يواصل معرض «أجيال» المقام حاليًا في جاليري «إيوان القصار»، فعالياته بمشاركة نخبة من الفنانين المواطنين والمقيمين، وقد أشار عدد من المشاركين إلى التنوع والثراء الكبير داخل المعرض، الأمر الذي يُبين حرص القائمين عليه لتقديم مُتعة بصرية لزوار «أجيال»، ويؤكد على قدرات وإنتاجات الفنانين المحليين والمُستوى النوعي في رسائل أعمالهم التي تدور في حوار مُتناغم ومُعاصر مع التشبث بالأصالة وعراقة التقاليد العربية، ما يُعطي ثراءً وقيمة فنية لمُحبي الفن التشكيلي في قطر. ويأتي المعرض تزامنًا مع افتتاح «إيوان القصار» أبوابه أمام الزائرين، وذلك بهدف المُشاركة في التنمية الفكرية التي تقودها متاحف قطر والنهوض بالمستوى والذوق الفني في المجتمع، إلى جانب الارتقاء بالذائقة البصرية والاحتفاء بالتجارب الإبداعية في قطر والمنطقة والعالم.
وأشاد الفنان يوسف أحمد بالتنوع الفني الكبير داخل المعرض، الأمر الذي يُبين حرص القائمين عليه لتقديم مُتعة بصرية لزوار «أجيال»، خاصةً أن هذه الأعمال نتاج إبداعات عدة أجيال مُتعاقبة، ما يُعطي ثراءً وقيمة فنية أقوى لمُحبي الفن التشكيلي في قطر. وعن مُشاركته أشار إلى أنه يُقدم 3 أعمال حديثة أبدعها على ورق النخيل المحلي، مطبوعًا عليها بالحروف العربية، مُشيرًا إلى أنه قام بإدخال اللون الأزرق السماوي الصريح إلى أعماله المُشاركة، والذي يرمز إلى البحر، إلى جانب اللون الأصفر الذي يرمز إلى البر، ولكن بطريقة تكوين لوني بسيط وناعم لأن الطرح في هذا المعرض لا يحتمل الخشونة، لذا حرص على أن يحتوي عمله هدوء وبساطة البيئة المُحيطة به. وفي سياق آخر أكد يوسف أحمد على أن الساحة المحلية تشهد حراكًا مُميزًا خلال السنوات الأخيرة، لا سيما جيل الشباب الذي يُقدّم إضافات مُهمة لمسيرة الفن في قطر. مُضيفًا: من يريد إثبات وجوده واستحقاق مكانه كفنان، لابد له من إظهار رسالته من خلال فنه، مهما اختلف عمله عن الفن التقليدي بخاماته وأدواته وتقنياته، فإن وجد الهدف ووصلت الرسالة وجد الفنان وظهر اسمه إلى جانب أبرز الفنانين المُتواجدين حاليًا.
من جانبه يُشارك الفنان أحمد نوح بعمل فني واحد مُتعدّد الخامات بحجم 150 x 150سم، والذي أنجزه ضمن مجموعة فنية أطلق عليها اسم «سرور»، ويأتي هذا العمل بعد معرضه الشخصي المقام في المؤسسة العامة للحي الثقافي ويحمل عنوان «عتبات الحلم»، ويميل نوح في أعماله إلى التجريب في الخامات، ويتبع الأسلوب التجريدي في إيصال رؤيته الفنية. وفي السياق ذاته أكد نوح على أن المعرض يؤكد على قدرات الفنان القطري، وعلى التطور الكبير الذي تشهده الساحة المحلية خلال العقود الأخيرة. وعن جديده صرّح بأنه يستعد لإقامة معرض شخصي يتناول قضية «إهمال القراءة»، مُعربًا عن أمله في إقامة المعرض بداية العام المقبل.
بدورها تقدم الفنانة وضحى السليطي، خلال المعرض، عملين فنيين يُعدان، جزءًا من مشروع فني ما زالت تعمل عليه حاليًا لتنتج مجموعة فنية مُتكاملة حول الزخارف التراثية المُتواجدة في أزياء المرأة التقليدية القطرية، وتعمل على استخلاص الزخارف ودمجها مع الألوان الصريحة مثل الأصفر والزهري، والتي اعتادت الأمهات قديمًا على ارتدائها خصوصًا في فصل الصيف، وترى أن مجرد دمج هذه الزخارف مع هذه الألوان المُميزة يخلق في أذهاننا وجود المرأة في العمل الفني.