أعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي ورئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، بتاريخ 6 يوليو 2020، عن عقد “التحالف الاستراتيجي للطباعة ثلاثية الأبعاد”. ومن الجدير بالذكر، أن هذا التحالف يعتبر خطوة غير مسبوقة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
والهدف من هذا التحالف هو بناء شبكة إستراتيجية ومتكاملة تشتمل على المؤسسات الحكومية ومراكز البحوث وكافة الشركات العاملة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد داخل دولة الإمارات وعلى مستوى دول العالم. وذلك بهدف توفير مجموعة كبيرة من الخدمات، والحلول، والمنتجات، والألات والأدوات المتعلقة بمجال الرعاية الصحية، من أجل مواجهة التحديات والعراقيل الحالية وتوفير المتطلبات المستقبلية.
وقد تم عقد هذا الإتفاق أثناء زيارة ولي عهد دبي إلى مقر مؤسسة دبي للمستقبل فى أبراج الإمارات، برفقه الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل.
كما رافقه في الزيارة، عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ونائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، وخلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.
وذكر الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم : “أطلقنا اليوم التحالف الاستراتيجي للطباعة ثلاثية الأبعاد لتوفير منصة توحد جميع الجهات العاملة في هذا القطاع الحيوي”.
وتابع:” هدفنا هو تسريع توظيف هذه التكنولوجيا المستقبلية لدعم كافة القطاعات الحكومية والإقتصادية والصحية والعلمية في دبي والعالم”.
وأضاف: “سنعمل من خلال هذا التحالف على تعزيز قدراتنا الصناعية وتأمين احتياجاتنا الأساسية بالتعاون مع شركات الطباعة ثلاثية الأبعاد وإستحداث خطوط إنتاج جديدة قائمة على توظيف تكنولوجيا المستقبل”.
وتابع: ” سنعمل على إنشاء شبكة إفتراضية إستراتيجية بطاقة استيعابية مشتركة مع القطاع الخاص بهدف الاستجابة السريعة للمتطلبات الحكومية في حالة الأزمات بشكل خاص وتحقيق الاكتفاء الذاتي بشكل عام”.
وقد أكد على ضرورة بناء وتحديث منطقة خاصة بتطوير، وإعتماد، وإختبار تطبيقات تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد. لكى تصبح مركزاً لعدد كبير من مراكز البحوث والأعمال التجارية العالمية وكذلك الشركات الناشئة والمعامل الهندسية التطبيقية، وأيضا تطبيقات معجلات الأعمال الخاصة بهذه التقنية. وكذلك لكى تصبح أكبر مقر في منطقة الشرق الأوسط لتخزين وتوزيع المواد والمنتجات الخاصة بإستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
حيث أن ذلك سيساعد بدوره في تقوية دور المؤسسات الحكومية، والخاصة، والشركات الناشئة ورواد الأعمال في إعتماد هذه التقنية لتطوير جميع الأنشطة الإقتصادية والمستقبلية بدولة الإمارات وجميع دول العالم.
وقد أكد ولي عهد دبي: “نعمل على أن تكون دبي مرجعية عالمية لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم خلال السنوات المقبلة عبر تعزيز شراكة القطاعين الحكومي والخاص”.
وأضاف أيضا “أن التحالف الإستراتيجي يشكل امتداداً لمخرجات إستراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وذلك قبل أربعة أعوام في عام 2016، من أجل تسخير هذه التكنولوجيا الواعدة في دعم أداء القطاعات الرئيسية وخدمة الإنسان”.
ووجه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فريق عمل مؤسسة دبي للمستقبل لتنظيم مجهوداتهم بالتعاون مع شركاء “حي دبي للمستقبل” وتنسيق العمل مع جميع مختبرات الإبتكار والتكنولوجيا والجهات المعنية بتكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد في دبي ودولة الإمارات والعالم. وذلك لتقوية دورها في التحالف الاستراتيجي الذي يمثل نموذجاً عالمياً يرتكز على الإستغلال الأمثل للخبرات والعقول المبتكرة.
ويشمل التحالف الاستراتيجي للطباعة ثلاثية الأبعاد كلاً من: مؤسسة دبي للمستقبل، وهيئة الصحة بدبي، وبلدية دبي، وشرطة دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي، وجامعة خليفة،وكليات التقنية العليا، بالإضافة إلى وجود 10 مؤسسات عالمية ومحلية متخصصة في تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ويوفر هذا التحالف الاستراتيجي لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد شبكة إستراتيجية وذلك بهدف تلبية المتطلبات الخاصة بكافة القطاعات عن طريق التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة. وكذلك للإستفادة من القدرات الإنتاجية وتطوير التشريعات والقوانين التنظيمية في هذا المجال بهدف تحقيق القدرة على الإكتفاء الذاتي في حالة الأزمات التى تواجة المجتمع.
كما سيتم توفير الدعم اللازم على كافة المستويات من خلال تقديم التسهيلات والإعتمادات اللازمة لتصنيع هذه المنتجات والحلول باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد بما يشجع المؤسسات المشاركة على تحقيق مستويات إنتاجية متزايدة تستطيع أن توفى بالإحتياجات الضرورية الحالية وتوفر مخزوناً استراتيجياً للمستقبل.
ومن الجدير بالذكر، أن التحالف الإستراتيجي في المرحلة الحالية يركز على تحقيق زيادة معدلات الطاقة الإنتاجية اللازمة لتصنيع المعدات والأدوات الطبية بدولة الإمارات. وذلك من خلال إنشاء خطوط إنتاجية بإستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في خلال زمن قياسي، وذلك من أجل تعزيز القدرة على الإستجابة لزيادة الطلب الملحوظة علـى الكثير من المعدات والمستلزمات الطبية، حيث أن هذة الخطوط الإنتاجية تدعم جهود الدولة لتوفير مخزون احتياطي من الآلات الطبية.
حيث أن القطاع الصحي العالمي فى أعقاب أزمة فيروس كورونا الحالية يشهد طلباً غير مسبوق على المستلزمات الطبية بما في ذلك الأدوات الوقائية، وماسحات التحاليل المعملية، و أجهزة التنفس، وكمامات الوجه الوقائية، وغير ذلك من المنتجات الطبية.
ومن الجدير بالذكر أيضا، أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أطلق استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد في عام 2016، لتقوية مكانة دبي ودولة الإمارات كمركزاً رائداً على مستوى الشرق الأوسط والعالم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030.
وقد تم إطلاق هذة الإستراتيجية من أجل تخفيض إجمالى النفقات في مختلف القطاعات الإقتصادية، وخاصة قطاع المنتجات الطبية وقطاع التشييد والبناء، كما تساعد هذه التكنولوجيا فى دعم النظام الاقتصادي وتوفير فرص العمل والارتقاء بمستويات الجودة وسرعة وزيادة معدلات الإنتاجية بشكل عام.