شمس الثقافة تشرق من أرض المحروسة مصر لتُنير العالم بأسره، هذا أقل ما يمكن أن يوصف به معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يسدل الستار اليوم الثلاثاء على الدورة الـ55 منه، وذلك بعد أسبوعين من الفعاليات والأنشطة التى شملت الفئات كافة من أطفال لشباب الأُسر، فضلًا على البرنامج الثقافى الثرى والذى تضمن سلسلة من الندوات والمؤتمرات فى شتى المجالات الأدبية منها والعلمية والاقتصادية.
حقق معرض الكتاب إقبالًا جماهيرًا ما بين مصريين وأجانب، إذ بلغت أعداد الزائرين فى تسعة أيام فقط أكثر من 3.5 مليون زائر، وسجلت الجمعة الثانية والأخيرة منه، حضور قرابة 700 ألف زائر، ما يعكس الاهتمام الضخم بهذا الحدث الثقافى الأهم.
سور الأزبكية الأكثر إقبالًا فى معرض الكتاب
شهد جناح سور الأزبكية إقبالًا كبيرًا من زوار المعرض على مدار أيامه، فى منافسة شرسة لدور النشر الأخرى لما يقدمه من أسعار رمزية ومخفضة تبدأ من 5 جنيهات.
وقال أشرف عبد الفتاح، صاحب إحدى مكتبات سور الأزبكية، إن المشاركة فى معرض الكتاب لها أهمية كبيرة وذلك لقيمة سور الأزبكية الأدبية والعلمية نتيجة احتوائه على أهم وأقدم الكتب والمراجع فى شتى المجالات بأسعار جيدة ومخفضة تناسب جميع الفئات.
وأضاف عبدالفتاح، أن هناك إقبالًا جيدًا جدًا من زوار معرض الكتاب على سور الأزبكية فهو من أهم المقاصد التى يأتى من أجلها الجمهور، موضحًا أن الشباب هم المسيطرون على المشهد الثقافى ولديهم اهتمام بالغ بزيارة المعرض وشراء الكتب.
وأكد أن الكتاب كسلعة تأثر بشكل كبير بالأوضاع الاقتصادية على كل المستويات سواء الطباعة أو الورق وأيضًا النقل، ولذلك ارتفعت أسعار الكتب بشكل كبير، ولكن تتميز مكتبات سور الأزبكية بوضع هامش ربح قليل لتوفير احتياجات القراء من الكتب دون المغالاة عليهم.
وأوضح أن سور الأزبكية يلقى اهتمامًا كبيرًا بين فئة المثقفين إذ يحرصون على زيارته دائمًا، ومن بينهم الكاتب عمرو طاهر.
ضيف الشرف.. مملكة النرويج تقدم برنامجًا ثقافيًا حافلًا
وقالت دينا سليمان، منسقة جناح النرويج بمعرض الكتاب، إنهم يقدمون برنامجًا ثقافيًا مميزًا، للتعريف بالثقافة النرويجية بين زوار معرض الكتاب، وذلك من خلال تقديم سلسلة من الندوات والفعاليات الهامة.
وأضافت سليمان أن الجناح ينظم كل يوم من أيام المعرض ندوة لأحد الكتاب النرويجيين مترجمة باللغة العربية، من أهمها ندوة عن كتاب «النيل» للكاتب تريا، الذى يعشق مصر وشعبها لذا يقدم كتاب عنها ويشارك به فى معرض الكتاب هذا العام.
وأكدت منسقة جناح النرويج، أنهم يهتمون بالطفل ويقدمون أنشطة يوميًا للأطفال لتعليمهم مهارات جديدة، مختتمة: المسؤولون والشعب النرويجى لديهم اهتمام بالغ بمعرض الكتاب وزيارته هذا العام.
القومى للإعاقة يشارك فى معرض الكتاب بأجمل المشغولات اليدوية
يشارك المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، فى معرض الكتاب، بجناح متميز لعرض مواهب وقدرات ذوى الهمم، إذ يقدم الجناح المنتجات والمشغولات اليدوية، والرسومات والكتب واللوحات التى صنعت بأيادى ذوى القدرات الخاصة.
وحرص عدد من ذوى الهمم على التواجد بالجناح لعرض منتجاتهم والتواصل مع زوار معرض الكتاب لتسويق أعمالهم اليدوية.
فرقة الفنون التلقائية تُحيى تراث حلايب وشلاتين المصرية
لم يكن معرض الكتاب، مكانًا للكتب والمطبوعات الورقية فحسب، بل هناك العديد من الأنشطة الفنية تقام داخل أروقة المعرض، فخلال 12 يوماً أقيمت أنشطة مختلفة فى معرض الكتاب، ويأتى له الزوار من كافة أنحاء الجمهورية للاستمتاع بأجوائه المختلفة التى ينتظرها الجميع من العام للعام.
