لماذا لم تدفعنا أزمة كورونا إلى  تخفيض حجم أعمالنا

تحدث إلينا جاكوب كينيث، من مطبعة الجزيرة التى تقع فى مدينة الدوحة، عن النجاة من الوباء

من منا لا يعرف دار طباعة الجزيرة الحاصلة على العديد من الجوائز، والتى تقع في الدوحة، والتى تعتبر شركة رائدة ومزودة لخدمات الطباعة عالية الجودة، بالإضافة إلى أنها تعتبر متجر شامل بالنسبة للمشترين المهتمين بشراء الطابعات ومستلزمات الطباعة. كما أن الشركة تقوم بإنتاج مجموعة كبيرة من المنتجات تشتمل على  الكتيبات، والمنشورات، والمجلات، والنشرات الإخبارية، والتقارير السنوية، والكتب المدرسية، والكتالوجات، والملفات، والمجلدات، والنشرات الإعلانية، والملصقات، والملاحظات اللاصقة، والمذكرات، والتقويمات المكتبية، وصناديق التعبئة، وحقائب التسوق،  والهدايا، واللافتات الإعلانية، وأكثر من ذلك بكثير.

 كما أن جاكوب كينيث هو مدير الشركة منذ سنوات عديدة، وهو خبير في صناعة الطباعة، ومن أجل معرفة كيفية تعامل دار طباعة تجارية ناجحة مع أزمة فيروس كورونا مثل مطبعة الجزيرة ، فقد طرحنا عليه بعض الأسئلة، وقدم لنا صورة كاملة إلى حد ما، عن كيفية مواجهة مطبعة الجزيرة للتحديات التى نتنجت عن وباء كورونا المستجد، وذلك دون الحاجة إلى اللجوء إلى تدابير جذرية مثل تقليص حجم النشاط التجارى الخاص بهم. ونستعرض لكم هذة الأسئلة فيما يلى:

ما هى الإجراءات التى حرصتم على إتخاذها لحماية الموظفين من فيروس كورونا، فى ظل ضرورة الإستمرار في إدارة الأنشطة اليومية؟

فى الفترة الحالية، نحرص على  تنفيذ سلسلة من الإجراءات لتجاوز هذة الأزمة، وهى كما يلى:

عندما تم الإعلان عن إغلاق المنطقة الصناعية بتاريخ 17 مارس، فقد حرصنا على تقديم أقنعة الوجة الطبية والمطهرات فى أسرع وقت ممكن، وذلك فى اليوم التالى بتاريخ 18 مارس. كما اننا قد سمحنا للموظفين الغير مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالعملية الإنتاجية بالبقاء خارج المنطقة الصناعية والعمل من الشركة التابعة لنا في الدوحة، وسمحنا لفريق التسويق الخاص بشركتنا بإمكانية بالعمل من المنزل.

وقد تم تسريح ما يقرب من 30٪ من الموظفين مؤقتًا لمدة أسبوع واحد كل خلال شهري أبريل ومايو لمساعدة طاقم الصيانة على مراقبة معايير التباعد الاجتماعي أثناء العمل.

بحلول منتصف شهر يونيو ، أصيب أحد موظفينا بالحمى، ومن ثم تم عزله في مكان إقامة خاص بنا في غرفة منفصلة.

في 17 يونيو تم تعقيم الشركة بالكامل بواسطة الضباب الحرارى.

في 20 يونيو تم نقل المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة إلى الإقامة فى سكن خارجي.

بداية من 21 يونيو عملنا على تقديم قهوة الزنجبيل الساخنة الجافة وعصير الليمون الساخن للموظفين، وذلك لتحسين جهاز المناعة لديهم.

فى تاريخ 25 / 6 / 2020، تم إجراء مسحات لجميع الموظفين المقيمين في سكن الشركة، وتم إكتشاف حالتين مصابين بفيروس كورونا المستجد، على الرغم من عدم وجود أعراض تظهر عليهم. ومن ثم فقد تم إرسالهم إلى مراكز الحجر الصحي الحكومية، وبعد 14 يومًا تعافوا واستأنفوا عملهم بشكل طبيعى.

كيف أثرت تداعيات أزمة كورونا على عملكم؟

عندما دخلت شركتنا القائمة في شارع رقم 1 إلى 33 من المنطقة الصناعية القديمة في مدينة الدوحة في حالة الإغلاق من تاريخ 17 مارس إلى 16 يونيو 2020، لم يُسمح بالدخول أو الخروج من وإلى منطقة الإغلاق. ولكن معظم موظفي الإنتاج كانوا مقيمين في سكن الشركة داخل المباني الخاصة بنا، وبالتالي تمكنا من إدارة الإنتاج ولكن بمستوى منخفض بسبب وجود الكثير من المهام والطلبات المتراكمة والمعلقة. وبالتالى فإن عائداتنا انخفضت بشكل كبير خلال فترة الإغلاق الكاملة التي استمرت 3 أشهر.

