تعاون قطر مع إنتل لإنشاء مصنع متقدم لتغليف رقائق الذكاء الاصطناعي

في خطوة استراتيجية لترسيخ مكانتها كقوة تكنولوجية، دخلت قطر رسميًا في شراكة مع شركة إنتل العملاقة للرقائق الإلكترونية الأمريكية لإنشاء مصنع متقدم لتغليف الرقائق الإلكترونية. من المقرر أن تبدأ المنشأة التي تبلغ مساحتها 120 ألف متر مربع الإنتاج في عام 2027، مع التركيز على التصنيع الخلفي لشرائح الذكاء الاصطناعي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتمثل الاتفاقية، التي تم الإعلان عنها هذا الشهر، خطوة كبيرة نحو تحقيق هدف قطر المتمثل في إنشاء صناعة محلية عالية التقنية وتقليل اعتمادها على أجهزة الذكاء الاصطناعي المستوردة. وبحسب تصريحات المسؤولين، سيركز المصنع على الجزء الأكثر تعقيدًا من صناعة الرقائق، مع إعطاء الأولوية للإنتاج لمراكز البيانات الإقليمية والشبكات الذكية ومشاريع القيادة الذاتية.
تكنولوجيا متقدمة في التعبئة والتغليف ثلاثية الأبعاد
يستفيد المصنع من تقنية التغليف ثلاثية الأبعاد المتقدمة Foveros 3D من شركة إنتل والتي تقوم برص قوالب السيليكون بشكل عمودي لإنشاء شرائح كمبيوتر أصغر حجمًا وأكثر قوة وكفاءة. من المقرر أن ينتج المرفق 5 ملايين وحدة تعبئة وتغليف شرائح الذكاء الاصطناعي عالية الأداء سنويًا، مما يجعله مركزًا حيويًا لسلسلة توريد الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
بالإضافة إلى التصنيع، تلتزم إنتل أيضًا بنقل التكنولوجيا الشاملة إلى فريق فني قطري.
استثمار وتطوير محلي
تمتد الشراكة إلى ما هو أبعد من التصنيع لتشمل استثمارات كبيرة في تنمية المواهب المحلية. سيقوم الشركاء بإنشاء “كلية هندسة الأجهزة الذكية للذكاء الاصطناعي” في جامعة قطر لتدريب 300 مهندس محلي في المرحلة الأولى، ومن المتوقع أن يوفر المشروع 2000 وظيفة عالية في مجال التكنولوجيا في البلاد.
تطبيقات اقتصادية واستراتيجية
من المتوقع أن تساهم الأهمية الاستراتيجية للمصنع في تقليل اعتماد قطر على أجهزة الذكاء الاصطناعي المستوردة بنسبة 40%. وتعد الشراكة عنصرًا أساسيًا في خطة قطر لتعزيز قطاع التكنولوجيا المحلي وتعزيز دورها في الاقتصاد الرقمي العالمي. كما تعد المنشأة جزءًا من سباق الحوسبة الأوسع في الشرق الأوسط، حيث تقوم الدول المجاورة باستثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية.
وبينما تواجه المنطقة تحديات مثل نقص المواهب التقنية ومخاطر سلسلة التوريد، فإن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة نحو بناء سلسلة توريد أكثر مرونة واكتفاء ذاتيًا لأجهزة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط. يعد بند نقل التكنولوجيا، الذي يتعارض مع أطر التصدير الأمريكية السابقة، أحد الجوانب الملحوظة في الصفقة.




