لا شك أن شركة كوينج & باويير بإعتبارها واحدة من أكبر الأطراف الفاعلة فى صناعة الطباعة العالمية قد إختارت طريقها بطريقة حكيمة. حيث بدأت الشركة في التنوع بين قطاعات مختلفة من صناعة الطباعة منذ سنوات عدة. وتقدم الشركة فى الوقت الحالى مجموعة واسعة من معدات طباعة الأوفست والطباعة الرقمية والطباعة الأمنية وطباعة التعبئة والتغليف المرنة بالإضافة إلى الطباعة المعدنية. ويعتبر تركيز كوينج & باويير على طباعة التغليف والتعبئة هو الطريقة الرابحة فى ظل أزمة فيروس كورونا الراهنة. ومن أجل معرفة المزيد حول خطط الشركة المستقبلية ووجهة نظرها حول الوباء الحالي، تحدثنا مع كلاوس بولزا شونمان، الرئيس التنفيذي لشركة كوينج & باويير، ونستعرض لكم التفاصيل من خلال الحوار التالى.
لقد عمل شونمان بالشركة لمدة 28 عامًا، منهم تسع سنوات تولى فيهم منصب الرئيس التنفيذي والمدي. شونمان حاصل على بكالوريوس هندسة ولديه شغف بصناعة فنون الجرافيك. وإليكم فيما يلى المقابلة الكاملة التي تم إجراؤها من خلال الإجتماع عبر الفيديو عن بعد.
لا شك أننا فى أوقات عصيبة ومضطربة وتتسم بحالة من عدم اليقين، فهل توافقنى الرأى فى ذلك؟
بالطبع أوافقك الراى، ولكن فى النهاية، أعتقد أن أي نوع من الأمراض أو الفيروسات يمثل تحديًا كبيرًا ويجب علينا أن نتعايش ونتعامل معه بكل السبل المتاحة. وعلى الرغم من ذلك، فإننى أعتقد أن الإجراءات الإحترازية والوقائية الموصى بها قد تم تجاوزها والبعض الآخر ينفذ إلى حد ما. وفى هذا الإطار، فإننى أعتقد أن أزمة فيروس كورونا ستغير جميع الأعمال على المستوى الدولى وأيضًا ستغير نمط حياتنا بشكل كبير. وذلك على عكس أي مرض أو فيروس آخر أصابنا خلال الخمسين أو المائة عام الماضية،فهى ليست الإنفلونزا الإسبانية ولكنها منتشرة في جميع أنحاء العالم. وكما ذكرت أنت، فإن أوجه عدم اليقين فى الفترة الحالية كثيرة جدًا.
على عكس عدد من كبار المصنعين الذين يعتقدون أن عصر المعارض الكبرى قد انتهى، فقد قررت المشاركة في دروبا، فهل تعتقد أن معرض دروبا ما زال ذات أهمية بالنسبة لصناعة الطباعة؟
أنا شخصيا أؤمن بذلك. فليس هناك شك في أن عدد المعارض حول العالم أصبح أقل مما كان عليه سابقا. وعلى الرغم من ذلك، فإننا لدينا إعتقاد راسخ بأن عرض التقنيات والحلول الخاصة بصناعة الجرافيك في معرض كبير وعام يمثل أبعاد ورؤي مستقبلية ثاقبة. كما إننا لدينا معارض داخلية، ولكننا نعرض فيها نوع التكنولوجيا التي تقدمها شركتنا فقط إلى سوق الطباعة. وأود أن أذكر أنه في المعارض الكبرى يكون الفرصة متاحة لرؤية جميع أو معظم الشركات الناشطة في عالم الطباعة وهذه تعتبرميزة كبيرة، وأعتقد أن هذا يعتبر موضع جذب وإهتمام بالنسبة لزوار المعرض المتخصصين فى صناعة الطباعة. حيث أنهم يمكنهم رؤية الحلول التكنولوجية المستحدثة الخاصة بالصناعة وليس فقط التعرف على دور الطباعة المتواجدة فى السوق. لذلك، أعتقد أن المعارض الكبرى الناشطة التي تقام من حين لآخر مثل دروبا أو china print لا تزال موضع جذب وإهتمام الكثيرين من الصناع. ولكن بالنسبة للمعارض الإقليمية التى أصبحت تضم عدد صغير من العارضين فقد أصبح الكثير منها موجود أوتم إلغاؤه. إما بالنسبة للمعارض الكبرى فهى لا تزال تحظى بشعبية كبيرة.
