عندما بدأت العلامات التجارية في البحث عن طرق جديدة لجذب عملائها، فقد أدركت أنها لا تستطيع الاعتماد بشكل دائم على نفس السبل التي أثبتت نجاحها في فترة ما قبل جائحة كورونا، وأنهم بحاجة إلى بذل المزيد من المجهود لجعل حملاتهم التسويقية ذات مردود قوي يحفز من استجابة العملاء.
وبالنظر إلى أن 85٪ من الأهداف التي تحددها الشركات فإننا سنجد أن تلك الأهداف تشير إلى أن الصور المرئية تعتبر السبب الرئيسي لاختيار المنتجات المراد شراؤها من قبل المستخدمين، وبالتالي فإنه ليس من الغريب أن يلجأ المسوقون إلى توظيف الألوان لتعظيم نتائج حملاتهم التسويقية.
منذ بداية حدوث الوباء، فإننا قد رأينا العلامات التجارية في جميع القطاعات سواء في مجال البيع بالتجزئة، أو مجال التصميم وتقديم الأزياء الراقية، أو مجال الضيافة والطعام والشراب يستخدموا الألوان الزاهية في منتجاتهم ووسائل التسويق الترويجي بهدف جذب المستهلكين وتنشيطهم نحو القيام بعمليات الشراء. فلا شك أن الناس تنجذب نحو الإيجابية والتفاؤل، وعلى ذلك، فإن العلامات التجارية تعلم أن الطريقة الأفضل لجذب العملاء نحو متابعة المواد الدعائية والارتقاء بالحملات التسويقية للوصل إلى أكبر قدر من الجمهور هي استخدام الألوان الزاهية المفعمة بالتفاؤل والحياة.
وهناك اتجاه شائع تمت الإشارة له من قبل أكبر الشركات المتخصصة في مجال صناعة الألوان مثل Pantone، وهو أن الألوان الأساسية، وألوان الجواهر الزاهية، وألوان النيون هي التي تستخدم بشكل كبير جداً في تصميم مواد الحملات التسويقية، وذلك منذ أوائل عام 2020. وتشير هذه التوقعات إلى أن هذا الاتجاه بعيد كل البعد عن التلاشي.
وقد أطلق العديد من مصممي الأزياء مثل Louis Vuitton و Chanel و Kenzo و Longchamp و Balmain والعديد من الأسماء الأخرى المعروفة في عالم الموضة والملابس مثل شركة Adidas و Puma المجموعات والتشكيلات الخاصة بها لعام 2021 في نطاق الألوان الزاهية وألوان النيون، وقد تم اختيار هذا الاتجاه في صناعة التجميل أيضاً، حيث تم استخدام ألوان النيون لمنتجات الشعر والأظافر ومستحضرات التجميل الخاصة بالبشرة.
يوجد صلة مباشرة بين هذا التوجه في استخدام هذه الألوان والرغبة في تحسين مزاجنا وذلك في أعقاب صدمة جماعية تمثلت في جائحة كورونا. وقد تحدثنا مؤخراً إلى بريندا ميليس، مديرة شؤون المستهلكين والرؤى الإبداعية في شركة Adobe، والتي تحدد أعمالها البحثية التوجهات البصرية الشائعة عبر الحملات التسويقية للعلامات التجارية في جميع القطاعات. حيث أنها كانت تتابع الاتجاه الذي تسميه “Mood Boosting Color” منذ أوائل عام 2020 وهى توضح ذلك على النحو التالي:
“لقد زاد الإقبال بشكل ملحوظ على رؤية الألوان في كل ما حولنا وذلك لأن القيود التي فرضها الوباء جعلت كل شيء في حياتنا روتينيا وأحادي اللون وذلك على سبيل المجاز.
وفي فترة الإغلاق فإنه قد زادت النزعة نحو التنوع ووجود الألوان المتنوعة في حياتنا. وعندما بدأ العالم في الانفتاح مرة أخرى، شهدنا ارتفاعاً كبيراَ في الطلب على الصور الملونة التي تعزز الحالة المزاجية للمبدعين، وذلك لاستخدامها في الحملات الإعلانية عبر عدد من الصناعات مثل صناعة المأكولات والمشروبات وصناعة الأزياء والأدوات المنزلية”.
