أكد عاملون في مكتبات تجارية، ودور نشر، ومؤلفين، ارتفاع أسعار طباعة وبيع الكتب التي جرى طباعتها بعد جائحة «كوفيد- 19» في المملكة، بنسب متفاوتة بلغت الزيادة في بعضها 45 %، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة تراجعاً في الكتب الورقية، والتوجه إلى الإصدارات الإلكترونية وفق صيغة pdf، فيما توقع عاملون في دور نشر خارجية، استمرار تلك الزيادة خلال الفترة المقبلة.
أشار الوكيل الأدبي المعتمد في هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة الدكتور عبدالله البطيان، أن أسعار الطباعة في دور النشر والمطابع، والبيع في المكتبات، بدأت مع جائحة «كوفيد- 19»، وحتى وقتنا الحالي، بحجة ارتفاع أسعار المواد الخام الورق والأحبار والأيدي العاملة في المطابع، مستشهداً بذلك، عند طباعة كتاب 100 صفحة، تكلفته قبل كورونا 3 آلاف ريال، وأصبح حالياً أكثر من 5 آلاف ريال.
أضاف البطيان «أن الجميع يلحظ تلك الزيادة عند ارتياده المكتبات ودور النشر والمطابع، والأمر كذلك في المتاجر الإلكترونية الخاصة بالكتب، وارتفاع أجور التوصيل، موضحاً أن تجربته كوكيل أدبي، ومستشاراً أدبياً، قادته لعمل المراجعة والتدقيق على الإنتاج، بسبب الفوارق في الألوان والصفحات والمواصفات الأخرى من قياس الصفحات وأنواع الأوراق، وعدد النسخ، وقد يضطر إلى الاستغناء عن فكرة الطباعة ورقياً نتيجة ارتفاع الأسعار».
وقال: «لم تعد دور النشر داعمة للمؤلف، والنظرة أصبحت مادية فقط، وجل هذه الأسعار على نفقة المؤلف، وللأسف أن نسبة الحقوق للنشر والتوزيع الكبرى تعود للدار أو المتاجر الإلكترونية، والمؤلف ينهك نفسه، ويدور عليه كل بواطن الارتفاعات، وهو المتحمل الوحيد منذ التأليف وحتى نشر المنتج ككتاب».
أوضح مؤسس متجر إلكتروني لبيع الكتب، حسين الأمير، أن الكتاب هو «سلعة»، وهو عرضة لتقلبات السوق، وقد يتقضى المؤلف مبلغاً مالياً نظير تأليفه المحتوى العلمي والأدبي في الكتاب من دار النشر، ويتألف الكتاب من مواد خام كالورق والأحبار والغلاف، ويخضع الكتاب لعملية تصنيع، وهذه المراحل من شأنها ارتفاع في أسعار الكتاب، بالإضافة إلى تكاليف سلاسل الإمداد «الشحن»، والمشاركة في الكتاب بمعارض الكتب الدولية، ومع مضي الأيام يرتفع السعر شيئاً فشيئا، ومع جائحة «كورونا»، اختلف الوضع تماماً في مرحلة الشحن، نتيجة الصعوبات العديدة، وارتفعت معها تكاليف الشحن، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار شمل جميع السلع بعد الجائحة على مدى العامين الأخيرين.
وضح الأمير أن سعر الكتاب متوسط الحجم «الأكثر تواجداً على الرفوف في المكتبات» في السابق يتراوح ما بين 30 ريالا إلى 45 ريالا قبل كورونا، وبعد الجائحة ارتفاع سعر الكتاب مع الضريبة 15% ليتراوح ما بين 45 ريالا إلى أكثر من 50 ريال، وهي زيادة معقولة، لافتاً إلى أن الكتاب قد يكون آخر اهتمامات الأشخاص في مصروفاتهم، لافتاً إلى أن بعض المكتبات والأفراد يؤجرون الكتب برسوم رمزية، أو بالاستعارة المجانية من الأصدقاء والأقارب، مضيفاً أن مكاتب ومتاجر إلكترونية، تعمل حسومات والعودة إلى أسعار ما قبل الجائحة، وعروض تشجيعية لاقتناء الكتب كشراء كتاب وآخر مجاني.
أكد ممثل دار نشر في خارج المملكة أن ارتفاع أسعار الكتب حصل نتيجة مباشرة للزيادات الكبيرة الحاصلة لأسعار الورق وكلفة أسعار الشحن والنقل، وهذه زيادات عالمية ستؤثر على جميع الأسواق، وصعب جدا تحديد زيادة الكلفة، لأن بعضها حصل قبل بضع أشهر، والزيادات مستمرة.
قال رئيس المقهى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون في الأحساء الدكتور محمد البشير: «يجب إخراج التاجر المستفيد من ارتفاع الأسعار من منظومة القراءة، وأن يكون القارئ أكثر ذكاءً في استبدال هذه الأسعار، من خلال كتب ومنصات، تجعل الكتاب في متناول الجميع مثل: الأندية الأدبية، والمبادرات الثقافية، والمؤسسات الكبرى، التي تمنح الكتاب وتقدمه للقارئ بسعر زهيد، وكذلك الالتفات إلى القراءة الإلكترونية، والتي لها دور جيد، موضحاً أن الكتب «المقرصنة»، باتت ترهق التاجر، وعلى إثرها، يرغب التاجر في التعويض من خلال رفع سعر الكتاب الورقي، وهناك ظاهرة واضحة للجميع تهافت القراء على الكتب المقرصنة، وقلة الالتفات إلى الكتب الورقية، وإقبال القارئ العربي والأجنبي على الكتاب الرقمي، لا سيما وأن تكاليفه وسعره أقل».