الارتفاع الحاد فى أسعار الورق مازال مستمرا حتى هذة اللحظة
فى ظل الإرتفاع الغير مسبوق لأسعار الورق بأنوعه، فإن جميع دور الطباعة والناشرون على حد سواء يحاولون التعامل مع هذا التأثير الحاد الذى مازال مستمرا حتى هذة اللحظة.
كما يقوم الناشرون في جميع أنحاء العالم بوضع استراتيجيات للمخاطر التى نتجت عن ارتفاع أسعار الورق إلى جانب ندرته، وبالطبع فإنها تهدد مستقبل الصحف والمجلات المطبوعة. حيث تضاعف سعر الورق عدة مرات فى الفترة السابقة وذلك بدوره عرض صناعة النشر للخطر.
بالتزامن مع قيام الثورة الرقمية بتغيير ملامح الصناعة، فإن ذلك قد أدى إلى انخفاض الطلب على منتجات الورق بشكل تدريجي، وذلك على مدار الثلاثين عامًا الماضية على مستوى العالم، مما أجبر العديد من مصنعي الورق على إغلاق متاجرهم. كما أدت جائحة كوفيد-19 التى نتج عنها عمليات إغلاق مستمرة أدت إلى حدوث نقص كبير في حجم العمالة إلى ظهور تأثير قوى على مسارات سلاسل التوريد. وقد واجه السوق مزيدا من التحدي بسبب الطلب المتزايد على عبوات الكرتون، وخاصة مع ازدهار سوق التجارة الإلكترونية.
ومع ذيادة التضخم وارتفاع أسعار الوقود بشكل مفاجئ وسريع فقد أدى ذلك إلى تحول الوضع من سيئ إلى أسوأ على مدار هذا العام وذلك بالنسبة للمواد الخام اللازمة لتصنيع أنواع الورق. ومع الأسف، فإن هذا هو السيناريو السائد عالميا على مستوى الدول والقارات.
من الناحية الصناعية، كان هذا بمثابة أمر كارثي حيث اضطر الكثير من الناشرين إلى تقليص عدد الصفحات مع الإستمرارية فى عملية الطباعة وحتى عندما أستدعى الامر زيادة سعر غلاف المنشورات. وفى الوقت الذى أخذت فيه مصانع الورق تجني أرباحا أعلى، فقد أصبحت الطباعة من ناحية أخرى مكلفة للغاية بالنسبه لكاهل المستخدمين النهائيين، وذلك ينذر بإحتمالية حدوث خطر انخفاض سريع في عمليات الطباعة.
يحذر العديد من أعضاء المنتدى العالمي للطباعة والاتصالات (WPCF) من أن النقص الحالي في الورق إلى جانب ارتفاع أسعاره سيكون له تداعيات خطيرة على توريد منتجات الطباعة لجميع الأسواق الاقتصادية وذلك بدوره يهدد انتعاش صناعة الجرافيك.
وقد ذكر البروفيسور كمال تشوبرا، رئيس المنتدى العالمي للطباعة والاتصالات (WPCF)، ورئيس العلاقات الدولية لاتحاد عموم الهند للطابعات الرئيسية (AIFMP)، ورئيس الهيئة العليا لصناعة الطباعة الهندية، “خلال العامين الماضيين، شهدت منتجات الطباعة انخفاضا ملحوظا. ولكن اعتبارا من الآن، فإن حجم الطلب الجديد بدأ يعود إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19. ولكننا إلى جانب ذلك، نواجه ارتفاعا ملحوظا في الأسعار وحالة من القلق بشأن المعروض من الورق والكرتون.
وقد ذكر قادة الصناعة أنه سيكون هناك المزيد من الزيادات في أسعار الورق في المستقبل القريب وأن تكاليف دور الطباعة ستتضاعف أربع مرات. وحتى إذا كان هناك استعداد لدفع الثمن، فإن هناك نقص في الورق في السوق المحلية، وقد أدى ذلك إلى أن العديد من المصانع قد توقفت عن الإنتاج أو أنها تركز بشكل أكبر على تصدير إنتاجها. وفى ذلك الوقت تراقب دورالطباعة المشهد بلا وجود أمل، وذلك لأن الحكومة لن تستطيع إيجاد حل على الرغم من أن الورق تم إعلانه كسلعة أساسية بموجب قانون السلع الأساسية”.
وفى إطار هذا السياق فقد أعلن الكثير من كبار المتخصصين فى صناعة الورق عن زيادات في محافظهم الاستثمارية، وذلك بدأً من الشهر المقبل. ووفقًا للمصادر الخاصة بالصناعة، فإن هذه الزيادة في الأسعار تعتبر ضرورية من أجل تعويض الارتفاع الاستثنائي في تكاليف المواد الخام الناتج عن الارتفاع الحاد فى أسعار الوقود.
وقد أعلنت شركة Mitsubishi HiTec Paper Europe GmbH، وهى شركة ألمانية تابعة لمصنع الورق المتخصص في اليابان Mitsubushi Paper Mills Ltd، أنها تستعد لزيادة أسعارها الورقية بنسبة تصل إلى 15٪ بدءًا من 1 سبتمبر القادم وذلك عند تصدير بضائعها إلى جميع أنحاء العالم. هذا بالإضافة إلى زيادة الأسعار العالمية بنسبة 10٪ لجميع الاوراق المتخصصة والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 مارس الماضي، إلى جانب إرتفاع آخر بنسبة 12٪ تم تطبيقه لمجموعة كاملة أنواع من الأوراق المتخصصة المطلية، وذلك خلال شهر يوليو الماضي. وبالإضافة إلى ستة مرافق إنتاج محلية تمتلكها Mitsubishi Paper فإنها تمتلك أيضا وحدات إنتاج خارجية في الصين وألمانيا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية.
