تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اليوم أعمال معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين، صباح أمس الاثنين، والذي يُنظّمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” حتى 29 مايو الجاري بمشاركة أكثر من ألف عارض من 80 دولة.
حضر الافتتاح، وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، ووزيرة الثقافة والشباب نورة بنت محمد الكعبي، ووزير التربية والتعليم الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، ووزيرة دولة للتعليم المبكر سارة بنت عوض عيسى مسلم، ورئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي محمد خليفة المبارك، ووكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي سعود الحوسني، ورئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم، والمدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب سعيد حمدان الطنيجي، ونخبة من المثقفين ومحبي الكتاب والأدب.
وتفقد سموّه، أثناء جولته في المعرض، عدداً من الأجنحة ودور النشر المحلية والعربية والعالمية المشاركة بالمعرض، وأبرزها معرض جناح جمهورية ألمانيا الاتحادية، التي تحل ضيف شرف على المعرض للمرة الثانية على التوالي.
واطلع سموّه على أهم الأعمال الأدبية والمعرفية والثقافية والفكرية التي تسهم في الارتقاء بقطاع النشر والأدب وإثراء الساحة الثقافية العالمية.
وتم تخصيص جزء كبير من البرنامج المصاحب للمعرض لتسليط الضوء على الأعمال الأدبية والفكرية الألمانية، من خلال مجموعة مهمة من الجلسات الحوارية التي يشارك بها أبرز الأدباء والمثقفين والمفكرين الألمان، للتعريف بالثقافة الألمانية وروادها، كما تعرض أهم الإصدارات الأدبية والثقافية والفنية في جناح خاص يشارك به أهم الناشرين في ألمانيا.
وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي محمد خليفة المبارك، في كلمة له خلال الافتتاح: ” شكلت المعارض دوما جسراً لنقل حضارة الشعوب وتاريخها.. فهي الشاهد والراوي لإنجازات المبدعين في عالم يتغير بشكل مستمر، ونحن نحرص بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة على دعم هؤلاء المبدعين من خلال إيجاد فرص متجددة لإشراكهم في المشهد الثقافي المحلي لضمان استمرارية إبداعاتهم ونقلها عبر الأجيال.. ونستلهم في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي من أفكار الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه ” في الحفاظ على لغتنا العربية وتعزيز قطاع الصناعات الإبداعية بمختلف مجالاته ونعمل من خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب على ترسيخ مكانة عاصمتنا مركزا ثقافيا عالميا يتوازى وأهميتها الاقتصادية العالمية المعروفة حيث تمكنا من المزج بين هويتها العربية والانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى”.
من جانبه، قال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم: “على امتداد ثلاثة عقود جسّد معرض أبوظبي الدولي للكتاب الشعاع الذي أراده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان “طيّب الله ثراه” أن يكون منطلقاً وركيزة أساسية في مسيرة البناء المجتمعية والحضارية التي تشهدها الدولة، باعتبار الكتاب الوعاء الحاضن للفكر، والوعي، والإبداع، والثقافة ممارسة يومية مهمة لنهضة المجتمعات وتقدمها”.
وأكد أن “استقطاب الحدث لهذا العدد الكبير من الناشرين والمثقفين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها هؤلاء المبدعون للمعرض ويدلّ على مكانته على خارطة العمل الثقافي العربي والعالمي”.
وعلى امتداد أيام فعالياته، سيشهد الجمهور تنوّعاً في جدول أعمال المعرض الذي يضم أركانا متعددة تضم المنصة الرئيسية ومنصة الشباب، بالإضافة إلى ردهة الأعمال وركن أنماط الحياة وركن الفن والتي تقدم مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية، والندوات، والأمسيات الأدبية والثقافية والفكرية التي تستضيف نخبة من ألمع الأسماء في عالم الفكر والأدب.
وينظّم المعرض هذا العام مجموعة كبيرة من الفعاليات التعليمية، وأنشطة متخصصة للطفل يقدمها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين، إلى جانب البرنامج الثقافي الخاص بضيف الشرف ” ألمانيا ” التي تحتفي ضمن جناحها الخاص بإبداعات نخبة من المفكرين والمبدعين بمشاركة نحو 80 ناشراً ومثقفاً ومبدعاً أكثر من 40 جلسة ثقافية ومهنية متنوّعة، يرافقها عروض نخبة مختارة من الأفلام الألمانية المستوحاة من كتب.
وسيتعرّف الجمهور المحلّي والعربي على إبداعات الشاعر والكاتب المسرحي والروائي يوهان غوته، إلى جانب سرد بصري ومعرفي وإبداعي لتاريخ طويل من الإبداع الفكري واللغوي والأدبي الألماني.
يُعد ” معرض أبوظبي الدولي للكتاب ” منبراً إقليمياً ودولياً رائداً، وحدثٌا ثقافيا متميزا يجمع سنوياً أقطاب صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويُوفر فرصاً واعدة لعقد شراكات جديدة، والاطلاع على أحدث التوجهات والتطورات التي يشهدها قطاع النشر في العالم.
ويمثل المعرض منصة ثقافية هي الأبرز والأكثر استقطاباً للزوار الشغوفين بالكتاب ويصل عدد زواره سنوياً إلى أكثر من 150 ألف زائر، وأكثر من ألف عارض، من مختلف أنحاء العالم، لتعزيز ثقافة القراءة، وتشجيع الإبداع والكتابة في شتى المجالات.
تتميّز نسخة هذا العام بإطلاق مبادرة جديدة تسلط الضوء على شخصية محورية أثرت بشكل كبير في مجالات الثقافة والفكر والمعرفة والإبداع وغيرها واختار معرض أبوظبي الدولي للكتاب “عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين” شخصية محورية لدورته الحادية والثلاثين تحت عنوان “طه حسين.. الكتاب بصيرة” من خلال تخصيص جناح للشخصية المحورية وتنظيم ندوات تُعد بمثابة ملتقى فكري للإبحار في عوالم أدب طه حسين، والوقوف عند أعماله تحليلاً وقراءة ونقداً.