تحدثت مجلة ME PRINTER إلى إزمرالدا بيليمان الرئيسة المشاركة فى مجموعة بيليمان، عن صناعة الطباعة بشكل عام وما جذبها لتكون جزءًا منها.
فى البداية نود منك أن تخبرينا عن أسلوب قيادتك وفلسفتك فى العمل.
أود أن أخبركم إنني أؤمن إيمانا راسخا بأن بناء العمل الناجح يتطلب دائما من المرء أن يكون قدوة فى كل شئ. ولا شك أن عامل التحمس يعتبر أمرًا بالغ الأهمية، ومع ذلك فإن التعاطف مع زملاء العمل يعتبر هو الآخر أمراً مهماً بنفس القدر، وذلك من أجل فهم كيفية الإستفادة من قدرات الموظفين ومساهمتهم فى عملية النمو المستمرة للشركة.
وبناءاً على ذلك، فإن تمكين الزملاء يعتبر أحد العناصر الهامة في القيادة السليمة. فالقادة الحقيقيون لا يخلقون أتباع لهم بل يطلقون العنان لروح وسمات القيادة داخل الآخرين. فالقائد دائما يترجم الرؤى إلى حقيقة، ومع ذلك، لن يطلب من الآخرين فعل شيء لا يرغبون في القيام به.
وبعبارة أخرى، فإن القائد ليس هو الشخص الذى يكون على دراية بالطريق فحسب، بل يجب عليه أن يسير فيه.وعلى ذلك، فأننى أحمل نفسى مسئولية هذى المبادئ فى كل يوم للتأكد من أنني أعمل مع فريق عملى على أرض الواقع وليس قيادتهم فحسب. وبالنسبة لي، فإن القيادة لا تتعلق بالوعود، وإنما تتعلق بإحداث فروق جوهرية. وهذه هي القيمة الأساسية وراء شعار علامتنا التجارية وهو ” بيليمان لكل ما هو مهم “
حيث يتضمن شعارنا هذا جوهر مهمتنا لتزويد عملائنا وشركائنا بحلول تنقل علامتهم التجارية ومنتجاتهم وخدماتهم وحتى أنفسهم من مرحلة الوعي إلى مرحلة التفضيل. فنحن فى بيليمان نؤمن جيداً بأن الطريقة التي نقدم بها أنفسنا وعملنا هى أمر مهم للغاية.
ما هي الوظيفة التى كانت أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لكِ خلال مسيرتك المهنية؟
بعد أن قضيت حياتي المهنية بالكامل فى مجموعة بيليمان، أعتقد أننى حصلت على إمتياز حقيقى يمكننى من تحدي نفسي في أدوار مختلفة. فكل مصب شغلته كان بالنسبة لى هدف شخصى يستحق الوصول إليه من اجل إكتساب أكبر قدر ممكن من المعرفة والخبرة من أجل إعداد نفسي للمرحلة التالية في مسيرتى المهنية.
حيث يتطلب العمل في صناعة الطباعة التى شهدت العديد من التغيرات الأساسية على مدى السنوات الماضية، التزامًا ثابتًا بالتعلم المستمر والتطوير الذاتي، وذلك من أجل بناء أعمال مستقبلية.
ما النصيحة التي تقدميها للنساء اللواتي يتطلعن لاقتحام مجال الطباعة والصناعات المرتبطة بها؟
خلال مسيرتي المهنية التي دامت 20 عامًا في هذة الصناعة، كان من دواعي سروري أن ألتقي وأعمل مع بعض النساء العاملات الأكثر إلهامًا وقوة. ونحن كمنظمة عالمية نعتقد أن العمل مع أشخاص موهوبين من مختلف الثقافات والخلفيات يعتبر عامل رئيسى ومحفز لتحقيق النمو الضخم لمجموعتنا. ولاسيما أن هؤلاء الأشخاص يكونوا متحدين على نفس القيم الجوهرية ويعملون وفقا لها، كما أن العديد منهم من النساء والامهات.
كما أننى لا أعتقد أن طبيعة المرأة ممكن أن تمنعها عن تحقيق كيان وظيفى فى مجال صناعة الطباعة. بل على العكس، حيث أن طبيعة المرأة تسمح لها بمواجهه التحديات بطرق مختلفة وكذلك إستخدام مهاراتها وقدراتها الفردية لخلق فرص للنمو الفردي والتنظيمي. وبالرغم من أن معظم المتخصصين فى صناعة الطباعة من الرجال ولكن هناك الكثير من النساء أستطاعوا ان يثبتوا وعن جدارة مدى نجاحهم فى العمل.
