يجب أن تكون صناعة الطباعة مزودة بأحدث التقنيات الذكية

مقابلة حصرية مع راينر هوندسدورفر، الرئيس التنفيذي لشركة هيدلبرج دروك ماشينان أية چي

كانت الأشهر القليلة الماضية حافلة بالأحداث المتقلبة والسريعة داخل شركة هيدلبرج، وقد قاموا بإصدار العديد من الإعلانات الكبيرة، التى يعتبر بعضها صادما. ولكن يبدو أن الشركة، التي لا تزال أكبر كيان فى صناعة الطباعة على مستوى العالم في طريقها إلى الاستقرار المالي. ومن أجل فهم القرارات المثيرة للجدل التى إتخذتها هيدلبرج مؤخرا، فقد تحدثنا إلى كبير المسؤلين والذى يملك دفة القيادة داخل هيدلبرج، ونستعرض من خلال هذا المقال ما قالهُ لنا:

هل تعتقد أن هيدلبرج تتمتع بصحة مالية جيدة في الوقت الحالي؟

نعم أعتقد ذلك، حيث أننا فى الوقت الحالى، نحقق تقدمًا سريعًا، وخاصة مع عملية التحول التى بدأت في شهرنوفمبر من العام الماضي بهدف زيادة الربحية والقدرة التنافسية وحماية المستقبل الخاص بالشركة. فعقب الإستقرار المالى الذى حدث من خلال عملية إعادة تحويل 380 مليون يورو من الأصول الاستئمانية لـشركة هيدلبرج بينشن تراست، وقرار تصفية الأنشطة التجارية الخاسرة بحلول نهاية عام 2020، يتم الآن تنفيذ تدابير هيكلية كبيرة. ولقد اتفقنا مع مجلس العمل على تنفيذ حلول مسؤولة اجتماعيًا تهدف إلى تقليل حوالي 1600 وظيفة داخل مؤسساتنا في جميع أنحاء العالم. وقد تم إطلاق نموذج تشغيلي جديد فى شهر يونيو الماضى يحتوى على مستويات إدارية أقل وعمليات أصغر حجمًا وتركيز كبيرعلى تلبية إحتياجات العملاء مما يسمح بإدارة أكثر كفاءة للقطاعات الأساسية المربحة. وبشكل عام، لقد تم تصميم حزمة من الإجراءات تهدف إلى تعظيم أرباح شركة هيدلبرج بمقدار 100 مليون يورو. ونحن نعتقد أيضًا أن هذا البرنامج سيعزز مكانتنا في بيئة السوق الصعبة الحالية.

كما أننا فى الوقت الحالى، بصدد بيع مجموعة جالوس فى سويسرا والتي تعمل في قطاع الملصقات إلى شركة بنباك القابضة السويسرية. حيث أن سعر الشراء المتفق عليه البالغ 120 مليون يورو سيحقق أرباحًا من رقمين متوسطين فى نطاق المليون يورو وذلك خلال السنة المالية الحالية.

كما تتمثل المرحلة التالية في تحقيق الاستقرار المالي المستمر وعملية التحويل التى تتمثل فى سداد المبلغ المتبقي والذى يقدر ب 150 مليون يورو إعتمادا على أسعار السندات الحالية ذات العائد المرتفع التى لها آجال استحقاق حتى عام 2022 وقسائم بنسبة 8٪ سنويًا. كما أننا سنقوم بالسداد قبل تاريخ الاستحقاق وذلك خلال شهرسبتمبر 2020. وسيتم تمويل سداد الدين من الاحتياطيات النقدية وذلك سوف يؤدى بدوره إلى  زوال العبء عن النتيجة المالية بحوالي 12 مليون يورو في السنة. وهذا سيمنحنا مساحة للاستثمارات المستقبلية، وكذلك تشكيل مستقبل شركتنا. وبالتالي فإننا نعطى السيولة المتاحة لدينا دفعة دعم قوى، حيث سيكون مفيد بشكل وخاصة خلال أزمة فيروس كورونا الحالية. وبالتالى، فإن وضع الشركة يصبح أكثر استقرارًا من الناحية المالية، مما كان عليه خلال السنوات السابقة.

