لا شك أن المجلات المطبوعة تواجه مستقبلاً غامضًا وكذلك العديد من التحديات الاخرى، والتحدي الأول والأهم هو وجود شبكة الإنترنت، حيث يمكن لأي شخص فى عالم اليوم إنشاء أى محتوى وإرساله إلى ملايين الأشخاص، وذلك دون إنفاق الأموال. على الجانب الآخر فإن طباعة المجلات تتضمن الكثير من التكاليف الخاصة بها، إبتداءا من مرحلة إنشاء المحتوى إلى التحقق من صحة الأخبار، ثم مرحلة الطباعة والتسليم، وكذلك تعيين مصمم ورسام، وفريق عمل متكامل فى التخصصات اللازمة لإخراج المجلة المطبوعة. ومن الجدير بالذكر أن المجلة المطبوعة هي نتيجة جهد جماعي، بينما الإنترنت في أغلب الاحيان يكون تجربة شخصية وفردية. حيث أن إعداد المجلة المطبوعة يتطلب الوقت والصبر والاهتمام بالتفاصيل، كما أنه يحتاج إلى خطة تحريرية وجدول زمنى. فمن المؤكد أن نشر المحتوى على الإنترنت يعتبر أسهل بكثير من طباعة مجلة، حيث أنه يتعين عليك أن تكون مصمم رسومات حتى تتمكن من وضع المحتوى على شبكة الإنترنت.
ويشكل جيل الألفية تحديا آخر لمستقبل الصحافة المطبوعة، حيث أنهم إعتادوا على استخدام الإنترنت وأصبحوا يفضلون إستخدام المحتوى الرقمي، ولذلك فإن جذبهم إلى المحتوى المطبوع يحتاج إلى مجهود كبير وإستثنائى. ومن أجل جذبهم، يجب على الصحف المطبوعة إنشاء محتوى مقنع وفريد من نوعه. بمعنى آخر ان يكون محتوى حصرى لا يمكن العثور عليه على صفحات الإنترنت. فلا شك أنه من أجل بقاء صناعة المجلات المطبوعة، يجب طباعة إصدارات مميزة، وكذلك في بعض الحالات يجب عرض تفاصيل القضايا الشخصية التى تخص هذا الجيل. كما يجب على المجلات المطبوعة أن تبذل قصارى جهدها لإنشاء محتوى مختلف ومتميز يرغب الناس في دفع ثمنه، حيث أنه لم يعد بإمكان المجلات المطبوعة الاعتماد على الإعلانات فقط. بل يجب عليهم أن يكونوا أكثرإهتمام وتركيزًا وأن يستهدفوا مجموعة معينة من الأشخاص أو الأفراد ونشر موضوعات تخص إهتمامتهم وتطلعاتهم. ويجب أن تستخدم المجلات المطبوعة مؤثرات خاصة مثل تلوين أجزاء معينة من المحتوى وإستخدام النقوش وإضفاء الطابع الشخصى وغيرها من الزخارف المطبوعة، وذلك من أجل تقديم شيء ملفت للنظر وجاذب للقراء، مع توفير أفضل محتوى لا يمكن للقارئ العثور عليه بسهولة أو الوصول إليه بإستخدام عالم الويب الرقمي.