أعلنت دار نشر جامعة «أكسفورد» إغلاق مطبعتها هذا الصيف بعد تاريخ حافل من طباعة الكتب امتد لعدة قرون؛ وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية المترتبة على «وباء كوفيد ــ 19» الذى عصف بصناعة النشر.
وكانت جامعة «أكسفورد» حصلت على ترخيص طباعة الكتب لأول مرة عام 1586، بموجب مرسوم صادر عن «غرفة النجوم»، وهى عبارة عن محكمة إنجليزية سرية كانت موجودة فى القصر الملكى فى «وستمنستر» من أواخر القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن السابع عشر بغرض تكملة الأنشطة القضائية للقانون العام ومحاكم الإنصاف فى القضايا المدنية والمسائل الجنائية.
وقد أعلنت مطبعة جامعة «أوكسفورد» الحديثة التى تحمل اسم Oxuniprint أنها ستغلق أبوابها بحلول الـ 27 من شهر أغسطس المقبل، وقالت إن ذلك يأتى فى أعقاب الانخفاض المستمر فى المبيعات والذى تفاقم بسبب العوامل المتعلقة بالوباء المستجد.
وسيكون إغلاق Oxuniprint بمثابة الفصل الأخير لقرون من الطباعة فى «أكسفورد»؛ حيث طُبع الكتاب الأول عام 1478، بعد عامين من إنشاء شركة «كاكستون» لأول مطبعة فى إنجلترا.
جدير بالذكر أنه لم تكن هناك مطبعة جامعية رسمية فى المدينة خلال القرن التالى، ولكن تم الاعتراف بحق الجامعة فى طباعة الكتب فى مرسوم صدر عام 1586، وتم تعزيزه لاحقًا فى الميثاق العظيم الذى حصل عليه رئيس الأساقفة «لاود» من الملك تشارلز الأول، مما منحها حق طباعة الكتب الشامل.
وصدرت عن مطبعة جامعة «أكسفورد» مطبوعات كثيرة فى مختلف المواضيع؛ من الكتاب المقدس وحتى المؤلفات العلمية، كما أنها تقوم بتوفير الكتب المطبوعة للمؤسسات العلمية الرصينة مثل: جامعة «أكسفورد» و«هيئة الخدمات الصحية الوطنية» فى بريطانيا، بالإضافة إلى مواد تكميلية للمطبعة نفسها.
وقال، رئيس فرع الاتحاد الخاص بمطبعة جامعة «أكسفورد»، جود روبرتس: «إن مطبعة جامعة أوكسفورد هى أحدث فرع لقسم الطباعة بالجامعة والذى كان موجودًا منذ قرون»، وأضاف: «لطالما كانت مطبوعات جامعة أكسفورد تتسم بالأهمية، وتتألق بين بالكتب الأخرى كقطع أثرية ثقافية، كما أن اسمها وحده يدل على الجودة والثقة التى لا تتمتع بها كل دور النشر الموجودة فى السوق».
وقد أدان الاتحاد إغلاق Oxuniprint، وألقى باللوم على زيادة تعهيد أعمال المطبعة فى الخارج وفشلها فى تبنى خطة الإجازة الحكومية، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وقال المسئول الإقليمى فى الاتحاد، كيفن ويفين: «هذا هو الفصل الأخير فى تاريخ الطباعة المتميز فى جامعة أكسفورد، لكننا نشعر أنه كان من الممكن أن تكون هناك نتيجة مختلفة إذا لم يكن رؤساء جامعة أكسفورد مصممين على متابعة جدول أعمال التعهيد الخاص بهم عن طريق استئجار كفاءات وأفراد ووسائل وخدمات من مؤسسات أو شركات أجنبية، وتابع: «لا يوجد الكثير من الولاء مع الأسف لتراث الطباعة الذى يعود إلى قرون من الزمان، وأولئك الذين أفنوا حياتهم من أجلها».
وذكر «روبرتس» أن الموظفين الذين تم تسريحهم حتى الآن بلغ عددهم 20 موظفا، وهم يخضعون الآن للاستشارات الفردية حول أسباب تسريحهم، وأوضح أن بعض الصحف قد عرضت عليهم بالفعل وظائف بديلة فى مجال الصحافة، ولكن الحقيقة هى أن العمل الذى كان يقوم به هؤلاء الأشخاص كان متخصصا للغاية حتى إنهم لا يستطيعون فى المطبعة الآن إدارة العمل بدونهم.
وقال متحدث باسم دار نشر جامعة «أوكسفورد»: «يأتى هذا القرار عقب مراجعة بيانات حديثة لمبيعاتنا هذا العام»، وأردف: «لم يكن هذا قرارًا سهلا بالنسبة لنا، لكننا نشكر فريق العمل على دعمه وتفانيه فى العمل لصالح جامعة أكسفورد وعملائها على مر السنين».