ما هو أعظم تحول حدث في مجال الطباعة خلال حياتك المهنية؟
كانت السنوات الماضية تدور حول التحول الرقمى، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن هذه التغييرات العميقة قد دفعتنا جميعًا إلى إعادة تقييم دورنا وكذلك مقترحات القيمة. وبناءا على ذلك القول، فإننا جميعا داخل الشركة، نعتقد اعتقادًا راسخًا أن التحديات هي الفرص المقنعة.
لذلك ، نحن لا نعتبر التحول الرقمى بمثابة تهديد، بل أنه يعتبر فرصة لتحقيق نمو ضخم على مستوى مجموعتنا. وبصفتنا شركة تعتمد بشكل كبير على اتجاهات السوق وسلوك العملاء، فقد كان من الأهمية بالنسبة لنا مواكبة عادات عملائنا التى تتغير بإستمرار.
كما أن النماذج المتغيرة في هذا العصر الرقمي قد حولت صناعتنا بشكل جذرى، ودفعتنا إلى التطلع إلى ما وراء الاحتياجات التقليدية للمنظمات حيث أنها تعتمد بشكل متزايد على الأدوات الرقمية للإتصال والتواصل وممارسة الأعمال التجارية. وقد دفعتنا هذه التغييرات إلى البحث عن طرق للابتكار وتحسين مجموعة منتجاتنا وخدماتنا.
ومن خلال تقديم حلول كاملة للعلامات التجارية، تشمل التخصيص، والتكنولوجيا الحديثة الخاصة بالوضع المسطح للمواد أثناء عملية الطباعة، وكذلك تقديم مجموعة متنوعة من شاشات العرض،فقد تمكنا من المنافسة بنجاح في عالم يُستخدم فيه الحاسوب بشكل متزايد. وكذلك أستطعنا الحفاظ على مكانة بيليمان كشريك موثوق من قبل المؤسسات في جميع أنحاء العالم سواء كان ذلك في الشرق الأوسط أو أوروبا أو الولايات المتحدة أو أجزاء أخرى من العالم.
ولم يعيق التطور التقني الذى حدث خلال العقود الماضية مسيرة صناعتنا ولكنه دفعنا إلى تطوير حلول لم يكن بالإمكان تصورها من قبل. وبفضل هذه التقنيات الثورية الجديدة، أصبحنا الآن قادرين على تقديم حلول فريدة للعملاء. كما أننا نسعى حاليا لتحول أعمالنا تدريجياً من الإنتاج الضخم إلى الإنتاج حسب الطلب.
وفي عالم اليوم الرقمي الذى يتوافر فيه كل شئ بنقرة زر واحدة ، فإن أغلب الرسائل الهامة تُفقد بين حزم من وحدات البايت والبيكسل. وبالتالي، أصبح يُنظر إلى التواصل من خلال شيء ملموس على أنه وسيلة ملائمة لتعزيز مستويات الثقة والاحترام بين الناس والمنظمات.
وفى يومنا هذا، مع تزايد اعتياد العملاء على الحصول على ما يريدون ومتى يريدون فى أى وقت، فإن هؤلاء الذين عقدوا العزم على البقاء قادرين على المنافسة في هذا السوق، يقومون بسرعة بتشكيل استراتيجياتهم ومجموعة منتجاتهم من اجل جذب عملائهم. لذلك، فإننا نرى أن التحول الرقمى هو قوة دافعة قوية تبشر بالمرحلة التالية من التطور الطبيعى لبيليمان.
ومن الجدير بالذكر ، أن أحد الركائز الأساسية لهذا التطور هو شغفنا بالجمع بين خبرتنا الممتدة على مدى أربعة عقود في مجال العروض التقديمية المطبوعة والصور مع التحسينات الرقمية المتاحة لنا اليوم، وذلك لخلق نهج متسق للعلامة التجارية الخاصة بمجموعة بيليمان. ونحن متحمسون للغاية لتوسيع محفظتنا على مدار الأشهر القادمة بمنتجات فريدة من نوعها، والتي نعتقد أنها مناسبة تمامًا لاحتياجات عملائنا وتفضيلاتهم على مستوى الشرق الأوسط.
ما هي أفكارك حول التحول القادم في صناعة الطباعة ورسوم الجرافيك؟
على الرغم من أن حياتنا تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا الرقمية، فإن الورق سيبقى أداة حاسمة في الإتصال والتواصل مع بعضنا البعض. حيث تنقل المستندات المطبوعة إحساسًا أعمق بالمصداقية وبالتالي لن يتم استبدالها بالكامل بالملفات الرقمية.
