كيف سيفتح العام الجديد 2023 مسارات الأمل وسط تعاقب الأزمات ..
لقد بدأنا جميعا عامنا الجديد 2023، ونحن محملين بالكثير من المشاعر المتضاربة. في نفس الوقت الذى نسعد فيه بالإنتهاء التدريجي لجائحة كورونا بعد الكثير من الصعاب، ونشهد فيه عودة صناعة الطباعة مرة أخرى لتستكمل مسيرتها فى طريق النمو. فإننا جميعا على دراية جيدة بأن صناعة الجرافيك قد واجهت خلال عام 2022 عدداً كبيراً من التحديات، بما في ذلك نقص الورق، ونقص العمالة، وارتفاع التضخم واضطرابات سلاسل التوريد ووقوع الحرب في أوكرانيا وكذلك العديد من المشكلات الاخري. وعلى ذلك فإنه من المرجح، أن تظل هذه التحديات طوال عام 2023. كما أنه بالتزامن مع ذلك، من المحتمل أن يواجه الاقتصاد العالمي ركودا خلال العام المقبل، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة نتيجه لارتفاع معدلات التضخم. ولذا، فإن التوقعات لعام 2023 بطبيعه الحال ستكون قاتمة نوعا ما، ولكنه دائما لابد أن يوجد أمل فى التحسن والصعود مرة أخري. فصناعة الطباعة تتميز بقدرتها على المقاومة والصلابة وكذلك أصحاب دور الطباعة، قد أثبتوا أنهم قادرون على الصمود خلال الأزمات.
لقد تعلمنا فى فترة وباء كورونا وما بعدها، أن الرقمنة والتحول الرقمي هما عنصران أساسيان لبقاء أى صناعة على قيد الحياة في وقت الازمات الصعبة. ومن المؤكد أن تلك العنصران هما الذان قادرين على دعم صناعة الطباعة للعمل على أعلى مستوى لتحقيق أعلى النتائج. وأيضا من المتوقع خلال عام هذا العام، أن تزداد الاتصالات المباشرة سوف بين ممثلي العلامات التجارية والعملاء، وهذا يعني أن استخدام الحلول الذكية مثل رموز الاستجابة السريعة سوف يزيد وذلك من أجل تسهيل هذا التفاعل. وهناك اتجاه آخر يتمثل في ذيادة دور الجيل Z العاملين الآن فى المكاتب ومواقع الإنتاج وأيضًا دورهم كمستهلكين. فإذا تحدثنا عن بيئة العمل، سيخلق وجود الجيل Z دافعًا جديدًا للشركات لتكون أكثر إنتاجية وأكثر توجهاً نحو التكنولوجيا. بينما سيجبر أفراد الجيل Z بدورهم كعملاء، توجهات العلامات التجارية على أن تكون أكثر شفافية واستدامة. فمن الملاحظ أن الجيل Z يركز على الإشراك والفردية، ولذلك سوف يتعين على العلامات التجارية التكيف مع هذه الاتجاهات الجديدة والتي بدورها تعني زيادة الطلب على المنتجات المطبوعة والمخصصة، وأيضا الكثير من المطبوعات المزخرفة التى تتميز بالتصميمات الفريدة والجذابة.
لفد أدت الاضطرابات في سلاسل التوريد إلى حدوث أضرار كثيرة خلال عام 2022 وعلى الأرجح أنها سوف تكون مصدر إزعاج خلال عام 2023. ومن أجل التخفيف من حدة هذه المشكلة، سوف تتنافس العلامات التجارية لمعرفة الأوضاع المستقبلية بشكل أكثر وضوحا، وذلك فيما يخص سلسلة التوريد الخاصة بها. ومن أجل الوصول لذلك فإنهم سوف يقومون بإستخدام أحدث التقنيات مثل تقنية “RFID“ وذلك فى كل مرحلة من مراحل الأنشطة المضيفة للقيمة. وفي الوقت نفسه، بالنسبة لدور الطباعة والمؤسسات المتخصصة فى الصناعات التحويلية التى تستخدم الخدمات السحابية، سوف تستخدم هذة التقنية بشكل أساسي وليس إستثنائي، حيث تخلق الخدمات السحابية فرصًا هائلة لشركات الطباعة وعملائها.
