يعمل مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار على تجميع وتطوير منظومة عمل متكاملة للشركات والصناعات في الشارقة لتعزيز الابتكار في عدد من القطاعات والصناعات التي أحدثت تغيرات عالمية، وتعد التحولات الصناعية وطرق الإنتاج الحديثة من أهم التحولات التكنولوجية التي يشهدها العالم الحديث.
وضمن مساعي مجمع الشارقة ليكون من أكبر منصات تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد والأكثر تقدماً في المنطقة عمل المجمع وبالتعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة على إنشاء وحدة متخصصة بالتصنيع المضاف تضم مختبرات ضخمة متعددة الاختصاصات تحتوي على أفضل التقنيات والماكينات الصناعية الأكثر تقدماً في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، وقد استقطب المجمع مؤخراً عدداً من الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال؛ حيث تعمل شركة جنرال إلكتريك (GE) ضمن وحدة التصنيع المضاف في المجمع من خلال عدد من الأجهزة المتطورة في هذا المجال وهي شركة صناعية وتكنولوجية أمريكية ضخمة متعددة الجنسيات.
وتُستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد أيضاً في صنع أجزاء من المعدات الطبية ومعدات الحماية الشخصية وأجهزة التنفس الصناعي. وفي قطاع الطاقة والمرافق، وتُستخدم الطابعات ثلاثية الأبعاد لتصنيع قطع غيار لتوليد الطاقة ونقلها وتوزيعها. كما تستخدم في صناعات الطيران والفضاء إضافة إلى استخدامها في إنشاء الأجزاء والمكونات الحيوية. كما أنها أصبحت واقعاً حقيقياً في طباعة السيارات والمنازل.
وقال حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: إن الطباعة ثلاثية الأبعاد تضيف الكثير لعملية التصنيع العالمية ويجب على الشركات الابتكار التكيف مع هذه التكنولوجيا؛ إذ نعمل على أن يكون المجمع مرجعية عالمية لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد أو ما يطلق عليه – التصنيع المضاف. فهدفنا هو تسريع توظيف هذه التكنولوجيا المستقبلية لدعم كافة القطاعات الحكومية والاقتصادية والصحية والعلمية في الدولة والعالم؛ حيث نسعى إلى تفعيل هذه المنصة لتوحيد جميع الجهات العاملة في هذا القطاع الحيوي.
وأضاف المحمودي: «إن الشارقة تعتبر حاضنة للكم الأكبر من الصناعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وكان لا بد من العمل على تطوير منظومة تقنية لدعم هذا القطاع الحيوي في الدولة والإعداد للتحولات الذكية والجاهزية للاستفادة منها بالطريقة المثلى، لتكون الشارقة ومن خلال مجمع الشارقة للبحوث مركز اختبار فاعلاً لتجربة وتطبيق التكنولوجيا، ومركزاً محورياً لشبكة عالمية من المطورين والباحثين لدعم القطاع الصناعي والانتقال به إلى صناعة مستقبلية تعتمد على أحدث التقنيات الابتكارية».
وتابع المحمودي: «يجب على الشركات – إذا أرادت أن تكون جزءاً من الثورة الصناعية الرابعة – الاستفادة من الطباعة ثلاثية الأبعاد أو التصنيع الإضافي الآن. تعتبر الطباعة ثلاثية الأبعاد واحدة من أكثر التقنيات تطوراً في عصرنا، وهي الحل للعديد من تحديات الأعمال. ويتيح نهجها التحويلي للإنتاج الصناعي إنشاء أجزاء وأنظمة أرخص، ومصممة حسب الطلب، وأخف وزناً، وأقوى».