دشنت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان “جيوتك” أول مبنى مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد “3D”، وذلك تحت رعاية معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية، وعدد من أصحاب السُّمو والمعالي وأصحاب السعادة وعدد من المسؤولين.
وقال معالي سلطان الحبسي وزير المالية- في تصريحات- إنه لفخرعظيم لسلطنة عمان إنجاز مثل هذه المشاريع بأيدي طلبة عمانيين، مع استخدام مواد خام محلية بنسبة 99%، معربًا عن أمله مواصلة جهود مواكبة التقنيات عبر هذه المشاريع وخلق فرص العمل ونقل التقنيات الحديثة وتوطينها. وأضاف معاليه أنه يجب تحويل هذه الابتكارات إلى مردود اقتصادي يسهم في تنمية الاقتصاد، مؤكدا الدعم الحكومي لهذه المشاريع وأن كود البناء الجديد سيرى النور قريبًا خاصة بعد الانتهاء من مرحلة إقراره بعد إعداده فنيًا.
وقال الدكتور حسين بن سليمان السالمي القائم بأعمال رئيس الجامعة إن مراكز الدراسات والعلوم وما تحويه من بحوث ودراسات، تعد مصدراً أساسياً للمعلومات والنُصح لصنّاع القرار على مختلف مستوياتهم، لكونها تركز على تحليل الواقع، وتقديم رؤى مستقبلية من أجل النهوض بواقعٍ جديدٍ أو تطوير الواقع الحالي إلى مستوى أفضل، وفق براهين ومرجعيات علمية. وأضاف: “دأبت الجامعة على تدشين مراكز تميز ذات علاقة بالبحث العلمي والتعليم والابتكار وبشكل يجعل هذه المراكز متميزة في توجهها وأهدافها بما يخدم العلم والمعرفة من جهة، وفي رؤية عمان مستقبلا من جهة ثانية”. وأوضح أنه بعد تدشين مركز تاريخ العلوم والذي يعد تحفة معمارية ومعرضا تعليميا يحكي تاريخ العلوم وتطورها. قامت الجامعة بتدشين مركز دراسات المحيط الهندي، ومركز عمان للهيدروجين وهما مركزان لهما دور كبير في ربط محيط عمان بماضيها من جهة وفي مستقبلها من جهة أخرى.
وأضاف السالمي أن الجامعة تحتفل بتدشين أحدث مركز علمي للجامعة وهو “مركز تقنيات ومعايير البناء” ويُعني بقطاع البناء والتشييد وهو الأكبر في العالم حسب التقرير الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي وعن مركز ماكنزي لعام 2020. وأشار السالمي إلى أن فكرة إنشاء هذا المركز جاءت قبل عدة سنوات بعد قيام مجلس البحث العلمي (سابقاً) بطرح فكرة رائدة لتمويل البيوت الصديقة للبيئة في الجامعات، وذلك بدراسة أثر البيوت الخضراء واعتمادها كمعيار لمستقبل البناء وقد نجحت الجامعة الألمانية في هذا المشروع بالدمج بين الماضي والمستقبل، وذلك باستخدام البيوت الطينية التقليدية في خلق بيئة صحية ومريحة مع توفير مبنى حديث صديق للبيئة يراعي الاستدامة البيئية في سلطنة عمان وقد فاز مشروع الجامعة على عدة جوائز محلية وعالمية كما ساهمت الجامعة لاحقاً في تطوير المناطق الأثرية القديمة الى أماكن سياحية محدثة (مثل ولاية الحمراء)، إضافة الى إقامة عدد من المؤتمرات والورش المتخصصة والمشاريع المعنية في بيوت الطين وتقنيات البناء.
وبيّن السالمي أن المركز قام خلال الأسابيع القليلة الماضية بخطوات كبيرة في مجال توثيق علاقته محلياً ودولياً وبالتعاون مع مؤسسات أكاديمية وعلمية حول العالم في جلب آخر التقنيات المتعلقة بالمباني والمدن الذكية، والتحضر، والبناء الموفر للطاقة، والمباني الخضراء، ومصادر الطاقة المتجددة، ومواد البناء الإيكولوجية والمنخفضة الانبعاثات، بما في ذلك العيش الصحي، واستخدام مواد البناء الهجينة أو المعاد تدويرها، والإسكان الاجتماعي والتنمية الحضرية. ولا ننسى ايضا المحافظة على المباني الأثرية والتاريخية.
من جهته، قال الدكتور يوسف البلوشي مساعد نائب الرئيس للابتكار والخدمات التعليمية- في تصريحات خاصة لـ”الرؤية”- إن مستقبل تخصص طباعة المباني ثلاثية الأبعاد واعد جدًا؛ حيث يتم إضافته إلى تخصص الهندسة المعمارية والهندسة المدنية وعلوم الحاسب الآلي، وبالإمكان إضافته أثناء الدراسة من خلال الدورات المهنية، بما يؤهل الخريج المعماري والمدني على العمل في هذا التخصص. وأضاف البلوشي أن هذا المشروع غير مكلف وتم إنجازه في أسرع وقت ممكن.
58 تعليقات