لقد أدت الزيادة الغير مسبوقة فى معاملات التجارة الإلكترونية وحركة التسوق عبر الإنترنت أثناء فترة الجائحة وما بعدها إلى دفع العديد من الشركات إلى تبني آليات الطلب عبر الإنترنت وذلك فيما يخص صناعة الملصقات والتغليف والتعبئة. وكما نري أن هذا الاتجاه قد أصبح مسيطر الآن، كما أن المنتجات المطبوعة الآن أصبحت تعتمد على البيانات ويتم تشغيلها تلقائيًا بصورة كبيرة، أكثر من أي وقت مضى.
من ناحية أخرى، تتوقع دور الطباعة العاملة فى مجال طباعة الاوفست أن يقوم مصنعى الطابعات بتصنيع طابعات فائقة الكفاءة. فهم يطالبون بضرورة تضمين المميزات الأتوماتيكية في تكوين وقدرات معدات طباعة الأوفست. حيث إنهم يريدون استخدام الطابعات المزودة بتقية الإنتاج عبر تمريره واحدة، لأنها على الأرجح تكون طابعات متكاملة وتطبع بتكلفة أقل من الطابعات المزودة ب 8 ألوان متتالية.
وإذا إنتقلنا إلى الحديث عن صناعه الورق خلال عام 2022، نستطيع القول أنه بالرغم من أن العملاء قد سارعوا بطلب المزيد من الورق الذي يحتاجونه بالفعل، وبدأ حجم الطلبات في الاستقرار خلال الربع الرابع. فإنه من المتوقع أن يزداد الطلب على الورق خلال عام 2023 ولكن ستنخفض المهلة الزمنية وفقًا لظروف مصنعي الورق.
وبالنسبة لصناعة التعبئة والتغليف خلال عام 2023، من المتوقع أن تتنوع منتجات التعبئة والتغليف إلى نوعية الأغلفة التى تتوافق مع العبوات والمزودة بخاصية الحماية من الضوء، والأكياس المزودة بغطاء لدعم المنتجات السائلة القابلة للتدفق، وذلك باستخدام المكابس التي تدعم الطباعة على الركائز ذات النطاق الضيق، ولكن سوف تكون طباعة الفليكسو أكثر طلبًا نظرًا لمرونتها وبساطتها وتكلفتها المنخفضة.
خلال هذا العام، من المتوقع أن يعود المزيد من الأشخاص إلى مناصبهم الوظيفية على الرغم من أن نموذج العمل المختلط سيظل هو الأكثر شيوعًا.
ومن الجدير بالذكر أن، دور الطباعة التجارية أيضًا ستحتاج إلى إعادة التفكير في نموذج أعمالها، وذلك من أجل خلق المزيد من تدفقات الإيرادات. وخلال 2023، ستقوم المزيد من الطابعات التجارية إما بالتنويع في قطاعات أخرى من الطباعة مثل طباعة العبوات، أو الطباعة ذات التنسيق الكبير، أو بدلاً من ذلك ستتخصص في قطاع معين من الطباعة التجارية. على سبيل المثال، القيام بإستخدام أوراق نادرة وعالية الجودة لإنتاج منتجات مطبوعة ترويجية فاخرة، وذلك بسبب رغبة كل شركة فى أن تصبح المزود الرائد لخدمات الطباعة في هذا القطاع.
قد يكون عام 2023 بداية لأوقات أفضل قادمة أو حتى نذيرًا بالمزيد من التحديات،ولكن فى كل الأحوال صناعة الطباعة ستنمو، بفضل الأشخاص أصحاب دور الطباعة الذين تعلموا كيفية البقاء فى الصناعة والازدهار خلال السراء والضراء.