والتحول الذي يجري هو زيادة التركيز على إضافة المزيد من القيمة للمستندات المطبوعة من خلال حلول مخصصة. وتبحث المؤسسات باستمرار عن طرق لتمييز نفسها عن نظائرها وذلك من خلال الانخراط مع عملائها على المستوى الشخصي بشكل أكبر. كما أن هذة الطرق تتجاوز فكرة ارسال الخطابات أو توجية رسائل ألكترونية إلى العملاء بينما تتعلق بإشراك حواس متعددة لتقديم تجربة علامة تجارية كاملة.
ولهذا السبب فنحن نكرس جهودنا للإرتقاء بتجربة العملاء من خلال تقديم حلول تتحدث إلى الجمهور بالمعنى الحرفى لذلك. ومن اجل تطبيق عامل “WoW” الذى يتمثل فى تقديم تجربة رائعة من خلال المنتج أو الخدمة
فإننا نقوم بوضع العلامات التجارية والرسائل من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد على أغلفتنا الموثوقة.
كما أننا نفخر بكوننا إحدى الشركات القليلة القادرة على تقديم حلول كاملة للمؤسسات فى جميع الفئات والأحجام، سواء كانت ضمن قائمة ال 500 شركة الأكبر من ناحية الإيرادت التى تقوم بنشرها مجلة فورتين أو شركة محلية ناشئة.
ونظرًا لأن العامل العادي في المكتب يتلقى ما يصل إلى 121 رسالة بريد إلكتروني يوميًا، فإن العروض التقديمية المطبوعة بشكل احترافي، التى يتم تسليمها بطريقة أكثر تخصيصًا، تجعل الناس يشعرون بقيمة أكبر وتعطيهم انطباعًا أفضل عن الشركة. كما تحقق الصور المطبوعة فى الفترة الحالية عودة قوية وخاصة مع الأشخاص الذين يهتمون بإبداء مشاعرهم تجاه التجارب الملموسة. لذلك، فإن هناك فرصة هائلة لأولئك الأشخاص الموجودين فى صناعة الطباعة للتغلب وبنجاح على هذه النقاط الرقمية العمياء وإعادة إكتشاف أنفسهم.
هل تشارك في أي نوع من أنواع العمل التطوعي؟ وهل يمكنك ان تعطينا بعض التفاصيل بخصوص ذلك؟
إننا كشركة مسؤولة يتجاوز دورنا الخطوات العملية لإعادة التدوير والسياسات الخضراء ولكن يمتد أيضا إلى مجتمعنا المحلي الأوسع نطاقا. ولقد شاركت بشكل سابق في مبادرات الروتاري التى تقام هنا فى بلجيكا لفترة طويلة. وأقوم أيضًا بتخصيص الكثير من وقت فراغي لمساعدة غرفة التجارة الإقليمية في المنطقة الفلمنكية، وذلك بصفتى عضو في مجلس الإدارة.
وأود أن أذكر أيضا ، إن حماية بيئتنا هي قضية أخرى قريبة من قلبي. وهدفنا الحالى هو تحقيق أو تجاوز الأهداف التي حددها الاتحاد الأوروبي بخصوص خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك بحلول عام 2020، ولكى يتحقق ذلك قبل 10 سنوات من التاريخ الرسمي المستهدف فإن هذا سوف يتطلب الالتزام ووإتخاذ الكثير من الإجراءات.
وفي عام 2011 ، تم تركيب طاحنتين في مقر الرئيسى لمصانع بيليمان، تنتج كل منها 2.3 ميجا وات أى ما يعادل الإستهلاك السنوي لـ 3000 عائلة. ولإعادة تأكيد التزامنا بالمبادرات الخضراء منذ أكثر من عام، فقد قمنا بتركيب بطارية صناعية بقدرة 2 ميجاوات / 2 ميجاوات في الساعة. وقد تم الإشادة بأنها البطارية الأكبر من نوعها. حيث تبلغ سعتها الإجمالية للإستهلاك اليومي للكهرباء ما يكفى لـ 200 أسرة. وبذلك نستطيع أن نؤكد على أن السعي المستمر إلى طرق تقليل بصمتنا البيئية موجود وبقوة في قيم شركتنا ويتجلى في كل جانب من جوانب عملياتنا.
ما هي الخطوة التالية بالنسبة لك في حياتك المهنية في صناعة الطباعة؟
يصادف عام 2019 الذكرى السنوية الأربعين لمجموعة بيليمان، وبصفتي رئيسة مشاركة فإن هدفي هو ضمان أن تكون العقود الأربعة المقبلة ناجحة مثل السنوات الأربعين الماضية. وأستطيع أن أقول بشكل حقيقى أن ما تقدمه مجموعة بيليمان إلى السوق هو شئ فريد من نوعه، وذلك بناء على عقود من الخبرة العملية.