“يعتبر تعظيم استخدام الألوان طريقة سهلة وفعالة للعلامات التجارية من أجل توجيه العملاء في مساراتهم ودفعهم نحو التعامل مع منتجات وخدمات علامة تجارية محددة. كما يمكنهم استخدامها لنقل القيم الأساسية للعلامة التجارية وغرس الشعور بالتفاؤل بشكل مبسط عن طريق الاختيار الدقيق للألوان”.
وقد ذكرت لنا بريندا أنها واثقة من أن هذا الاتجاه اللوني النابض بالحياة ليس مجرد رد فعل بعد جائحة كورونا ولكنه من المقرر أن يستمر في المستقبل المنظور. ولذلك فإنه مع العلم أن عملاء علامتك التجارية ينجذبون إلى الألوان الزاهية وألوان النيون التي تدفعهم نحو القيام بعمليات الشراء، فربما قد حان الوقت لأن تسأل نفسك ما إذا كان خط إنتاجك الحالي يرتقى إلى مستوى تأدية هذه المهمة؟ فعندما يتعلق الأمر بإنتاج تصميمات كبيرة الحجم تتطلب ألواناً زاهية وانطلاقات الألوان الفلورية، فلا داعي للإحباط.
من الناحية التاريخية، كانت طباعة الرسومات كبيرة الحجم باستخدام ألوان الفلوريسنت تقتصر على التنفيذ من خلال طباعة الأوفست والطباعة بالشاشة الحريرية، وذلك يجعلها غير قابلة للتطبيق على المدى القصير والمستوى الفني وعلى مستوى التطبيقات الترويجية عند الطلب، مما جعلها بعيدة عن متناول الأعمال التجارية الصغيرة العاملة بمجال الطباعة أو بيئات العمل الداخلية.
لقد شهدت التطورات الحديثة بشكل مؤخر ظهور بعض إمكانات لاستخدام ألوان النيون في الطابعات النفاثة للحبر UV من النوع roll-to-roll و flatbed UV، ولكن على مستويات الاستثمار من قبل الأعمال التجارية لا تزال خارج نطاق العديد من خطوط إنتاج منتجي التصميمات الرسومية، وأيضا مع وجود بصمات يصعب على معظم بيئات العمل الداخلية استيعابها.
يوفر إطلاق السلسلة الجديدة من Canon imagePROGRAF GP لأول مرة ألواناً فلورية للطابعات المائية القادرة على طباعة التنسيقات العريضة، وذلك مع إمكانية الاختيار بين أربعة أنواع تقدم عشرة أو خمسة أحبار مائية صباغية بالإضافة إلى الحبر الوردي الفلوري، وثلاثة قياسات عروض طباعة مختلفة. هذا يخلق فرصة رائعة لمنتجي التصميات الرسومية الأصغر، وأقسام التسويق الداخلية والوكالات الإبداعية لإنتاج ملصقات نابضة بالحياة وتوفير ملصقات رسومية لاستخدامها في نقاط البيع من خلال ضغطة زر واحدة، وذلك بدون أي مهارات إضافية أو تدريب متخصص.
والآن، قد أصبح في متناول أي نشاط تجاري إضفاء الحيوية على الصور المرئية الأكثر لفتاً للانتباه، مع تطبيق ألوان مكثفة وزاهية، وذلك إلى جانب الإنتاجية الكاملة للتعامل مع عودة الأحجام إلى المعدل الطبيعي.
وبذلك نستطيع القول، إنه قد تم توظيف الألوان الزاهية لإلقاء الضوء على التسويق الترويجي فيما يتعلق بالسنوات القادمة، لذلك سيأتي عملاء العلامة التجارية، مطالبين بعامل “انظر إليّ” وذلك من أجل طباعة ملصقاتهم والمواد الدعائية الخاصة بنقاط البيع الخاصة بهم. ومن خلال الاستثمار في قدرة الألوان وإضافة نطاق لطباعة ألوان الفلوريسنت، سيتم تجهيز مزودي خدمات الطباعة للوفاء بتوقعات أكثر المشترين تطلباً، وذلك سيمكن العلامات التجارية من الاستعداد للعودة بشكل أكثر إشراقاً.