تسير شركة Sappi Europe التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها، على خطى شركة Mitsubushi اليابانية، حيث أنه من المقرر أن تزيد أسعار الورق المصنوع من الخشب المعالج كيميائيا
المطلي وغير المطلي بنسبة 8-10٪، وذلك اعتبارًا من 12 سبتمبر، حيث يأتي ذلك بعد زيادة بنسبة 10-25٪ في فبراير الماضى. تعتبر Sappi أحدى الشركات الرائدة في أوروبا في إنتاج ورق الجرافيك المطلي بالإضافة إلى أوراق التغليف والأوراق المتخصصة من خلال عشرة مصانع إنتاجية متخصصة.
Sappi Europe هي شركة تابعة لشركة Sappi التى تقع فى جنوب إفريقيا، وهي شركة عالمية متخصصة فى صناعة الألياف الخشبية المتنوعة. إلى جانب إمتلاكها لخمسة مرافق إنتاج محلية، كما تمتلك المجموعة أيضًا أربعة مرافق إنتاجية خارجية في أمريكا الشمالية إلى جانب عشرة مرافق إنتاجية في أوروبا.
أدت الحرب على أوكرانيا إلى ظهور حاجة ماسة إلى المواد الخام من قبل مصنعي الورق فى أوروبا. ونظرا لوضع روسيا وأوكرانيا كموردين رئيسيين للأخشاب. وبالرغم من أن قيمة الصادرات تصل إلى 12 مليار يورو فقد تأثرت صناعة الورق والتغليف في أوروبا بشكل كبير من جراء الأزمة المستمرة.
وإذا أنتقلنا إلى الهند فقد ارتفعت أسهم شركات الورق بشكل حاد في التعاملات الصباحية في الأول من أغسطس، حيث أعلن المصنعون عن أرباح قوية للربع الأول المنتهي في يونيو. كما أعلنت شركة JK Paper ، إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال، عن زيادة بنسبة تزيد عن 100٪ في إيرادات الربع الأول المجمعة لتصل إلى 1508.1 مليار روبية هندية (196 مليون دولار أمريكي)، حيث أن هذة الزيادة مدعومة بالطلب القوي وبيئة التسعير لمصنعي الورق.
أعلنت شركة أنتاليس الفرنسية، وهى من أهم الموزعين لأنواع والورق وحلول التعبئة والتغليف، عن تطبيق ارتفاع في الأسعار بنسبة تصل إلى 20٪ اعتبارًا من الأول من سبتمبر القادم.
في الشرق الأوسط، شهدت أسعار الورق ارتفاعًا حادًا منذ بداية عام 2022. فقد صرح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لصناعة الورق، يسري البشري بأن تكلفة شحن الورق في المملكة العربية السعودية زادت بنسبة تزيد عن 400٪ ، بسبب ضغوط أزمة سلسلة التوريد وذيادة أسعار الشحن العالمي. حيث ارتفعت تكلفة شحن طن من الورق من 30 دولارًا إلى 130 دولارًا.
وأشار إلى أن تكلفة مادة “اللب” التي تمثل 70٪ من صناعة الورق ارتفعت من 21 مليون ريال (5.6 مليون دولار) شهريا إلى 34 مليون ريال (نحو 9 ملايين دولار). زادت مواد التعبئة والتغليف وغيرها من المواد المستخدمة في التصنيع بنسبة 24٪ ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النقل الداخلي.
فى مصر ذكرعمرو خضر، عضو غرفة الطباعة باتحاد الصناعات. أن رتفعت أسعار الورق بنسبة تصل إلى نحو %5 فى السوقين العالمية والمحلية خلال شهر يناير الجارى لتواصل ارتفاعاتها السابقة والمتلاحقة.
وقال خضر إن أسعار الورق المستورد سجلت 25 ألف جنيه للطن، بزيادة نحو 5 آلاف جنيه عن السعر المحلي.
وأضاف أن الزيادة التى طرأت على السعر المحلى الشهر الحالى تتراوح ما بين 900 إلى 1300 جنيه للطن، على خلفية رفع مصنع قنا لأسعار البيع.
وقال خضر إن مصنع قنا أرجع الزيادة إلى ارتفاع أسعار لب الورق المستورد والخامات المحلية والعالمية المستوردة، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لكل أنواع الورق والطباعة محليا.
وأكد خضر أن سعر ورق الكتابة والطباعة وزن 50/48 جراما ارتفع إلى 19800 ألف جنيه، فيما بلغ سعر الطن وزن 55 جراما نحو 19400 ألف جنيه، وصعد سعر طن الورق وزن 60 جراما نحو 18600 ألف جنيه، وبلغ سعر الورق وزن 70 جراما نحو 18400 ألف جنيه للطن، موضحا أن مصنع قنا سيتعامل بتلك الأسعار بداية من يناير الجارى.
وأضاف أن أسعار الورق العالمية تشهد ارتفاع مستمر على مدار العام الماضى 2021 نتيجة زيادة أسعار الطاقة والخامات عالميا بالاضافة الى صعود أسعار الشحن ومراكب الشحن على مستوى العالمي.