للسعودية إمكانات نمو ضخمة في مجال الملصقات الرقمية – بناءً على دراسة
بينما تستعد صناعة الفنون الجرافيك والتغليف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمشاركة في أول معرض للطباعة والتغليف في الخليج في المملكة العربية السعودية العام القادم، يوضح تقرير جديد إمكانات النمو الهائلة لسوق الطباعة الرقمية في السعودية.
يتوقع التقرير، الذي جمعته شركة أبحاث السوق Astute Analytica، أن يحقق قطاع الطباعة الرقمية السعودي إيرادات بقيمة 766.58 مليون دولار بحلول عام 2032، ارتفاعًا من 351.33 مليون دولار في عام 2023، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.24٪ خلال الفترة المتوقعة 2024-2032.
يرجع هذا الارتفاع في الطلب على حلول الطباعة الرقمية في المملكة العربية السعودية إلى حد كبير بسبب مبادرة المملكة الطموحة “رؤية 2030″، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط مع الالتزام بالاستدامة في جوهرها.
يوضح تقرير Astute Analytica أن البيع بالتجزئة والتعليم والإعلان هم المحركات الرئيسية للنمو. شهد قطاع البيع بالتجزئة وحده زيادة بنسبة 15% في الطلب على مواد التغليف والترويج المخصصة.
استنتجت الدراسة إلى أن المبادرات الحكومية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة أدت إلى زيادة بنسبة 25% في عدد الشركات التي تستخدم خدمات الطباعة الرقمية لأغراض العلامات التجارية والتسويق.
أدى هذا الطلب المتزايد بسرعة في السوق بالفعل إلى جعل 40% من شركات الطباعة السعودية تستثمر في تقنيات الطباعة الرقمية. وفي نفس الوقت، فإن فوائد الاستدامة للطباعة الرقمية، بما فيها تقليل النفايات وخفض استهلاك الطاقة، جعلتها اختيارًا جذابًا للمساعدة في تلبية أهداف الاستدامة الحكومية.
يوضح العدد المتزايد لمستخدمي الإنترنت، الذي يتجاوز الآن 33 مليون، على إمكانات التقاء التسويق الرقمي مع الإعلام المطبوع.
رؤية المملكة العربية السعودية 2030
تدعم آفاق النمو الاستثنائية لصناعة الطباعة الرقمية بالمملكة مبادرة رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل اعتماده على النفط.
وصل الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد السعودي إلى 1.747 تريليون دولار أمريكي في نهاية 2023، وهو ما يمثل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بقيمة 32,586 دولار أمريكي. ويدل ذلك على استقرار الاقتصاد وزيادة القوة الشرائية للمستهلكين – وهي بيئة مواتية لتوسيع الأعمال.
وينعكس التزام المملكة بتبني التقنيات الحديثة في استثمارها 6.4 مليار دولار في الاقتصاد الرقمي وتأسيس أكثر من 300 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا.
تؤكد استضافة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي مؤخرًا في الرياض على التزام الحكومة بدمج الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات، مما يوفر لشركات الطباعة الرقمية فرصة لتعزيز خدماتها من خلال حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
من المتوقع أن تؤدي المبادرات الاستراتيجية للمملكة، كمشروع “نيوم” الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار (وهو مشروع رائد يهدف إلى تحويل ساحل البحر الأحمر في شمال غرب المملكة العربية السعودية إلى مدينة مستقبلية لا مثيل لها)، إلى إحداث طلب على المواد المطبوعة عالية الجودة من خلال مجموعة من القطاعات.
تشير الأبحاث إلى أن متوسط أعمار سكان المملكة العربية السعودية يصل إلى 30.8 عاماً، مما يوفر فرصاً سوقية فريدة للمواد المطبوعة الحساسة ثقافياً والجذابة بصرياً. من خلال الاستفادة من هذه الاتجاهات والفرص، يمكن لشركات الطباعة الرقمية في المملكة أن تضع نفسها في وضع يساعدها على تحقيق نموًا كبيرًا والنجاح في هذه السوق سريعة التطور.