 هل قمتم خلال الفترة الأخيرة، بالإستثمار فى معدات إنتاجية جديدة؟

لا، لم نقم بذلك

هل تعتقد أن جائحة كورونا التى يبدو أنها سوف تستمر معنا لبعض الوقت سوف تغير المشهد الإعلامي فى بلدكم؟

بالطبع أعتقد ذلك، فمن المحتمل أن تؤثر سلبًا على المشهد الإعلامى لمدة عام واحد، وذلك على أقل تقدير.

فى أى مجال من مجالات الطباعة تعمل شركتكم؟

نحن نعمل في جميع أنواع الطباعة التجارية، ونعمل أيضا بشكل جزئى في مجال طباعة التعبئة والتغليف. كما أننا نقوم بأى شئ يندرج تحت مجال صناعة الطباعة، وذلك على حسب احتياجات العميل.

هل قمتم بتخفيض نسبة العمالة الموجودة لديكم بسبب تداعيات جائحة كورونا؟

لم نقم بتخفيض حجم العمالة لدينا، ولكن ما يقرب من 10٪ من الموظفين كانوا في فترة إجازة، وذلك بسبب توقف رحلات السفر الداخلية من شهر مارس إلى يوليو 2020 ، وبالتالى لم يكونوا ضمن نطاق الخدمة. كما ان الإدارة لم تلجأ إلى إنهاء عقود الموظفين كما فعلت العديد من الشركات الأخرى بما في ذلك الشركات التجارية. حيث قامت الإدارة بحماية الموظفين، وتقدير ظروف كافة العاملين بها أثناء هذة المحنة.

ما هي خطتك للإستثمار فى المستقبل؟ وما هو مجال الطباعة الذي تعتقد أنه يحتوي على فرص وإمكانات أكبر للاستثمار؟

يجري العمل حاليا على بناء مباني خاصة بالشركة أكثر اتساعًا. ويبدو أن صناعة التغليف والتعبئة الملائمة للبيئة ستكون فى دائرة الضوء فى الفترة المقبلة، حيث يتعين على الشرق الأوسط تطوير منتجاته الخاصة وكذلك تطوير الإنتاج الصناعي القائم فى في سياق الاقتصادات المتناقصة القائمة على النفط. كما يمكن أيضًا لوحدات الطباعة الرقمية الصغيرة أن تستمر فى هذا المجال، وكذلك المطابع التجارية الخاصة بالتسويق الإستباقى للخدمات الترفيهية. ولكن على الجانب الآخر، تعتبر صناعة الطباعة واحدة من الصناعات المتناقصة في العالم، وبالتالي لا ينصح بالدخول فى إستثمارات كبيرة فيها.

من عواقب أزمة كورونا الإتجاة إلى العمل من المنزل والعمل عن بعد، وهذا يعني مزيدًا من الأتمتة وتواجد أقل للعاملين فى دور الطباعة. فهل تخطط للاعتماد بشكل أكبر على الأتمتة والإعتماد بدرجة أقل على العمل اليدوي؟

من غير المحتمل أن يستمر العمل من المنزل لفترات طويلة، حيث أن خطورة إنتشار الوباء تقل مع الوقت. وقد قُدر عدد سكان العالم بنحو 7,800,000,000 شخصا وذلك خلال شهر مارس 2020. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية تم تقدير إجمالي عدد الوفيات على مستوى العالم بنحو 58.394.000 . ومن ثم فإن معدل الوفيات لعام 2019 يمكن تقديره بنحو 0.75٪. ووفقا للمقاييس العالمية، فإن إجمالي عدد الوفيات خلال ال 6 أشهر الماضية بسبب وباء كوفيد-19 قد بلغ 803,201، وذلك وفقا للإحصائية التى تم إجراؤها مؤخرا فى 22 أغسطس 2020. وبالتالى فإن معدل الوفيات السنوى بسبب كوفيد-19 هو 0.01 ٪ فقط ، (والغالبية العظمى منهم من كبار السن، والأشخاص المصابين بأمراض خطيرة أخرى أو الشباب المصابين بأمراض ولكن لم يتم إكتشافها). وهذا يعني أن نسبة 0.74٪ من حالات الوفيات تعود لأسباب أخرى غير سبب الإصابة بوباء كورونا. ومن الجدير بالذكر أن حالة الخوف والذعر تتلاشى مع الوقت. وتعمل جميع البلدان فى الفترة الحالية على رفع عمليات الإغلاق الكاملة حيث أن الإغلاق لا يعتبر حلاً نهائيًا للوقاية من فيروس كورونا.

وفي بيئة اليوم التنافسية ، لا يُنصح بالاستثمار الضخم في الأتمتة، وذلك لإن صناعة الطباعة ما زالت مفتوحة لأي شخص يرغب في الدخول فيها ودون أي قيود. ونود أن أذكر أيضا، أن التكنولوجيا تخضع لتغييرات سريعة جدًا. وعلى أيه حال، فإن الأتمتة التى تكون منخفضة التكلفة وإستخدام التقنيات المبتكرة هي هو ما نحتاج إلية فى عالمنا اليوم.

 

 

Exit mobile version