 لم يكن تاريخ الإنجازات فى مجال الطباعة الرقمية جيدا بالنسبة لمؤسسة مؤسسة هيدلبرج، ففى عام 2002، كان هناك مشروع نيكس بريس، الذى لم يحدث فيه أى تطور، والآن يوجد مشروع برايم فاير، الذي كان من المفترض أن يكون فرصة عظيمة لهيدلبرج فى مجال الطباعة الرقمية، لذلك نود أن نتعرف منك على المشكلة المتسببة فى ذلك؟

 يعتبر برايم فاير أفضل منتج في مجال الطباعة الرقمية في الوقت الحالي. ومع ذلك، لم يكن لدينا خيار سوى إدراك أن السوق الخاص به لم يتطور حتى الآن كما توقعنا، لذلك قررنا التخلي عن إنتاجه. وهذا هو القرار الحساس الوحيد من وجهة نظر ريادة الأعمال، وبالنظر إلى حقيقة أن هذا الجزء من إنتاجنا سيكون غير مربح تمامًا. وفى النهاية، ستكون إستمرارية الإنتاج على حساب أرباح الشركة، والأعمال الأساسية الرائدة في السوق العالمية، لأننا سوف نكون غير قادرين على توفير جميع التطورات التكنولوجية التي يحتاجها عملاؤنا.

لقد قامت أكبر المؤسسات فى مجال صناعة الطباعة بالتنوع فى إنتاجها، وذلك منذ عقدين على الأقل، وذلك من خلال تبنى مخاطر الدخول فى مجالات مختلفة تندرج تحت صناعة الطباعة مثل التغليف المرن والطباعة الأمنية وما إلى ذلك، فهل تعتقد أن مزيج المنتجات لدى هيدلبرج فى الفترة الراهنة يعتبر مزيج مناسب لسوق فنون الجرافيك فى ؟

ينصب تركيزنا الآن على إهتمامات عملائنا واحتياجاتهم وكذلك التركيز على أعمالنا الأساسية. حيث يبقى عملنا الأساسي هو الطباعة. فنحن ندعم عملائنا في مجال صناعة التعبئة والتغليف وطباعة الملصقات وكذلك في جميع مراحل الطباعة التجارية، بداية من تقديم العرض إلى العمل وحتى إصدار الفاتورة وبالتالى، فنحن نعتبر مزود رئيسى للحلول فى مجال هذة الصناعة. وبعبارة أخرى، فنحن نعتبر موفر الحلول الأساسية على طول سلسلة القيمة المضافة بالكامل لهذة الصناعة. وتعتبرهيدلبرج حاليًا الشركة الوحيدة المتخصصة فى هذة الصناعة وقادرة على القيام بذلك كشركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا. و بناءً على احتياجات العميل، يمكننا تقديم عرض يلبي متطلباته الفردية على أكمل وجه. وينظرعملاؤنا إلى مدى القيمة المضافة المتوفرة فى العروض الرقمية المقدمة من خلالنا التى تستخدم فى عملية الطباعة لإن “الطباعة” فى الوقت الحالى يجب أن تكون “مدعمة بكافة التقنيات الذكية”. وهذا بالضبط ما تقدمه هيدلبرج لأنه مع متجر الطباعة الذكي الخاص بنا، نقوم بعملية رقمنة الطباعة. وبالتالي فإن متجر الطباعة الذكية يشكل العمود الفقري لحلولنا الرقمية وفي المستقبل، سنستمر بشكل منهجي في رقمنة العمليات، مع التركيز على الأداء المستقل للمشغل.

