فى ظل جائحة كورونا المستمرة فإن الرد المنطقى على هذا السؤال سينطوى عن التحدث عن نقص التمويل. ولكن من الممكن أيضا أن نطرح السؤال بطريقة مختلفة، هل هذا هو الوقت المناسب لبدء أى عمل بشكل عام. فإذا قمنا بإستثناء جيف بيزوس المدير التنفيذى لشركة أمازون، ومارك زوكربيرج مؤسس موقع التواصل الإجتماعى الشهير فيسبوك وعدد قليل من الآخرين، فإننا سنجد أن الوباء وعدم اليقين الاقتصادي والسياسي قد تسبب فى إحداث فوضى في جميع الصناعات ومعظم الأعمال. لذلك فمن العدل أن نقول أن هناك الصناعات بأكملها قد تغير مسارهاه بسبب الوباء وما زالت تكافح لكى تحافظ على إستمراريتها فى السوق الخاص بها. وذلك يدعونا إلى التساؤل، كيف تعمل دور الطباعة فى هذة الفترة الراهنة؟ فى مقابلة عبر الإنترنت من خلال الفيديو، قامت كاري شيربورن أحد المحررات فى موقع whattheythink.com بسؤال رئيس شركة جرافكو، كريس مانلى، عن كيفية تعامله مع تداعيات وباء كورونا. حيث ان شركة جرافكو هي موزع لمعدات لآر جى إم تي وهوريزون وقطع الغيار والإمدادات والمواد الاستهلاكية في أنحاء عديدة من الولايات المتحدة. حيث شارك السيد/ كريس تجربته والتى نعتقد أنه شيقة جدا. وهى تنطوى على مساعدة شركة جرافكو لعملاءها في إجراء صيانة شاملة لأجهزتهم التى كانت تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع خلال العامين الماضيين ولم يكن لديهم الوقت الكافي لإجراء الصيانة المناسبة. وقد قدمت شركة جرافكو أيضًا أسعارًا تنافسية للمعدات التى تقوم ببيعها ووضعت شروط دفع سهلة وممتدة، وبذلك فإنها قد نجحت فى إدارة الازمة بشكل مناسب ومثالي. ولذلك فإن كريس مانلى، رئيس شركة جرافكو أصبح سعيد بأرقام المبيعات، وكذلك أصبح عملاؤه سعداء وراضيين عن الخدمات المقدمات من جانب الشركة. وقد ذكر قائلا “عندما يحدث الركود الاقتصادي فى معظم الصناعات، فإن دور الطباعة هي أول من تشعر بالأزمة وتبدأ بالتكيف مع الوضع بشكل أسرع من أي كيان آخر. وعلى الجانب الآخر فإن أصحاب دور الطباعة هم أول من يجنون الفائدة عندما ينتعش الاقتصاد.
وبشكل مختصر، نستطيع أن نقول أنه خلال العقدين الماضيين، وخاصة مع ظهور تقنيات الطباعة الرقمية، فقد اعتاد أصحاب دور الطباعة على سماع الأخبار الغير جيدة، وتعلموا كيف يتقبلون المواقف غير المواتية ويستخدمونها لصالحهم. وعلى الرغم من أن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا هذه المرة، إلا أنهم ما زالوا يعتمدوا على نفس الحلول. وفى إطار هذا السياق، أود أن أذكر ايضا، أنه من خلال مقابلتي مع كلاوس بولزا شونمان، الرئيس التنفيذي لشركة كونيج باويير، قمت بالإستفسار منه عن مجموعة منتجاتهم المختلفة، وكيف يمكن التركيز على العديد من الفروع المختلفة لصناعة الطباعة. وقد جاوب عن ذلك قائلا “حسنا. أنت تعلم أنني مهندس، وبالتالى فإنه من دواعي سروري التعامل فى كل هذه المجالات والتقنيات المختلفة. وأنت تعلم في النهاية، أن المفهوم الأساسي لما نقوم به هو تطبيق الحبر على الطبقات والأسطح المختلفة. لا يهم إذا كانت ورقة نقدية أو عبوة مرنة أو كرتونة قابلة للطي أو صندوق مموج. إنها ليست عملية متماثلة بشكل كامل ولكن العديد من العمليات متشابهة للغاية. وبالرغم من أن عملية الطباعة فى هذة الحالات ليست متطابقة بشكل كامل ولكنها متشابهة إلى حدا كبير، لذلك إذا قمنا ببناء نظام نقل لخطوات عملية للتغليف فإننا سوف لا نجد اختلافات كثيرة. وبشكل أكثر توضيحا، من ناحية العمليات الإنتاجية، سوف نجد الكثير من الإختلافات ولكن من الناحية الهندسية، وبناء الآلات، والبرمجيات، وجوانب تكنولوجيا القيادة فهي متشابهة جدًا. لذلك ، أعتقد أنه من الجيد وجود كل هذه التطبيقات في صناعة الطباعة. لأنه إذا لم يكن أداء إحدى الشرائح جيدًا في السوق، فيمكن لشريحة أخرى أن تكون ذات أداء جيد وتحل محلها، لذلك فإننا حريصين على طرح مزيجًا جيدًا من المنتجات.
كما أن وباء كورونا يعتبردرس أيضًا لدور الطباعة، فسواء كنت تقوم بطباعة صندوق أو كتاب أو بطاقة هوية، فإن الفكرة الأساسية لما تفعله هى نفسها. لذلك فربما يكون قد حان الوقت للإتجاة نحو صناعة التغليف والتعبئة أو الطباعة الأمنية أو أنواع أخرى تندرج تحت صناعة الطباعة. ومن المؤكد أنه لن يتمكن البعض من التكيف مع الأوضاع الجديدة وتجاوز الأزمة، وكذلك فإنه من سوء الحظ أنهم ليس لديهم خيار آخر سوى الخروج من سوق صناعة الطباعة. وبالرغم من ذلك، فإن معظم دور الطباعة تكون قادرة على التنويع في مجالات الطباعة المختلفة المربحة. والشيء المهم هنا الذى يأتى فى المقام الاول هو العودة إلى أساسيات صناعة الطباعة وكذلك الدافع الرئيسى وراء دخول هذا المجال. فإذا كنت مفتونًا ومتحمسا للمفهوم الأساسي المتمثل في وضع الحبر على الورق، فمن المحتمل أن تتغلب على تحديات وباء كورونا. وفى النهاية وبالعودة إلى السؤال الأصلي؛ هل الفترة الحالية هى الأنسب لإنشاء شركة طباعة؟ نعم، إنه تعتبر فترة جيدة وملائمة.