عزوف القطاع الصناعي بالسوق المصري عن إنتاج العبوات
قيمة خط التصنيع الواحد تتجاوز 5 ملايين دولار
يعزف القطاع الصناعي، عن تصنيع العبوات المستخدمة في إنتاج العصائر، نتيجة هامش ربحها المنخفض وخاماتها المستوردة، وبالتالي ارتفاع تكلفة التصنيع.
قال إبراهيم سالوت، مدير إدارة المبيعات بشركة تيوليب للتعبئة والطباعة والتغليف، إن أغلب الشركات المحلية العاملة في مجال التعبئة والتغليف لا تركز اهتمامها على تصنيع عبوّات العصائر.
وعزا ذلك إلى انخفاض هامش الربح لتلك الصناعة، وعدم توافر خاماتها محليًا، إذ إن خامات عبوات العصائر الكرتونية يتم استيرادها.
وأضاف بأنه لا توجد سوى شركة محلية وحيدة في السوق المصري متخصصة في تصنيع وطباعة هذه العبوات، وهي مسئولة عن التوريد لجميع الشركات والمصانع المحلية.
وقال محمد الفيشاوي، مالك أحد مصانع البلاستيك، إن الخامات التي تدخل في صناعة عبوات العصائر الكرتونية والبلاستيكة كالبولي إيثيلين الذي يغلف الطبقة الداخلية للعبوة الكرتونية، ومادة الـ PET، يتم استيرادهما من الخارج بأسعار مرتفعة.
وأضاف، أن عملية التصنيع تشتمل على مراحل متعددة كدمج الطبقات الكرتونية باستخدام تكنولوجيا عالية ومتقدمة بجانب الطباعة، وإجراء عمليات معالجة للطبقات الداخلية وجعلها أكثر مقاومة للبكتيريا .. الأمر الذي يجعلها صناعة مكلفة للغاية.
وأوضح أن خط تصنيع عبوات العصائر الواحد يتجاوز سعره 5 ملايين دولار، ويتم استيراده من سويسرا، إذ تعد شركة بوبست من أشهر الشركات السويسرية العاملة في مجال توريد خطوط إنتاج عبوات العصائر، وتمثل هذه الأمور معوقات أمام المصنعين للتوجه نحو استثمار أموالهم في هذه الصناعة.
عبدالله: 73% زيادة في سعر المواد الخام البلاستيكية خلال عامين
وقال عبدالله محمد، مدير مصنع المجد بلاست لصناعة عبوات العصائر البلاستيكية، إن أسعار خامات البلاستيك المستخدمة في صناعة عبوات العصائر ارتفعت خلال العامين الماضيين بنسبة 73% ليتراوح سعر الطن بين 40 و52 ألف جنيه مقابل 14 ألف جنيه عام 2019.
وأضاف أن الأزمات المتتالية كجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ووقف عمليات الاستيراد من ضمن أبرز أسباب ارتفاع الأسعار، إلى جانب وقف سلاسل الإمداد العالمية عن توريد منتجاتها.
وأوضح أن سعر الطن تراجع خلال الفترة الحالية بمقدار 2000 جنيه، مع الفتح الجزئي لعمليات الاستيراد من الخارج.
وأشار إلى أن خامات البلاستيك المستخدمة في تصنيع عبوات العصائر هي خامة الـ PET ويتم استيراها بالكامل من دولتي الصين والهند .
فمصر ليست لديها هذه الخامة، لذلك تتجه المصانع نحو استيرادها . كما أن هذه الخامة ليست لها بدائل محلية وعالمية، لأن الأمر يرتبط بمدى تفاعل الخامات المستخدمة مع المواد المواد الموجودة بالعصائر.
وتابع: “هذه الخامات تمر بمرحلتين صناعيتين هما الحقن والنفخ، إذ إن زجاجات العصير البلاستيكية المصنعة من هذه المادة لا يمكن إعادة تدويرها لأن هذه المادة تُستخدم مرة واحدة فقط”.
وذكر مدير مصنع المجد بلاست لصناعة عبوات العصائر البلاستيكية، أن هامش ربح المصنع قبل عامين كان يصل إلى 15% من إجمالي تكلفة تصنيع المنتج، ولكن مع الأزمات العالمية والمحلية والركود التي تشهده الأسواق قامت الشركة بتخفيض هذه النسبة لتتراوح بين 5 ـ 10% وفقًا للعبوة.
أضاف أن هامش ربح المصنع للطن الواحد يُقدر بنحو 5000 آلاف جنيه، بينما يقدر هامش ربح العبوة بـ 10 قروش خلال الفترة الحالية، إذ يحتسب هامش الربح بناء على خامة العبوة والوزن والحجم.