يبدو أن فيروس كوفيد 19 سيبقى معنا لبعض الوقت، فكيف سيؤثر هذا الوباء على خطة هيدلبرج ، وكذلك إستراتيجيتها للسنوات القليلة المقبلة ؟

تقوم هيدلبرج بمعالجة القضايا الحقيقة بشكل حازم  دون أن تدخر أى جهد فى ذلك، وإستنادًا إلى أعمالنا الأساسية القوية، فإننا نضع الشركة على أسس مربحة ومستدامة، مما يمنحنا مستقبلًا مشرقًا. ونحن سنظل رواد التكنولوجيا في الصناعة باعتبارنا مقدم خدمة كاملة، كما أننا سنظل شريكًا قويًا يدعم عملاؤه بقوة حيث أننا نحن نركز على الأشياء التي تعطى لعملائنا ما يحتاجون إليه.

تعمل هيدلبرج على تقليص حجمها بشكل كبير من أجل أن الوصول إلى حالة تحقيق الأرباح وأيضًا لضمان إستمرار التدفق النقدي، ولكن بسبب كوفيد-19، يكاد يكون من المستحيل التحكم في التدفق النقدي والتنبؤ بتكلفة إعادة الهيكلة، فهل من الممكن حقًا أن يكون لدى هيدلبرج تقييم عادل للمستقبل؟

لا يتعلق مستقبل هيدلبرج في المقام الأول بالحجم والنمو، بل يتعلق بهدف تحقيق الربحية، حيث أن هذا الهدف سيضع لنا الأساس للاستفادة من إعادة تنسيق الأسواق من خلال إعادة تنظيمنا.

كما أن أهدافنا واضحة وقد تم وضع أولويات خاصة  بالأشهر القادمة، وذلك من خلال تنفيذ عملية إعادة التنظيم، حيث أننا سنعمل على جعل هيدلبرج مؤسسة مقاومة للمخاطر المحتملة، كما أننا سنقوم بتأمين السيولة، وتعزيز الأسهم، وتبسيط الهياكل والتنظيم، وزيادة أرباحنا باستمرار.

سنقوم أيضًا بدفع التغيير الثقافي اللازم  داخل الشركة إلى الأمام. حيث أن الهدف من ذلك هو التنفيذ المنهجي لتحويل هيدلبرج إلى شركة متوسطة الحجم وحديثة، ومرنة، وذات تسلسل هرمي مسطح، وعمل ريادي على جميع المستويات.

ستكون طباعة الأوفست هي الخيار الأول لدور الطباعة الخاصة بالتعبئة والتغليف وذلك لسنوات عديدة قادمة، ولكن في قطاع الطباعة التجارية، فإن طباعة الأوفست ليس لها نفس المكانة، فما هى وضع هيدلبرج الآن وخاصة بعد سحب فكرة الإنتاج فى مجال الطباعة الرقمية؟

نحن نخدم الشركات العاملة فى مجال التعبئة والتغليف والملصقات والطباعة التجارية المستخدمة فى طباعة الأوفست. حيث أن مرحلة ما بعد الطباعة تسمح بوجود إمكانات هائلة للتصنيع والاتصال والروبوتات. ونحن نعمل أيضًا على هذا الأمر مع شركائنا، إم كية ماستر وورك، وبولار. و في قطاع الطباعة الرقمية، سنركز من الآن فصاعدًا على ماكينة فيرسافاير الخاصة بالطباعة التجارية. إلى جانب هذه الأساس القوى، نريد أن نواصل تكريس أنفسنا للتركيز على متجر الطباعة الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأيضا زيادة دفع التحول الرقمي المرتبط  بذلك، من أجل دعم عملائنا في تحسين عملياتهم التشغيلية باستخدام التكنولوجيا المناسبة.

