بعد 41 عاماً من صدوره لأول مرة… هيئة الكتاب تعيد طباعة (تاريخ المسرح)
ظهور المسرح بدأ مع بدايات تشكل ملامح الحياة المجتمعية فكان إحدى أدوات التفاهم الأولى بين البشر ليأتي كتاب “تاريخ المسرح” الذي ألفه الإيطالي فيتو باندولفي ليؤرخ بشكل مفصل ودقيق للمسرح الاغريقي والروماني وفي باقي العالم.
الكتاب الذي ترجمه الأب الياس زحلاوي وصدر لأول مرة بخمسة أجزاء عام 1979 أعادت الهيئة العامة السورية للكتاب طباعته من جديد من خلال المشروع الوطني للترجمة نظرا للطلب المتزايد عليه من قبل المختصين والمهتمين بالمسرح العالمي.
وفي تصريح لـ سانا بين الأب زحلاوي أنه ترجم هذا الكتاب عندما كان يدرس طلاب الدفعة الأولى من المعهد العالي للفنون المسرحية مادة تاريخ المسرح بهدف إتاحة الفرصة لطلاب المعهد المزيد من التوسع في معرفة أسس ظهور هذا الفن العظيم ولسد الثغرة في أدبنا العربي إذ لا توجد ترجمة كاملة لهذا الكتاب.
وأوضح الأب زحلاوي أنه عمل على ترجمة الكتاب نحو 10 سنوات متتالية لما للمسرح من أهمية تتجلى في أنه “الشرارة” التي أخذت بيد المجتمعات البشرية نحو ذروة الحضارة.
زحلاوي الذي كتب أول عمل مسرحي له بعنوان “وجبة الأباطرة” عام 1980 واستقى أحداثه من تاريخ الدولة الرومانية وجد أن كتاب تاريخ المسرح يسهم بنهضة جديدة للمسرح السوري مشيرا إلى أنه عمل على إعطاء المادة التاريخية بعدا روحيا مع الإضاءة على تاريخ أبي الفنون في أوروبا وظهوره عند الفراعنة في مصر وفي الحضارات القديمة ببلاد الشام وما بين النهرين وفي مختلف القارات.
ويتضمن الجزء الأول من الكتاب ستة فصول تتحدث عن أصول العرض من الأسطورة إلى الدراما وظهور التراجيديا والكوميديا ومراحل تطوره في الهند وأمريكا اللاتينية وحضوره خلال حقبة النهضة الإيطالية وأبرز الإعلام في تلك المراحل.
وتناول الجزء الثاني الكوميديا الارتجالية واستخدام الطقوس الدينية للدراما وظهور التمثيلية التوجيهية والعصر الذهبي الإسباني والتراجيديا الكلاسيكية ومصطلح القرن العظيم الذي يعني بلوغ الحضارة الفرنسية ذروتها ودور موليير وصولا إلى الثورة الفرنسية لينتقل بعدها إلى المسرح الكابوكي في اليابان على أن تطبع الأجزاء الثلاثة الأخيرة من الكتاب لاحقا.
يشار إلى أن فيتو باندولفي كاتب إيطالي مسرحي ومخرج وناقد عمل استاذا لتاريخ المسرح في جامعة جنوا أما الأب الياس زحلاوي فأنشأ أسرة الرعية الجامعية وفرقة باسم “هواة المسرح العشرون” عام 1968 وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب وعين كاهنا في كنيسة سيدة دمشق وأسس خلال عام 1977 جوقة الفرح وعمل على تدريس اللغة الفرنسية وتاريخ المسرح في معهد الفنون المسرحية له العديد من المؤلفات باللغتين العربية والفرنسية.