وقال مدير ومدرب فرقة الفنون التلقائية لحلايب وشلاتين: نشارك كل عام فى معرض الكتاب لعرض تراث حلايب وشلاتين الثرى وثقافة مجتمعهم لابراز التنوع الثقافى فى المجتمع المصري، فمن خلال ذلك نستطيع إحياء تراثناوالحفاظ عليه من الإندثار.
«أيادى مصر».. جناح خاص لأصحاب الحرف اليدوية والمشروعات الصغيرة
يشارك فى معرض الكتاب هذا العام، جناح «أيادى مصر» الذى يعرض مجموعة متنوعة من المنتجات اليدوية والمشغولات التراثية، على هامش الكرنفال الثقافى السنوى.
ونظرًا لدعم الدولة لأصحاب الحرف اليدوية، تم تخصيص مكان داخل معرض الكتاب هذا العام لعرض أعمالهم المختلفة والتعبير عن مهاراتهم الفنية أمام جمهور المعرض.
ويعرض محمد رضا مشغولات نحاسية وإكسسوارات لجمهور المعرض، وهو متخصص فى بيع التحف والأنتيكات والنقش على المعادن، ويشارك فى المعرض للمرة الثانية، وقد اكتسب خبرة تزيد 50 عامًا فى هذا المجال.
واختتم: تعكس هذه المشاركة الثقافية والفنية التزام الدولة بدعم أصحاب الحرف اليدوية وتشجيعهم على العرض والترويج لإبداعاتهم، وتمنح وجود هذه المنتجات التراثية واليدوية فى معرض الكتاب فرصة للزوار لاكتشاف وتقدير التراث الثقافى المصرى من خلال الحرف اليدوية المميزة.
أحدثهم كتاب للأطفال.. أحمد يونس يشارك فى معرض الكتاب بثلاثة إصدارات
وقال الإعلامى أحمد يونس، إن معرض الكتاب يمثل النافذة الثقافية الأهم بمصر والعالم، إذ يؤكد وجود مصر على الخريطة الثقافية العالمية، وذلك من خلال استضافة دولة كل عام لتحل ضيف شرف المعرض، والاطلاع على ثقافات جديدة، وهو ما يؤكد أهمية المعرض.
وأضاف يونس، أنه يشارك فى معرض الكتاب هذا العام بثلاثة إصدارات وهم «خبايا» و «نادر فودة8» ينتميان للرعب، وكتاب «يونس وزيتون» أول تجاربه فى أدب الأطفال، موضحًا أنه لأول مرة يصبح لديه جمهور قراء من الأطفال.
حسام الدين حسين: نحن بأشد الحاجة للثقافة ومعرض الكتاب السبيل للنجاه
أعرب الإعلامى حسام الدين حسين، عن سعادته بالدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وذلك للتطور الكبير الذى يشهده كل عام.
وقال حسين: “إن المعرض هذا العام يولى اهتمامًا كبيرًا بالحضارة المصرية القديمة نظرًا لشخصية العام وهو الدكتور سليم حسن عالم المصريات الشهير، وهو شخصية استثنائية فى علم المصريات وتاريخ مصر المعاصر، إذ يعد أول من سافر فى بعثة تابعة لجامعة مصرية، وله أيادى بيضاء على كثير من الكشوفات الأثرية فى مصر”.
وأضاف هناك نافذة مهمة على الحضارة المصرية القديمة من خلال الندوات المختلفة عن الموسيقى والعمارة والعلوم وثقافة المصرى القديم، فضلًا عن تقديم برنامج دولى مهم جدًا باستضافة مملكة النرويج وهى شهيرة بالأدب العالمى والمسرحي، والتعاون فى الملكية الفكرية بين النرويج ومص
وأشاد حسين، بالإقبال الضخم على معرض الكتاب، حيث تجاوزت الأعداد حتى الآن 2 مليون ونصف زائر، مؤكدًا أنه أهم حدث ثقافى فى مصر والوطن العربى والشرق الأوسط، وهو السبيل ووسيلة النجاه للمصريين لأننا فى هذا التوقيت أشد ما نكون فى احتياج للكتاب والثقافة وزيادة الوعى للتقدم والتطور.
ولفت إلى البرنامج الثقافى الحافل وسلسلة الندوات التى تتناول الحضارة المصرية القديمة بعنوان «الخروج إلى النهار»، وأيضًا المؤتمرات العلمية والثقافية المهمة، وتخصيص يومًا كاملًا لـ طه حسين رائد التنوير فى مصر والوطن العربى تحت عنوان: «استعادة طه حسين».
وتابع: وأيضًا هناك اهتمام خاص بالقضية الفلسطينية وتوثيق جرائم الاحتلال وقصص الأبطال والأطفال الذين سقطوا فى قطاع غزة.
وأوضح اهتمام وزارة الثقافة بتخصيص مجموعة من الندوات المهمة المتعلقة بمرور 50 عاماً على حرب أكتوبر واكتشاف المزيد من القصص والبطولات الخاصة بالنصر العظيم، متمنيًا من القائمين على معرض الكتاب فى العام القادم مزيد من الحضور لأبرز المثقفين والكُتاب والفلاسفة العالميين مثل باولو كويلو.