ومن الجدير بالذكر، أن سوق التعبئة والتغليف يعد وثيق الصلة بشكل منهجي بالصناعات الرئيسية مثل، صناعة الأغذية أو القطاع الصحي، وخاصة في أعقاب أزمة فيروس كورونا. وعلاوة على ذلك ، فقد استمر سلوك المستهلكين في التغير خلال هذة الأزمة، حيث أن معظم العملاء إتجهوا إلى شراء إحتياجتهم من خلال الإنترنت وأقبلوا على شراء مستلزمات الطعام للقيام بالطهى فى منازلهم،  بسبب إغلاق المطاعم والمقاصف. ولذلك كان على عملائنا المتخصصين فى صناعة التعبئة والتغليف أن يقوموا بتكييف إنتاجهم من العبوات اللازمة للإحتياجات المنزلية، وخاصة مع الطلب المتزايد على المنتجات، وأيضا من أجل تجنب أزمات التسليم التسليم وترك رفوف المجمعات التجارية خالية من المنتجات.

كما تعتبر هيدلبرج أكبر مورد لطابعات التعبئة والتغليف حيث أنه فى السنة المالية 2019/2020، أستطاعت هيدلبرج أن تستحوذ على  نصف حجم مبيعات طباعة الأوفست العاملة بنظام تغذية الطابعة بالأوراق. كما أننا نقوم ببيع العديد من وحدات الطباعة لسوق التغليف والتغليف وحده، بإعتباره أكبر منافس لنا بشكل عام.

ونحن ندخل أيضًا في شراكات طويلة الأمد مع شركاء أقوياء مثل، إم كية ماستر وورك، وذلك بغرض إكمال مجموعة منتجانتا من طابعات التعبئة والتغليف بماكينات التشطيب الهامة والمطلوبة من قبل عملائنا فى هذا المجال.

Heidelberg Druckmaschine Speedmaster Intelliline Aumüller Druck Regensburg Foto: www.florianhammerich.com

لقد إنتهى الربع الاول من عام 2020، فهل حالة الطلب تعتبر مرضية، بالنظر إلى الوضع الإقتصادى المتدهور الذى نشهده فى الفترة الحالية؟

كما هو متوقع ، لقد تأثر الربع الأول بشدة من جائحة كوفيد-19، وهذا هو الحال في جميع الصناعات تقريبًا وخاصة في الهندسة الميكانيكية الموجهة  نحو التصدير. ولكن يساعدنا التنفيذ المتسق لبرنامج التحول الخاص بنا على الخروج  من الأزمة فى حالة مستقرة. ومن الناحية المالية فنحن في وضع قوي، كما أن عملية تنسيق المحفظة الخاصة  بمنتجاتنا فى تقدم مستمر، وكذلك فإن تدابيرنا الخاصة بكفاءة التكلفة تظهر بالفعل آثارًا أولية إيجابية. وفي الوقت نفسه، نشعر أن السوق يعود تدريجيًا إلة حالة الإستقرار، ونتيجة لذلك، فإننا نسجل ارتفاعل فى معدل الطلب على منتجاتنا مرة أخرى. وقد ظهرت علامات مهمة تدل على التعافي من آثار وباء كوفيد-19 فى الشهر الأخير من الربع المشمول فى التقرير: حيث إرتفع معدل الطلب بنحو 27% فى شهر يونيو، وذلك مقارنة بشهر مايو. واستمر الاتجاه الإيجابي في الطلبات الجديدة في بداية الربع الثاني من شهر يوليو، مع تجاوزكمية الطلبات الجديدة للأرقام المحققة خلال شهر يونيو. ونحن من خلال مبادرات السوق الخاصة بنا، نركز باستمرار على متطلبات عملائنا في هذه الأوقات الصعبة كم أننا على ثقة من أننا سنستمر في تحقيق أهدافنا من خلال تقديم العروض والحلول المناسبة.

تتراوح دورة البيع العادية للطباعة العاملة بنظام تغذية الطابعات بالأوراق ما بين 6 إلى 12 شهرًا، ولكن مع الأخذ فى الإعتبار لظروف فيروس كورونا، هل واجهتم العديد من عمليات إلغاء الطلبات خلال العام الماضي؟

حتى الآن ما زلنا في نقاش مع عملائنا الذين لديهم خطط للاستثمار، والتى تم إستعراضها من خلال معرض  دروبا 2020. ونحن نعتقد أنه سيتم الانتهاء من العديد من هذه الخطط الاستثمارية قبل نهاية هذا العام.

