000 نسخة منها، كان قد بدأ برنامج إصدار مصحف برايل منذ عام 2014، إذ وفر المجمع كل ما يتطلبه الأمر من ماكينات وأجهزة لازمة لانتاج هذا المصحف ليصل إلى المكفوفين من المسلمين في كافة انحاء العالم.
مصحف “برايل” الإلكتروني
في مايو 2019 أعلن فريق عمل سعودي تمكنه من ابتكار أول مصحف إلكتروني للمكفوفين في العالم، وهو عبارة عن جهاز لوحي يخزن القرآن الكريم كاملًا ويحول أحرف برايل الثابتة إلى أحرف متحركة، تتشكل حسب لحرف والصفحة، وضم فريق العمل عددًا من المكفوفين على العمل به، الذين ذكروا في تصريحات إعلامية أن مصحف برايل يقع في ست مجلدات ولا يمكن توافره بسهولة وحجمه كبير للغاية، مؤكدين أن هذا الابتكار الحديث سيسهل عملية قراءة القرآن الكريم للمكفوفين في جميع أنحاء العالم، وفي تصريحات إعلامية أكد رئيس الفريق الذي يعمل على هذا الإبتكار أن الفريق يبحث تحويله إلى منتج ويسعى للتوصل إلى شركات تقوم بتصنيعه، لتقوم المملكة بتدشينه في ديسمبر الماضي،إذ أعلنت وكالة الأنباء السعودية عن تدشين الجهاز الذي يتميز بخاصية تحول أحرف برايل من ثابتة لمتحركة تتشكل إلكترونيا حسب آيات القرآن الكريم وهو مطابق لمصحف مجمع الملك فهد، وتصميم الجهاز يساعد الكفيف على الوصول إلى الصفحات والسور والآيات والأجزاء بسهولة ويسر.