أهم مراحل تطور الطباعة على ثوب الكعبة المشرفة … الثوب الأغلى فى التاريخ بتكلفة 20 مليون ريال

تحفة فنية يتجلى فيها جمال الخط العربي.. كيف تطبع آيات القرآن على كسوة الكعبة؟

عملت المملكة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز على صناعة كسوة الكعبة، والإشراف على تغييرها سنوياً، وذلك بإنشاء دار خاصة لعمل صناعة كسوة الكعبة المشرفة في منتصف عام 1346 هـ، وحوي المجمع على عدة أقسام بين التحلية، والمصبغة، والمختبر، والنسيج الآلي، وتطريز المذهبات، وتجميع الثوب، واستبداله، وكان من أبرز هذه الأقسام قسم الطباعة.

وأوضح رئيس قسم الطباعة بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة عادل اللقماني، أن طريقة الطباعة سابقاً كانت عن طريقة كتابة الآيات على الورق بالطباشير وبعدها تخرم أطراف الحروف بالإبرة، ثم توضع ورقة الكتابة على القماش الأسود، وتؤتى بصرة قماش شفاف وفيها مسحوق أبيض، وتضرب الصرة على الورق فينزل المسحوق الأبيض على القماش من خلال الفتحات التي على ورقة الكتابة، أما الطريقة الحديثة لطباعة الآيات تكون على القماش الأسود عبر (شبلونات) تعرف بالسلك سكرين، وتتم طباعة الآيات بالحبر الأبيض أو الأصفر.

ويشرف على صناعة الثوب الأغلى في التاريخ، والذي تبلغ تكلفته 20 مليون ريال سعودي أكثر من مائتي صانع مؤهلين من خلال برامج تدريبية وتطويرية وعمل مؤسساتي عالي الجودة، تعددت مهامهم ومواهب وسنوات خبراتهم وكيفية اكتسابهم لها والتحاقهم بالمجمع.

مراحل التصنيع

وكشف “اللقماني” أنه يتم أولاً تجهيز المنسج، وهو عبارة عن ضلعين متقابلين من الخشب المتين يشد عليهما قماش خام (للبطانة) تعرف بالدوت، ثم يثبت عليه قماش حرير أسود سادة غير منقوش وهو الذي يطبع عليه حزام الكسوة وستارة باب الكعبة المشرفة وكافة المطرزات، ومن ثم تتم الطباعة بواسطة ( الشبلونات ) أي الشاشة الحريرية، وهذه (الشبلونات) عبارة عن إطار خشبي من أربعة أضلاع يشد عليه قماش من حرير صناعي ذي مسامٍ صغيرة مفتوحة تسمح بمرور السوائل، وحتى يصبح الشبلون قالب طباعة، يجب سد المسام جميعها ما عدا مسامَّ الخطوط أو الرسوم المطلوب طباعتها، وذلك بِدَهْن حرير الشبلون بمادة كيميائية فلمية حساسة من صفتها التجمد في الضوء، ومن ثم يتم تجفيفه في الفرن المخصص لذلك في الظلام، وينقل التصميم المراد طباعته على شرائح بلاستيكية بقلم خاص وباللون الأسود المعتم، ليصبح فيلم نيجاتيف، وبعد ذلك يصور هذا الفيلم وينقل على حرير الشبلون بتعريضهما معًا للضوء لعدة دقائق حيث ينفذ الضوء من جميع أسطح الفيلم لتتجمد على السطح ما عدا الأجزاء المحددة باللون الأسود، وبعد التصوير والغسيل تسقط المادة غير المتجمدة من تلك الأجزاء المحددة فقط وتصبح وحدها بالحرير مفتوحة المسام وعندئذ يصبح الشبلون قالب طباعة جاهزًا لنقل التصميم على القماش مئات المرات، ويتم ذلك بواسطة أحبار خاصة تجهز في القسم، حيث تنزل تلك الأحبار من خلال المسامات المفتوحة بالشبلون محددة الخطوط أو الرسوم المطلوبة طباعتها بشكل دقيق وثابت،بعد إنتاج الأقمشة.

وتتم هذه العملية بوضع الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف وتعرف بالحشو، مع الملاحظة الفنية في كيفية أصول التطريز، المطبوعة على الأقمشة المشدودة على المنسج الذي يشكل (إطارًا) على مستوى سطح القماش، ثم يطرز فوقها بخيوط متراصة من القطن الأصفر لما سيطرز عليه بالأسلاك المذهبة، ومن القطن الأبيض لما سيطرز عليه بالأسلاك الفضية في اتجاهات متقابلة وبدقة ليتكون الهيكل الأساسي البارز للتصميم والحروف، ثم يغطى التطريز بأسلاك من الفضة المطلية بالذهب ليتكون في النهاية تطريزٌ بارزٌ مذهبٌ يصل ارتفاعه فوق سطح القماش من ( 1-2.5 سم ).

وبالنسبة للخطوط المكتوبة على الكسوة قال “اللقماني”: إنها ليست ثابتة بل ينالها التغيير من وقت لآخر بغية الحصول على ما هو أفضل، حيث يتم أخذ إذن تنفيذها من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ثم المقام السامي الكريم، وتشمل التصميمات الزخارف والكتابات المطرزة على الحزام والستارة، أن الخط المستخدم لكسوة الكعبة المشرفة هو خط الثلث الجلي المركب.

Exit mobile version