لقد قررتم عدم المشاركة  فى معرض دروبا والمعارض الدولية الكبرى الأخرى، وعلمنا أنكم سوفتقزموا بالتركز على الأحداث الرقمية والمحلية، وكما تعلم أنه في العام المقبل سوف يقام معرض الخليج للتغليف والطباعة في مدينة دبي، والذى ينطبق عليه بشكل وصف الحدث المحلي، فهل ستشارك فى هذا المعرض؟

لا تخطط هيدلبرج الشرق الأوسط للمشاركة في معرض الخليج للتغليف والطباعة الذى سيقام فى العام المقبل.

هل تعتبر هيدلبرج منطقة الشرق الأوسط، منطقة نمو؟

نعم، بالطبع تعتبرهيدلبرج منطقة الشرق الأوسط، منطقة نمو خاصة في مجال التعبئة والتغليف والملصقات والطباعة المتخصصة.

ما هي إستراتيجية هيدلبرج الرقمية بعد برايم فاير؟

تعد الطباعة الرقمية جزءًا واحدًا فقط من عملية الرقمنة في صناعتنا. وتوفر حلولنا البرمجية أكبر قدر من الوسائل اللازمة لرقمنة عملية الطباعة. وهذا يمكن تنفيذه فقط من خلال البرامج المناسبة التى نقدمها لعلائنا، لذلك سوف تركز استثماراتنا المستقبلية على الرقمنة الشاملة وتقديم حل يتمثل فى نظام متكامل للآلات والبرامج والاستشارات والخدمات. حيث أن هدفنا هو أن نكون شريكا لعملائنا وكذلك مساعدتهم على إدارة الصعوبات الناتجة عن الإنتاج بكميات محدودة، وكذلك زيادة ربحيتهم.

وللقيام بذلك، تنظر هيدلبرج إلى عملية الإنتاج ككل، ولكنها تركز على أعمالها الأساسية، وهي طباعة الأوفست بنظام التغذية الورقية، وذلك باستخدام كل من تقنية الأوفست والتقنية الرقمية.و لقد قمنا بالفعل بدمج فيرسا فاير بشكل ناجح فى متجر الطباعة الذكي الخاص بنا.

هل ما زلت تعتقد أن الطباعة الرقمية توفر فرصة نمو لهيدلبرج؟

لا يعني توقف مشروع برايم فاير 106، أن هيدلبرج تتخلى عن الطباعة الرقمية ولا عن الرقمنة. ولكننا ما زلنا في مجال الطباعة الرقمية وسنعزز عمليات التحول الرقمي لدينا. حيث أنه اليوم تمتلك هيدلبرج الخبرة الاكثر إتساعا فى مجال الطابعات النافثة للحبر بين الشركات المصنعة الأوروبية، وهى أحد الأصول التي نريد استغلالها في حلولنا الرقمية الحالية. وسوف نستثمر فى مجال الطباعة الرقمية من خلال علاقتنا مع الشركة المصنعة للمعدات الأصلية “ريكو”، كما اننا سنعمل على تعزيز عائلة ماكينات فيرسا فاير.

 هل نموذج الإشتراك الخاص بهيدلبرج سينجح فى خدمة الشركات الكبيرة فقط أم يمكن لدور الطباعة الصغيرة والمتوسطة أن تستفيد منه؟

أود أن أخبرك أننا في طريقنا لأن نصبح شركة رقمية قائمة على البرمجيات، وتؤكد الأزمة التى نعيشها اليوم على ضرورة إحراز التقدم فى أسرع وقت ممكن. كما أن أعمالنا التعاقدية هي حجر الزاوية لنجاحنا في المستقبل، ونحن نعلم جيدا أن عملائنا لديهم إحتياجات مختلفة ونحن نعمل على تلبية كافة المتطلبات الإنتاجية.