وأكد على اهتمامه الكبير بإصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب والمركز القومى للترجمة، لما يقدموه من الابداعات العالمية بأسعار مخفضة، قائلًا: نحن فى حاجة لتلك التخفيضات.
واختتم حديثه: اشتريت مجموعة كبيرة من الكتب من أهمها موسوعة عن السيرة الشعبية لتاريخ العالم من المركز القومى للترجمة.
وزيرة الهجرة تزور جناح الأزهر الشريف
زارت وزيرة الهجرة السفيرة سها الجندي، جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب، ودونت كلمة تذكارية فى سجل ضيوف الشرف بالجناح: وجدت جناحًا مشرفًا وصرحًا ثقافيًا مبهرًا وجاذبًا للكثير من رواد المعرض.
وناقشت الندوة مفاهيم الهوية الثقافية والوطنية وكيفية الحفاظ عليها، ومشكلات الغزو الثقافي، وكيفية حماية عقول الشباب، وتعزيز دور الأسرة ومؤسسات الدولة، وذلك بجناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الدورة 55.
وأعربت وزيرة الهجرة، عن تقديرها لدعوة الأزهر الشريف للمشاركة فى هذا النقاش الثري، موجهة الشكر إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لسعة صدره وترحيبه الدائم بالتعاون بين وزارة الهجرة ومشيخة الأزهر الشريف لنشر الوعى والحفاظ على موروثنا الثقافى والحضاري، بجانب جهود التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتعزيز الولاء والانتماء للوطن بحضارته وثقافته وتراثه الضارب فى جذور التاريخ.
وزيرة الثقافة تلتقى أبناء المحافظات الحدودية.
حرصت الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، على لقاء 120 شابًا وفتاة من المشاركين ببرنامج فعاليات الأسبوع الثقافى الرابع عشر لشباب المحافظات الحدودية، «أهل مصر» والذى يستضيف الشباب من 6 محافظات حدودية، حيث تم استقبالهم لأول مرة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ55، للتعرف على فعالياته وأمسياته الثقافية والفنية المتنوعة.
ورحبت الكيلانى، بزيارة شباب المحافظات الحدودية، مؤكدة أنهم فى القلب من اهتمام الدولة المصرية التى تستهدف تحقيق العدالة بين جميع أبنائها، بإتاحة وسائل دمجهم مع أبناء مصر من المحافظات المتعددة، ويأتى ذلك تفعيلًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى هذا الصدد، بأهمية تعظيم قيم الولاء والانتماء وحب الوطن لدى أبنائنا، واستثمار القوى الناعمة، فى بناء إنسان قادر على بناء مجتمعه.
ووجهت وزيرة الثقافة بإهداء شباب الملتقى مجموعة متنوعة من إصدارات الوزارة، وحثت الجميع أن تكون هذه الإصدارات بمثابة بداية جادة ونواة حقيقية لكل منهم، يستطيع من خلالها تكوين مكتبته الخاصة فى منزله، وتكون نقطة انطلاقة يمكن البناء عليها للحصول على مزيد من المعارف والثقافات التى تجعلهم أكثر قدرة على تحقيق طموحاتهم ليصبحوا كوادر مستقبلية تخدم الوطن بكافة المجالات.
«طه حسين بعيون الكتاب العرب».. ندوة بمعرض القاهرة للكتاب
شهد الصالون الثقافى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ55، انعقاد الجلسة الثانية من مؤتمر طه حسين بعنوان «طه حسين برؤى عربية»، ضمن فعاليات المؤتمر الثالث «استعادة طه حسين»، فى حضور عدد من الكتاب والنقاد من عدة دول عربية.
وتحدث الدكتور محمد مشبال، أستاذ اللغة والبلاغة من المغرب، عن رصد حضور طه حسين فى الثقافة المغربية فى عدة نقاط منها: دعوة ملكية رسمية لطه حسين لزيارة المغرب؛ حيث حل بالمغرب فى عام 1958 وألقى خمس محاضرات فى مدن الرباط والدار البيضاء وفاس وتطوان وطنجة، بجانب حضور نصوصه ومقتطفات من كتبه فى الكتب المدرسية المغربية من بداية الاستقلال وحتى أيامنا هذه، بالإضافة إلى حضور أعماله بأبحاث المغاربة سواء داخل الجامعة أو خارجها.
وقال مشبال، إن هذه الأبحاث تنوعت بين مجالى الأدب والفكر، حيث تفاعل مع كتاباته العديد من الكتاب فى المغرب، وأيضاً كان حاضرًا فى كتابات صحفية وأدبية، وتم تخصيص رسائل جامعية وكتب تتناول حضور طه حسين فى المغرب وفى الثقافة المغربية.
وقال الدكتور عمر مقداد من تونس، إن الشباب التونسى كان يتجهون إلى باريس أو الجزائر أو القاهرة فى جامعة القاهرة أو عين شمس، والعديد من الذين درسوا طه حسين صاروا من أكبر المثقفين فى تونس.