أصبحت الفنانة الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة للثقافة بمصر، خلفًا للفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، بعد 4 سنوات و8 أشهر قضتها الأخيرة على مقعد الوزير، لتصبح “الكيلاني” ثاني سيدة تتولى منصب الوزيرة، منذ تأسيسها في ستينيات القرن المنقضي.
وأمام وزيرة الثقافة الجديدة الدكتورة نيفين الكيلاني، عدد من الملفات الهامة في مختلف قطاعات الوزارة، وفى السطور التالية نرصد بعض تلك الملفات:
ربما تكون من أوليات الوزيرة الجديدة هي الاهتمام بالأماكن الثقافية المغلفة، والتي تحتاج للتطوير مثل مسرح السامر بالعجوزة والتابع للهيئة العامة لقصور الثقافة والمغلق منذ سنوات طويلة، والتي أعلنت الوزارة تطويره وإعادة تأهيله في نوفمبر الماضي، بالإضافة بعض قصور وبيوت الثقافة المغلقة والتي تحتاج إلى تطوير، فضلا عن الانتهاء من متحف الجزيرة للفنون والتي تعده الوزارة ليكون أكبر متحف للفنون في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
تطوير قصور الثقافة
لعل الهيئة العامة لقصور الثقافة، واحدة من أكثر الهيئات الحكومية أهمية وذلك كونها أكثر الهيئات الثقافية احتكاكا بالمواطنين في مختلف محافظات الجمهورية، وتعاني الهيئة من تراجع كبير في دورها خلال السنوات الماضية، وحرصت الدكتورة إيناس عبد الدايم خلال فترة توليها الوزارة إلى إعادة الهيئة إلى دورها بإطلاق عدة مشروعات ومبادرات مثل سينما الشعب وابدا حلمك، لكن الهيئة لا تزال تحتاج إلى مزيد من العمل لتصل بالثقافة وتنشر الوعي بمختلف محافظات الجمهورية، خاصة في ظل قلة الميزانية، كذلك العمل على إعادة فتح القصور المغلقة مثل قصر الثقافة بالحي السادس ومركز الإبداع الموجود في الحى السابع بمدينة السادس من أكتوبر.
التحول الرقمي
منذ أزمة كورونا انتهجت الدولة المصرية نهجا واضحا نحو التحول الرقمي والتطور التكنولوجي، وقامت الوزارة بإطلاق منصة خاصة على الإنترنت وقناة على موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب” كذلك منصة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتحتاج الوزارة إلى رقمنة أرشيفيها الخاص، وإصداراتها لتكون متاحة أمام الجمهور عبر مواقعها الرسمية، كذلك رقمنة وتسجيل كافة مقتنيات الوزارة الفنية والمتواجدة في جميع المتاحف والمواقع التابعة لوزارة الثقافة.
في ظل أزمة النشر وارتفاع أسعار الطباعة في كافة دول العالم، على الوزيرة الجديدة أن تعيد لجنة النشر الموحد إلى العمل، وتوحيد جهود الوزارة النشر دون هدر، لتكون كل جهة نشر مسئولة عن أعمال محددة ودون تداخل في الاختصاصات، توفيرا لنفقات.
عناصر مصرية جديدة بقائمة التراق باليونسكو
خلال فترة الدكتورة إيناس عبد الدايم، تم إضافة أكثر من عنصر إلى قائمة التراث اللامادي باليونسكو، مثل الأراجوز والنخلة، لكن الحقيقة أن هذا الملف يحتاج الكثير من الاهتمام حيث يوجد مئات العناصر الثقافية اللامادية تحتاج إلى التسجيل وحفظ تراثها على قائمة اليونسكو، فقائمة الطعام المصري يوجد بها العديد من العناصر التي لم تضاف أي واحدة منها إلى قائمة التراث مثل “الكشري” و”الملوخية” وغيرهما الكثير.
دعم المواهب
خلال السنوات الماضية اتجهت الدولة نحو بناء الإنسان، وركزت على الاهتمام بالناشئة والأطفال، وأطلقت عدد من الجوائز مثل جائزة المبدع الصغير، وعدد من المبادرات والمشروعات مثل ابدا حلمك لاكتشاف المواهب الشابة، ولعل استكمال هذا الملف، وتعميمه بشكل أكبر يعد من الملفات الهامة التي تحتاج الوزيرة الجديدة الاهتمام بها.
خلال السنوات الأخيرة كانت من ضمن إنجازات الدولة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة هو الانتظام في إقامة معارض محلية للكتب في موعدها رغم العديد من الأزمات التي واجهت العالم، كذلك حصرت الوزارة على إقامة معرض للكتب في محافظات الجمهورية المختلفة، ولعل أهم ما تحتاجه الوزارة خلال الوقت الحالي، هو وضع خريطة للمعارض المحلية بحيث يكون هناك أجندة محددة بإقامة المعارض المحلية في مواعيد محددة مسبقا، وبأن تصل إلى كافة محافظات الجمهورية.
من أبرز إنجازات وزارة الثقافة خلال العام الحالي هو إعلان مشروع سينما الشعب، بتحول عدد من مسارح وقاعات قصور الثقافة الكبرى بالمحافظات إلى دور عرض سينمائي، ولا يزال يحتاج المشروع إلى تطوير واهتمام بحيث يصل إلى كافة المحافظات خاصة تلك التي لا يوجد بها دور للسينما، وأن يكون هناك جدول منتظم للعروض مع مراعاة الدعم الدائم للمواطنين بتخفيض أسعار التذاكر، كما تحرص الدولة المصرية على دعم المواطن البسيط.
أهم ما تحتاجه الوزارة خلال الفترة المقبلة، هو أرشفة كافة العناصر الثقافية، والاهتمام بأرشفة الفن المصري في مختلف المجالات الإبداعية، والحفاظ عليه من الاندثار، حيث نحتاج إلى أرشيف وطني يهتم بأرشفة السينما المصرية والمسرح المصري، وكذلك العناصر الثقافية المادية واللامادية.
خلال السنوات الماضية تم الإعلان عن عدد من المبادرات الخاصة بنشر الوعى، مثل المسرح المتنقل وحياة كريمة وابدا حلمك، وتحتاج الوزارة إلى الاهتمام أكثر بتلك المبادرات، وتطوير أكبر لعمل تلك المبادرات حتى لا تتحول إلى مجرد عمل روتينى وليكون نواة حقيقية لنشر الوعى.