وبالنسبة للعقود الخاصة  بدورالطباعة فهى تتوافر لدينا فى شكل عقود دورة الحياة أو عقود الإشتراك، ويمكن للعملاء الاختيار من بين أربع باقات مع نطاقات مختلفة من الخدمات وطرق الدفع. وهي تتراوح من عقد “دورة الحياة الذكى” إلى عقد “الإشتراك الإضافى” الذى يغطي الاستشارات والتدريب والخدمة والمواد الاستهلاكية وبرمجيات نظام التشغيل ” برين إيكت” وحلول المعدات. وبشكل عام، تهدف جميع الحزم الأربعة إلى زيادة كفاءة كافة المعدات التى يتمتع بها بالعملاء، والتي تمثل القيمة المضافة الفعلية عند مقارنتها بشراء المكونات الفردية.

قامت هيدلبرج بالتوقف عن إنتاج الطابعات المدعمة بنظام الطباعة ذات التنسيق كبير الحجم، وكانت هذة الخطوة غير متوقعة إلى حدا ما لأن طباعة الأوفست كانت دائمًا هى موضع القوة والإهتمام بالنسبة لهيدلبرج، فماذا حدث لكى تقوم الشركة بهذة الخطوة؟

الوضع مع سبيد ماستر إكس إل 145 ومع سبيد ماستر إكس إل 165 يشبة الوضع مع برايم فاير 106، لقد تم تصميم الطابعات ذات التنسيقات الكبيرة جدًا للتوافق مع أكثر الأنظمة حداثة والأنظمة الأعلى أداءا في السوق، وهي مصممة ليس فقط للتنسيقات 6 و 7 ، ولكن أيضًا للتنسيق 8. لذلك كان ينبغي تغطية العديد من الأشكال من خلال نظام واحد. ومع ذلك، فقد تطورت الأسواق بشكل متزايد نحو التنسيق 6 في، وذلك فى السنوات الأخيرة، مما يعني أنه لا يوجد عمل مربح ممكن مع النظام المتعدد بناءا على الأسعار التى وضعناهاه في هذا القطاع من السوق.

كان للإعلان عن إنخفاض مبيعات برايم فاير وطابعات الأوفست ذات التنسيق الكبير جدًا من ناحية الحجم، تأثير ضار على صناعة الطباعة في كل مكان بما في ذلك الشرق الأوسط. بالإضافة إلى أن تقليص حصتهم فى السوق أدى إلى خلق المزيد من عدم اليقين. فهل هذا يعني أن هيدلبرج لم تعد مهتمة بأن تكون من أكبر مصنعي الطابعات في العالم؟

أؤكد لك على أن هيدلبرج ستظل رائدة الصناعة والابتكار. ونحن نركز دائما على الأشياء التي تمنح عملائنا ما يحتاجون إليه وفى نفس الوقت الأشياء تولد قيمة مضافة كبيرة لنا، وهذا هو عملنا الاساسى القائم على أساس الربحية. فنحن دائما نضع لشركتنا وتيرة سريعة بشكل حازم، وإذا واصلنا ذلك، فإن علامتنا التجارية القوية، وأعمالنا الأساسية المربحة، وقوتنا المبتكرة، وتمركزنا في أسواق النمو سيضمن لنا مستقبلًا مشرقًا على المدى الطويل. كما أصبح عملاؤنا على دراية بالقيمة المضافة للحلول الرقمية الخاصة  بعملية الطباعة، وذلك لأن الطباعة فى الوقت الحالى يجب أن تكون مدعمة بكافة التقنيات الذكية. وهنا يأتي دور هيدلبرج، فقد قامت برقمنة الطباعة من خلال متجر الطباعة الذكي الخاص بنا وهذا يجعل متجر الطباعة الذكي يمثل العمود الفقري لحلولنا الرقمية. وفي المستقبل، سوف نستمر بشكل منهجي في رقمنة العمليات مع التركيز الشديد على الأداء الأمثل بغض النظر عمن يقوم بتشغيل المعدات.

