انطلقت اليوم فاعليات التصفيات النهائية للمشروع الوطني للقراءة، بمشاركة 3 مليون و500 ألف طالب من مختلف المحافظات، بهدف إحداث نهضة في القـراءة عبر جعلها أولويـة لـدى فئــات المجتمـع؛ مع تحـقيق الاستـدامة المعـرفية التي تضع مصر في المكانة اللائقة التي تستحقها بين الدول.
أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في الكلمة التى ألقاها نيابة عنه الدكتور رضا حجازى نائب الوزير لشئون المعلمين، أن المشروع الوطني للقراءة، مشروع ثقافـي تنافسـي، يستهــدف توجيــه أطفــال مصــر وشــبابها لمواصـلة القـراءة الوظيفية الإبداعية الناقدة؛ التي تمكنهــم من تحصيل المعرفـة وتطبيقـها وإنـتاج الجديد منهـا، وصـولاً لمجتـمع يتــعلم ويفـكر ويـبتكر، وهـو مـا يتسق مع رؤيـة مصر2030، ويتوافـق مع أجندة التطوير الخاصة بوزارة الـتربيـــة والتـعليــم والتـعليــم الفني.
وأوضح نائب الوزير لشئون المعلمين أن هذا المشروع يرتكز على أربعة أبعاد رئيسية، وهي: التنافس المعرفي في القراءة بين طلبة المدارس، والمدونة الماسية التي يتنافس فيها طلاب الجامعات في القراءة، والمعلم المثقف؛ حيث يتنافس المعلمون في القراءة، والمؤسسة التنويرية؛ وفيها تتنافس المؤسسات المجتمعية.
وأشار إلى أن المشروع الوطني للقراءة يستهدف تحقيق تنميـة الوعـي بأهميـة القـراءة، وتمكـين الأجيال الناشئة من مفاتيـح الابتكار عـبر الـقراءة الإبداعية النــاقدة المنتجــة للمعرفــة، وتعـزيز الـحس الوطني والشـعور بالانتمـاء ودعـم القيم الوطنيـة والإنسانيـة، وإثراء البيـئة الثقافـية فـي المدارس والمعاهد والجامـعات، وتحقيق التسـامح، وقبول الآخر، فضلًا عن تشجيـع المشـاركات المجتمعية الداعمة للـقراءة.
وقال الدكتور رضا حجازى أن النظام التعليمي الحالى يوظِّف مصادر التعلم عن بعد، ويمكِّن المتعلم من اكتساب المعرفة، ومعالجتها، واستخدامها بطريقة إبداعية ومبتكرة، وصولًا إلى توسيع نطاق التفكير في مفهوم (مجتمعات التعلم)، مضيفًا أن التعليم المصري حاليًا يشهد نقلة نوعية حضارية فارقة، ارتكزت على إطلاق “بنك المعرفة المصري”؛ لمساعدة المتعلمين من كافة الأعمار على تطوير معارفهم ومهاراتهم لمناسبة متطلبات القرن الحادي والعشرين.
كما أشار الدكتور رضا حجازى إلى الجهود المبذولة فى تطوير عدد كبير من المناهج الدراسية، وتطوير نظم وأساليب التقييم والامتحانات، وإطلاق العديد من المنصات التفاعلية والقنوات التعليمية، ومنصات البث المباشر، لتمكين الطلاب من (الاتصال) بالنظام التعليمي، طوال الوقت وفي كل مكان ؛ لتعظيم قدرة المتعلم المصري على اكتساب المعرفة من مصادرها المتنوعة وتوظيفها في مختلف المجالات.
حضر فاعليات التصفيات النهائية للمشروع، سعيد صديق رئيس الإدارة المركزية للتخطيط والجودة، محمد سعد مدير مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، والدكتور حسام المندوه عضو مجلس النواب عن لجنة التعليم والبحث العلمى، وهشام السنجرى المسئول عن المشروع، ومحمد عبد الله أمين عام المعلمين، والمندوه الحسينى رئيس جمعية التعليم الخاص.
يذكر أن عدد المرشحين للمرحلة الأولى من التصفيات النهائية وصل إلى 850 طالبًا وطالبة ومعلمًا من أنحاء جمهورية مصر العربية، بمؤسساتها التعليمية المختلفة من مراحل التعليم الأساسي وحتي الجامعي، بالإضافة إلى عدد 14 مؤسسة من المؤسسات التنويرية المشاركة.
وتم رصد مبلغ خمسين مليون جنيه مصري سنويًّا للمشروع، منها 20 مليون جنيه للجوائز والمكافآت المالية لمجموع الفائزين، 5 ملايين جنيه لكل منافسة؛ بالإضافة إلى رحلات للأوائل إلى أكثر مكتبات العالم تميزًا، و30 مليون جنيه للخدمات اللوجيستية، وفق خطة عشرية تبلغ قيمة دعمها نصف مليار جنيه.
فيما أشارت نجلاء سيف الشامسي رئيس مؤسسة البحث العلمي إلى أن المؤسسة بفرعها الإقليمي بمصر اعتمدت في تحديدها لنسب الفئات المستهدفة في المشروع على خطتها الإستراتيجية العشرية 2020_ 2030، لتثمر في عامها العاشر تحقيق المشاركة الشاملة لجميع المستهدفين في جمهورية مصر العربية، إذ استهدفت في العام الأول من المشروع تحقيق مشاركة ما نسبته (10%)، وقد فاقت نسب المشاركة في المشروع توقعات عامه الأول، إذ وصلت نسبة مجموع المشاركين من طلبة المدارس والمعاهد الأزهرية وطلبة الجامعات والمعلمين إلى (11.5%).
وأضافت إن من أهم ما يميز المشروع الوطني للقراءة كونه مشروعًا رباعي الأبعاد يمثل كل بعد منها منافسة خاصة بفئة معينة وهي: البعد الأول: التنافس المعرفي وهو منافسة في القراءة لطلبة المدارس والمعاهد الأزهرية، أما البعد الثاني: المدونة الماسية فهو منافسة في القراءة لطلبة الجامعات، وبالنسبة للبعد الثالث: المعلم المثقف فهو منافسة في القراءة خاصة بالمعلمين، والبعد الرابع: المؤسسة التنويرية فهو منافسة للمؤسسات التربوية والمجتمعية والإعلامية الأكثر دعمًا لأهداف المشروع الوطني للقراءة، ويسعى المشاركون إلى الحصول على لقب “رائد المعرفة” و”القارئ الماسي” و”المعلم المثقف” و”المؤسسة التنويرية”.
وقالت رئيس المؤسسة إن المشروع يحتضن كل عام ملايين أخرى من القراء والكتب والإنجازات والأفكار لنصل معًا إلى نسبة مائة في المائة عبر الأعوام القادمة.
وقد تم اختيار المنسقين بجميع المؤسسات التعليمة المشاركة والجهات ذات الشراكات الإستراتيجية في المنافسة على مستوى الجمهورية، وبلغ عددهم (28.203) بواقع منسق لكل مدرسة ومعهد على مستوى التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وعلى مستوى الإدارات والمديريات والمناطق التعليمية.
الجدير بالذكر أن مؤسسة البحث العلمي اتخذت من مصر نقطة الانطلاق لمشروعها الجديد إيمانًا منها بأن مصر لها السبق في قيادة حركة التقدم والتطور في الوطن العربي، فضلاً عن أنها تشكل البوصلة لجميع أبنائه.