لقد أصبح الذكاء الاصطناعي موضوعا حيوياً وبارزاً على صعيد كافة الأخبار الحالية، فقد توقع العديد من الخبراء أن تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سوف تتولى الكثير من الوظائف المختلفة، وسوف تخوض الحروب، بل وأنها سوف تقوم بقيادة السيارات. ومع ذلك، فإنه من المهم أن نضع هذا الضجيج جانبأ، وأن ننظر إلي كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الطباعة في المستقبل.
يعد الذكاء الاصطناعي برنامجاً شديد التعقيد، وبالرغم من أنه يمكنه “التعلم” و “التفكير” و “الفهم”، فإنه ليس حياً ولا واعياً. بالإضافة إلى أنه من الصعب إمكانية قياس بعض المعايير مثل التفكير والإحساس، وبالرغم من أن برنامج ChatGPT قادر على اختبار تورينج ، فإن تقنيات االذكاء الإصطناعي لا تزال غير قادرة على التفكير بالمفهوم الإنساني.
من أهم فوائد الذكاء الاصطناعي وأكثرها رعباً هو إمكانية تجاوز الذكاء الاصطناعي للإداء البشري. حيث أنه يمكنه إجراء التحليلات التي لا يستطيع البشر أو أجهزة الكمبيوتر التقليدية القيام بها، خاصة للتطبيقات ذات المتغيرات ومجموعات البيانات الكبيرة. ولا شك أن الذكاء الاصطناعي مسؤول عن العديد من الإنجازات الحديثة في مجال الطب والعلوم.
تتمثل أخطر جوانب تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنه بإمكانه أن ينمو، ويتكيف بما يتجاوز قواعد برمجته الأساسية. حيث “تتطور” أنظمة الذكاء الاصطناعي بما يتجاوز البرمجة الأصلية بلها طرق لا يفهمها مطوروها لأنها تستلزم الكثير من البيانات والحسابات، وفى المستقبل يمكن أن يؤدي ذلك إلى خروج أنظمة الذكاء الاصطناعي عن السيطرة وإحداث خراب غير محسوب.
في إطار صناعة الطباعة التى تعتبر أحد الصناعات الهامة التكميلية، من المهم جداُ أن نراعي الاختلافات والفوائد والقيود المفروضة على البرمجة القائمة على القواعد والذكاء الاصطناعي وذلك لتحديد النهج المناسب للأعمال الموجهة بدقة. ومن الجدير بالذكر، أن البرمجة المبنية على القواعد تكون دقيقة وتعطي النتيجة المطلوبة المتعلقة بشروط الإدخال، وذلك يجعلها مثالية للحسابات المالية والعديد من التنسيقات الخاصة بمرحلة ما قبل الطباعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون برمجة الذكاء الاصطناعي مفيدة لمهام معينة مثل أتمتة العمليات الخاصة بمرحلة ما قبل الطباعة، والتنبؤ بنتائج عمليات الطباعة ، وتحسين جداول إنتاج الطباعة.
يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في أتمتة عملية الطباعة، وتقليل الحاجة إلى العمل اليدوي وتحسين الكفاءة. على سبيل المثال لا الحصر، يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة فحوصات الاختبار المبدئي، وتحديد مشكلات الطباعة المحتملة، وإجراء التعديلات المطلوبة على مهام الطباعة بشكل فوري. كما يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بكيفية تأثير عمليات الطباعة على الركائز المختلفة، مما يساعد الطابعات على اختيار المواد والعمليات المناسبة لتحسين جودة الطباعة وتقليل الفاقد.
بشكل عام، على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي ليس واعيًا، إلا أنه يمكن أن يكون أداة قيمة ومفيدة لصناعة الطباعة. ومن المهم فهم فوائده وقيوده لتحديد النهج المناسب للمهام المختلفة. ومع استمرار تطور التكنولوجيا من المحتمل أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا متزايد الأهمية في صناعة الطباعة، مما يساعد على تحسين الكفاءة وتقليل الفاقد وتحسين جودة الطباعة.