لقد ذكرت فى أحد المقابلات التى اجريت معك بشكل سابق، أن سوق الطباعة العالمي لديه حجم ثابت نسبيًا يبلغ 400 مليار يورو، فكيف إرتفع حجم السوق إلى هذا الرقم؟

لا يزال سوق منتجات معدات الطباعة مستقرًا مع حجم عالمي يزيد عن 400 مليار يورو سنويًا. ويستمر حجم الطباعة الإجمالي في النمو في الأسواق الناشئة، وعلى الجانب الآخر،  يتعرض مقدمو خدمات الطباعة في الدول الصناعية لبيئة سوق ديناميكية للغاية وسريعة التغيير. حيث يؤدى الإستخدام المتزايد للإنترنت، وإعتماد المستخدمين على المواقع الألكترونية للمجلات والصحف، والإستغناء عن الإصدارات المطبوعة، وتأثيرات التغيير الديموغرافي على سلوك الشراء ووسائل القراءة من قبل الأفراد  إلى انخفاض إيرادات المبيعات. ومن ناحية أخرى، يزيد إضفاء الطابع الفردى من قيمة منتجات الطباعة الفردية. ومن الجدير بالذكر، أن حجم صناعة التعبئة والتغليف وطباعة الملصقات فى تزايد مستمر وخاصة فى أعقاب ازمة كورونا، حيث ذاد الطلب على جميع السلع الغذائية، وبشكل عام فإن هذا التوان بين الأسواق يعتمد على الظروف العالمية.

ما هى الآلية التى يؤثر بها إنترنت الأشياء والصناعة 4.0 على صناعة الطباعة ونهج هيدلبرج في صناعة الطباعة؟

فى عام 2000، طورت شركة هيدلبرج بإعتبارهاه شركة رائدة بين مصنعي الطابعات، البرنامج الأساسى برينت أكت سمارت الموجود بمتجر الطباعة الذكى، لتحويل الآلات الوظيفية المحدودة نسبيًا إلى آلات ذكية.

منذ عام 2008، قمنا بتوصيل أجهزتنا الذكية بالشبكات وذلك من أجل التحسين المستمر لعمليات الطباعة والخدمة بمساعدة الإنتاج والحالة الخاصة بالبيانات. وتحقيقا لهذه الغاية، يتم دمج العملاء الموجودين فى سحابة هيدلبرج بكنز البيانات الفريد. حيث أن كنز البيانات هو الشرط الأساسي لنجاح نموذج الاشتراك الجديد الخاص بنا. كما يعتمد متجر الطباعة الذكى أيضًا على الشبكات والتقييم الذكى للبيانات ويتضمن ذلك المساعد المقدم من هيدلبرج الذي يستخدمه العملاء لمراقبة وجدولة الإنتاج والمواد الخاصة بهم تلقائيًا. وقد بدأنا عملية الإنتاج من ماكينة سبيد ماستر الأكثر ذكاءً والأكثر آليةً بتنسيق 70 × 100، وذلك خلال شهر أبريل من هذا العام، حيث يمثل ذلك الجيل الجديد من الماكينة الخاص بعام 2020. وبذلك يتم تعزيز حصصنا في السوق بنسبة تصل إلى 70 بالمائة في الأسواق الصناعية.

وبعد النجاح الساحق لمفهوم ” الدفع من أجل التوقف ” الذى تم إطلاقة فى دروبا 2016، فقد استثمرنا في تطوير فكرة متجر الطباعة الذكى وفي الارتقاء بهذا المفهوم إلى مستوى جديد. وعلى الرغم من تطوير البرمجيات التى تلعب دورًا رئيسيًا في هذا السياق فإن هيدلبرج قد أستثمرت بشكل كبير في تكنولوجيا الطباعة، وسد فجوات الأتمتة، وزيادة تحسين العمليات الفرعية ، وتطوير تطبيقات جديدة. ومن خلال ماكيناتنا الرائدة سبيد ماستر إكس إل 106 فقد قمنا بتعريف مصطلح فئة الأداء القصوى في الصناعة من خلال الجيل الجديد من ماكينة سبيد ماستر، كما أننا نوفر لعملائنا ظروفًا رائعة لاستغلال إمكانات طباعة الأوفست الرقمية الحديثة بشكل كامل.

