مؤتمر الناشرين يتوج بحضور خبراء الصناعة لمواجهة تحديات صناعة النشر
أكد ناشرون، ضمن فعاليات وبرامج معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الناشرين العرب، أبرزها الأزمات التي يتعرض لها العالم – حالياً – مثل الحروب والكوارث الطبيعية التي تقلل من إنتاج المواد الخام التي تدخل في صناعة النشر، كما أن التغير المناخي يؤثر على إنتاجية مصانع الورق، وكذلك الحروب الدائرة أثرت تأثيراً كبيراً على مصانع وإمدادات الأحبار وماكينات الطباعة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن والنقل والتأمين، كما أن القرصنة الرقمية تعد من أكبر التحديات التي يواجهها الناشرون، مبينين أن النهوض بصناعة النشر يتطلب رؤية موحدة، نظراً لدورها في تعظيم القواسم الإنسانية المشتركة، من خلال تلاقي الأفكار وانسجامها، ما يسهم في خلق مجتمعات زاخرة بمفاهيم القيم والتسامح، مؤكدين في الوقت ذاته أن الثقافة قادرة على تحقيق ذلك.
وفي هذا الإطار، أكد محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب ورئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية ومكتبة الدار العربية للكتاب في القاهرة، أن أبرز التحديات التي تواجهها صناعة النشر في العالم العربي القرصنة سواء أكانت رقمية أم ورقية، كما أن المواطن العربي ليس لديه المعرفة الكاملة بأهمية احترام الملكية الفكرية والتي تمثل في الدول المتقدمة نمواً اقتصادياً، كما أنها تؤثر على الدخل القومي، أما في عالمنا العربي حقوق الملكية الفكرية منتهكة، ومن التحديات كذلك أن معارض الكتب العربية أضحت بالنسبة للناشر العربي عبئاً لأن تكلفتها المالية عالية، خصوصاً بعد زيادة أسعار الشحن وأسعار السفر، فضلاً عن أن الناشر العربي لم يتمكن حتى الآن من اللحاق بركب التقدم الذي حدث في صناعة النشر، خصوصاً النشر الرقمي والصوتي لمحدودية الإمكانات.
من جانبه، أكد سعيد عبده مصطفى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين ورئيس مجلس إدارة دار المعارف والشركة القومية للتوزيع، أن التحديات التي تواجه صناعة النشر متعددة، أبرزها أن مدخلات الإنتاج ليست متوفرة في الوطن العربي ويتم استيرادها، وبالتالي أي أزمات يتعرض لها العالم مثل الحروب والكوارث الطبيعية لها أثر كبير على المواد الخام التي تدخل في صناعة النشر، كما أن التغير المناخي وقطع الأشجار يؤثر على إنتاجية مصانع الورق، والحرب بين روسيا وأوكرانيا أثرت تأثيراً كبيراً على مصانع وإمدادات الأحبار وماكينات الطباعة، مبيناً أن وسائل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن والنقل والتأمين وارتفاع تكاليف المعارض تعد كذلك من التحديات التي يواجهها الناشرون العرب، كما أن الإمارات تعد من الدول المهتمة بالشأن الثقافي والذي تجسد في إقامة معارض الكتب.
وتقول الناشرة الدكتورة اليازية خليفة أمين سر جمعية الناشرين الإماراتيين رئيس مجلس إدارة مركز الإمارات لحقوق النشر، إن أبرز التحديات التي تواجه الناشرين ضعف التسويق ونقاط البيع وغلاء الأسعار، كما أن الموزعين يأخذون نسبة كبيرة لهم بخلاف الناشر الذي يبذل جهداً كبيراً في الارتقاء بالمحتوى المتميز، كما أن القوة الشرائية أضحت ضعيفة بسبب الحروب، كما كان لأزمة كورونا سبب مباشر في ضعف التوزيع، لافتة إلى أن الناشر العربي يعتمد اعتماداً كبيراً على معارض الكتب لترويج أعماله، لذلك يجب عليه أن يبحث عن طريقة مختلفة للوصول إلى القارئ وتسويق الكتاب بخلاف المعارض، كما أن جمعية الناشرين الإماراتية أطلقت مشروع (منصة) خلال العام الجاري، وهو مختص على التركيز في المحتوى الإماراتي ما يساعد الناشر الإماراتي.
من جانبها، أكدت لينا شبارو مديرة حقوق النشر بالدار العربية للعلوم بلبنان ودار الثقافة في أبوظبي، أن مؤتمر الناشرين يعد مميزاً وعملاً رائعاً يعرف كل المشاركين من الناشرين بدور النشر العالمية والتي تهدف إلى تلاقح الأفكار والتعرف إلى المستجدات في مجال النشر، لافتة إلى أنه يجب العمل بالتوصيات التي ينادي بها مؤتمر الناشرين لمواجهة تحديات صناعة النشر التي تجابه الناشرين العرب حتى يلحقوا بركب التقدم الذي تشهده دول العالم الأخرى، لافتة إلى أن القرصنة الرقمية والورقية تعد من أبرز التحديات.
وفي ذات السياق، أكدت رانية بكر من دار العربي للنشر بمصر، والتي تعمل في مجال النشر منذ 47 عاماً، أن الترجمة في عمل الناشر مهمة للغاية كونها تسهم في تقريب وربط الثقافات، حيث إن القراء لعدد من المؤلفين من بلد آخر يفتح للقارئ نافذة على ثقافتهم وعاداتهم وأنماط حياتهم المجتمعية، ويطلعهم على ثقافة البلدان، مشددة على أن الترجمة هي جسر للتواصل الثقافي بين الحضارات الغربية والبلاد العربية، لذلك لا بد من الاهتمام بها خصوصاً في ظل ندرة المترجمين التي تعد من أبرز التحديات التي تواجه دور النشر المعنية بمجال الترجمة، بالإضافة إلى نقص الدعم وصعوبة انتقاء المحتوى المناسب.