إضافة إلى ما تشهده بلدان الخليج من نهضة إبداعية، على أيدي أجيال جديدة من المبدعين في أجناس الأدب المختلفة، شعراً ورواية وقصة قصيرة ونصوصاً مسرحية، فإنها تشهد أيضاً اتساع نطاق حركة الطباعة والنشر، التي تغطي، كذلك، ما يكتبه أبناء وبنات المنطقة من دراسات وأبحاث في مجالات التاريخ وعلم الاجتماع والفكر وسواها.
وتتأهل كتب إبداعية ودراسات في العلوم الإنسانية للقوائم القصيرة للجوائز العربية المرموقة، بل تنال هذه الجوائز، بل إن رواية الكاتبة العمانية جوخة الحارثي «سيدات القمر» نالت جائزة «البوكر» العالمية، التي يشارك فيها أدباء من مختلف بلدان العالم.
ويعدّ اتساع نطاق القراءة في مجتمعات الخليج كافة، خاصة قراءة الأعمال الروائية، والأدبية عامة، أحد مظاهر الديناميكية الثقافية في بلدان المنطقة، ومن مظاهر ذلك تعدد أندية وصالونات القراءة في مختلف بلداننا، والكثير منها يأتي بمبادرات شبابية.
لا يقتصر الأمر على الكتابة والقراءة وحدهما، بل يضاف إليهما ضلع المثلث الثالث، أي الطباعة والنشر، ما حملنا أمس على القول إن الخليج يكتب ويقرأ ويطبع، وفي بلدان المنطقة اليوم عدد ليس قليلاً من دور النشر المنبثقة من مبادرات أفراد، جلّهم شباب، وقريبون من المشهد الأدبي والثقافي، أو آتون من قلبه، ويمكن أن نورد هنا، كأمثلة فقط، أسماء بعض هذه الدور.
في الإمارات اليوم عدة دور بينها دار «غاف» الجديدة التي تركز على جودة المحتوى، من خلال متجر إلكتروني كتمهيد لإصدارات الدار، دار«كتاب» المهتمة بمعارض الكتاب المستعمل وسواها من مبادرات، دار «رواشن» المتخصصة بنشر الشعر، خاصة الشعر الإماراتي، دار «العنوان» التي اهتمت باستكمال مشروع السرد الخاص باتحاد الكتاب، فبعد مجموعة «كلنا نحب البحر»، و«نشيد البر.. صفير الساحل» أصدرت الدار «كلنا السدرة كلنا نشيد الموجة» وغيرها.
ومن دور النشر الجادة في الكويت «تكوين»، «الفراشة»، «قرطاس»، وفي سلطنة عمان دار «نثر»، ودار«لبان»، إضافة إلى تجارب سابقة لهما، مثل «بيت الغشام للطباعة والنشر»، لم يقدّر لها الاستمرار، وفي البحرين توجد دار «فراديس» ودار «مسعى»، ومن دور النشر في قطر «روزا»، «زكريت»، «الوتد»، «الجيدة». وبين أسماء دور النشر السعودية «أثر»، «جداول»، «مدارك»، «ميلاد» «رشم»، وثمة دار أخرى توقفت هي «طوى».
وبالتأكيد فإن هناك دوراً أخرى لم نتوصل إلى أسمائها، يضاف إلى ذلك منظومة الطباعة والنشر التي تتبناها وزرات وهيئات الثقافة واتحادات وجمعيات وأندية الأدباء والكتاب في مختلف بلدان المنطقة.
تعويلنا على أن تظل هذه الدور مهتمة بالجودة، وحريصة على التمييز بين الغث والسمين.