كانت إحدى مبادرات هيدلبرج العظيمة هى تقديم البيانات التي تم جمعها من خلال الآلاف من آلات هيدلبرج التى تعمل في جميع أنحاء العالم، أو ما يسمى ب ” خرائط التمثيل الحرارى “. ومن المتعارف عليه أن هذه المبادرة تتمتع بالكثير من الإمكانات المستقبلية، ولكن ما مدى موثوقية هذة البيانات وهل تعتقد أن لديها القدرة على أن تصبح مبادرة عالمية من خلال دعوة الشركات المصنعة الأخرى للانضمام إلى هيدلبرج، ومشاركة بياناتهم؟  

من خلال تقرير الظروف العامة لصناعة الوسائط المطبوعة، فقد أصبح لدينا التحكم فى كل ما يجرى بخصوص الأعمال التجارية التى تخص عملائنا، وقد تم تطوير الآليات الأسبوعية  في صناعة الطباعة لدعم دور الطباعة  أثناء جائحة كورونا. حيث أنه من المهم لجميع المشاركين في صناعة الطباعة فهم قطاعات السوق والبلدان الأكثر تضررًا خلال الأزمة الحالية. وأساس هذه القيمة المضافة هو التجميع الشامل للبيانات الخاصة بسحابتنا من جميع معدات الطباعة التي تم تسليمها حديثًا وتكون متصلة بالنظام الخاص بنا.

وتقوم هيدلبرج فى الوقت الحالى بتحليل البيانات من حوالي 5000 طابعة متصلة في جميع أنحاء العالم لإنتاج التقرير الخاص بظروف صناعة الوسائط المطبوعة وإخبار عملاء هذة الصناعة  بالتطورات الهامة في السوق حتى يتمكنوا من الاستجابة بشكل أفضل للأزمة الحالية.

كما أننا ننشر هذه المعلومات دون القيود المفروضة على إمكانية الوصول، وذلك  من أجل أن نكون قدوة للصناعة، ويسعدنا تبادل المعلومات مع الإتحادات الخاصة بصناعة الطباعة وكذلك الشركاء في جميع أنحاء العالم، تحت شعار “معا نتغلب على هذه الأزمة “.

ويمكن الإطلاع على كافة التفاصيل من خلال الرجوع إلى الموقع الألكترونى التالى:

https://www.heidelberg.com/global/en/products/pmi_climate.jsp

 الآن بعد أن  تم بيع هيدلبرج جالوس إلى بنباك السويسرية، فإن دور الطباعة  تتسآل عن كيفية تقديم الخدمات والدعم لها ومن الذى سيكون مسئول عن تقديمها. حيث ان مؤسسة بنباك لاتمتلك شبكة مبيعات ودعم واسعة فى الشرق الأوسط  مثل هيدلبرج، ولذلك نود أن نستفسر منك عن الوقت اللازم لإنتقال المسؤوليات من هيدلبرج إلى بنباك، وذلك فيما يتعلق بشركة هيدلبرج جالوس؟

خلال العقدين الماضيين، كانت هيدلبرج الشرق الأوسط شريك فى المبيعات والخدمات لشركة جالوس، وذلك على مستوى الشرق الاوسط. كما أنها تمتلك الخبرات الصناعية المحلية من حيث الاستشارات وقطع الغيار والمواد الاستهلاكية والخدمات الهندسية. ويتمتع كلا من هيدلبرج وجالوس بحصة سوقية واسعة وقاعدة ثابتة في المنطقة. ولذلك ستواصل هيدلبرج العمل مع جالوس لخدمة عملائها والحفاظ على قاعدتها الثابتة فى المنطقة.

Exit mobile version