ملصقات رقمية
يساهم نمو الاقتصاد الاستهلاكي في المملكة العربية السعودية بشكل متزايد في تفضيل الملصقات المطبوعة رقمياً. يؤدي هذا الاتجاه الجديد إلى زيادة الطلب على التغليف المخصص والجذاب بصريًا، وفي قطاع الأغذية والمشروبات بشكل خاص.
أصبح المستهلكون أكثر وعيًا بمحتوى وجودة المنتجات التي يستهلكونها. جعل هذا الشركات المصنعة تستثمر كثيرًا في الملصقات عالية الجودة والمعلوماتية والجذابة لتلبية هذه التوقعات.
كما ساهم نمو التجارة الإلكترونية في زيادة الطلب على الملصقات المطبوعة رقمياً، حيث يسعى تجار التجزئة عبر الإنترنت إلى التمييز بين منتجاتهم من خلال التغليف الفريد واللافت للنظر.
إضافة إلى ذلك، جعلت المتطلبات التنظيمية، مثل الحاجة إلى الحصول على شهادة الحلال والامتثال لمعايير الهيئة السعودية للغذاء والدواء، من الضروري للشركات المصنعة الاستثمار في ملصقات عالية الجودة.
مع اعتماد العلامات التجارية بشكل متزايد على نهج التسويق العصبي لعمل ملصقات تجذب انتباه المستهلكين في الثواني الخمس الأولى من الملاحظة، استنتج تقرير Astute Analytica إلى أن سوق طباعة الملصقات الرقمية الملونة في الشرق الأوسط وإفريقيا، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، سيستمر في النمو بشكل ملحوظ. إن صناعة الطباعة في المملكة العربية السعودية، التي يبلغ حجم أعمالها السنوي 800 مليون دولار، هي بالفعل الأكبر في منطقة الخليج.
المشهد العام للتوريد
وجدت الدراسة أن سوق الطباعة الرقمية في المملكة العربية السعودية يشهد منافسة شديدة. إن شركات كانون وإبسون وفوجي فيلم من بين أكبر ست شركات تمتلك، مجتمعة، حصة سوقية تزيد عن 58%.
تعتقد شركات التكنولوجيا العملاقة أن التحول إلى الإنتاج الرقمي في المملكة مدفوع باعتماد التقنيات المعتمدة على إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن توفر فرص نمو مربحة في المستقبل. إن الطلب على الطباعة قصيرة المدى والمتغيرة في ازدياد، مما يتماشى جيدًا مع قدرات تقنيات الطباعة الرقمية.
علاوة على ذلك، أدت مبادرات التنويع التي أطلقتها الحكومة السعودية، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على صناعة النفط، إلى زيادة الاستثمار في قطاع الطباعة، مما سبب تسريع اعتماد تقنيات الطباعة الحديثة. وقد أنشأ ذلك بيئة مواتية للشركات المصنعة الكبرى مثل كانون وميماكي واتش بي وفوجي فيلم وكوداك وأجفا من أجل تقديم أحدث ابتكارات الطباعة الرقمية إلى السوق.
كما يجب الإشارة إلى أن التقرير يعتبر الطباعة ثلاثية الأبعاد (التصنيع الإضافي) جزءًا من المشهد الرقمي المتنامي، والذي يمكن أن يمثل طريقًا مستقبليًا لنمو الناتج المحلي الإجمالي.
في المجمل، من المتوقع أن تشهد صناعة الطباعة الرقمية في المملكة العربية السعودية نمواً كبيراً، بسبب التقدم التكنولوجي والتطبيقات القطاعية المتنوعة والسياسات الحكومية الداعمة.
معرض الخليج للطباعة والتغليف 2025
سيُعقد معرض الخليج للطباعة والتغليف 2025 لأول مرة في المملكة العربية السعودية في الفترة بين 14 حتى 16 يناير في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات (RFECC). وبناءً على النجاح الذي حققه معرض الخليج للطباعة والتغليف في دبي، سيعرض المعرض أحدث التقنيات في مجال التعبئة والتغليف والطباعة التجارية ومعدات التعبئة والتغليف. سيصبح معرض الخليج للطباعة والتغليف حدثًا سنويًا يُعقد بالتبادل بين الرياض ودبي، حيث ستستضيف دبي معرض الخليج للطباعة والتغليف 2026.
