الكوميسا والاتحاد الأوروبي تطلقان برنامج جديد للاقتصاد الدائري
أطلق الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) رسميًا برنامجًا إقليميًا جديدًا للاقتصاد الدائري عقب توقيع اتفاقية تمويل بقيمة 40 مليون يورو من أجل مبادرة “التحول إلى الاقتصاد الدائري في شرق وجنوب إفريقيا (SWITCH-2-CE in ESA)”.
وقعت على الاتفاقية كارولينا ستاسياك، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى زامبيا والكوميسا وتشيليشي كابويبوي، الأمينة العامة للكوميسا، وذلك على هامش الحوار الاستراتيجي الذي انعقد في أمانة الكوميسا في لوساكا، زامبيا.
تسلط المبادرة الضوء على التحول الشامل من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري، إلى جانب تعزيز نماذج الأعمال المستدامة والاستثمارات المؤثرة وخلق فرص العمل للمستقبل.
ستساهم مبادرة SWITCH-2-CE in ESA في عكس التدهور البيئي واستعادة رأس المال الطبيعي وتحسين كفاءة الموارد والحد من النفايات والتلوث. وبشكل خاص، سيستهدف البرنامج نفايات التغليف والبلاستيك، بالإضافة إلى تطوير سلاسل قيمة الإلكترونيات والنفايات الإلكترونية داخل منطقة الكوميسا. وعلى هذا النحو، سينشئ رابطًا وثيقًا بالمصادر المستدامة للمواد الخام المهمة في شرق وجنوب إفريقيا.
وفي هذا الحوار الذي حضره سفراء وممثلون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ركزت المناقشات على اتساق الأولويات الرئيسية والتبادلات بشأن التطورات المؤسسية، بالإضافة إلى مشروعات التعاون والشراكات الجارية والجديدة.
أكد الاتحاد الأوروبي أن أولوياته السياسية للفترة 2025-2029 ستواصل دعم الشراكات التي تعزز الاستدامة والتحول الأخضر والدائري والرقمي، كما ينعكس في استراتيجية البوابة العالمية والصفقة الخضراء الأوروبية والاستراتيجية الرقمية والشراكة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي، التي تضع إطارًا للعلاقات حيث أنها أقرب البلاد المجاورة. وفي ضوء حالة عدم اليقين الجيوسياسية والتحديات والفرص الجيوسياسية، فإن الاتحاد الأوروبي سيواصل الاستثمار في المرونة الاقتصادية مع أقرب الشركاء الاستراتيجيين.
وأوضحت السفيرة ستاسياك، “كانت برامجنا الإقليمية المشتركة فعالة في معالجة المشكلات الأساسية، مثل تسهيل التجارة على طول ممرات النقل الرئيسية وتطوير سلاسل القيمة الإقليمية وتسهيل الوصول إلى الأسواق وتطوير البنية الأساسية وبناء الطاقة الاستيعابية. لم تساهم هذه المبادرات الإقليمية في تعزيز شراكتنا فقط، بل أيضًا في تحسين مستوى المعيشة وزيادة الرخاء في مناطقنا”.
كما هنأت سفيرة الكوميسا على الانضمام مؤخرًا إلى اتفاقية منطقة التجارة الحرة الثلاثية (TFTA) مع مجموعة شرق إفريقيا (EAC) ومجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC) – وهي علامة مهمة نحو تطبيق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA).
تأكيدًا على التزام الكوميسا بالعمل عن قرب مع الاتحاد الأوروبي لتعميق هذه الشراكة وضمان استمرار نجاحها، علقت كابويبوي، “يمنح هذا الحوار الاستراتيجي فرصة لمراجعة التقدم وفعالية برامج الاتحاد الأوروبي الجارية داخل منطقة الكوميسا واستكشاف المجالات المحتملة للتعاون المستقبلي وتطوير برامج جديدة ومواءمة أهدافنا الاستراتيجية وضمان أن المبادرات القادمة منسقة جيدًا وتعود بالنفع على الطرفين.”
يتشارك كل من الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا بتعاونوشراكة طويلة الأمد، مبنية على رؤية مشتركة للتكامل الإقليمي والاتصال وتفكيك الحواجز أمام التجارة الإقليمية وزيادة تماسك السياسات وتحفيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.