بالنسبة لشركة كوينج & باويير على وجه الخصوص، هل تعتبر المشاركة في معرض دروبا الدولى بمثابة إظهار تقنية جديدة أم أن الحضور بشكل فعلى يعتبر أكثر أهمية بالنسبة للشركة؟ فكما تعلم أن العديد من الشركات تستخدم الآن الأحداث الافتراضية والندوات عبر الإنترنت بهدف تقديم تقنيتها الجديدة.
كما تعلم إننا في صناعة الاستثمار، ولكننا لسنا شركة لبيع الاجهزة المنزلية او نعمل فى سوق السيارات حيث أن تلك السلع يمكن بيعها بسهولة عبر الإنترنت. بل أننا نعتمد على بناء شراكة طويلة الأمد بيننا وبين عملائنا قائمة على الثقة فى كافة الخدمات التى نقدمها فى سوق الطباعة. وربما يكون لدى معتقدات قديمة، فأنا أبلغ من العمر 64 عامًا، وذلك يجعلنى أتبنى هذا التفكير. ولكن في النهاية، من المؤكد أن الاتصال الشخصي مع العملاء والعلاقة طويلة الأمد الجديرة بالثقة تعتبرمهمة جدًا خاصة بالنسبة لنوع العمل الذي نحن فيه.
لقد قدمت شركتكم مؤخرا مكبس الطباعة رابيدا 106 إكس ورابيدا 76 كماكينات جديدة فى سوق الطباعة. ولكن يبدو أن كلاهما من طراز طابعة رابيدا الكلاسيكية، حيث أن كلا منهما مزود بالأجراس والصفارات والخيارات التي كانت متاحة بالفعل، بالإضافة إلى التصميم العصرى، فهل تعتقد أن طباعة الأوفست التى تعمل بنظام التغذية بالورق لا تزال قادرة على مفاجأتنا بالمزيد من الإمكانيات؟
نعم، إنها ليست أجهزة جديدة بشكل كامل، بل أنها تمثل التطور والنمو الدائم والمستمر للأجهزة والحلول المقدمة من شركتنا. ولا يوجد شك أن هذة الآلات المطورة مصنوعة من نفس الخامات، وتستخدم فى نفس الاغراض، وذلك على غرار موديلات السيارات المطورة، فإنك نجد نفس الأجزاء والمواصفات التى كانت موجودة فى الموديلات السابقة. أما بالنسبة لماكينات رابيدا المطورة السابق ذكرها، فإنك ستجد العديد من الميزات الرقمية في أجهزتنا الجديدة، كما يمكنك إتمام عملية التشغيل من هاتفك الذكي. ومن الناحية التشغيلية يوجد تطبيق برمجي جديد، وشاشة حائط كبيرة سهلة الإستخدام والتشغيل بالإضافة إلى المواصفات المستحدثة والأتوماتيكية، كم يوجد بكلتا الماكينتين قاعدة عمل تعمل أتوماتيكيا بشكل كامل مثل مكابس الطباعة التى تستخدم فى طباعة الصحف والجرائد.وبذلك فإنه يوجد العديد من المميزات الإضافية فى تلك الإصدارات المطورة.
إذاً أنت لا تعتقد أنه يمكننا تسمية طابعة الأوفست الجديدة التى تعمل بنظام التغذية الورقية على أنها تقنية ثورية أو مخلة بالنظام بعد الآن؟
لا ، إنه ليس تطورًا مخلا بالنظام. بل إنها طابعة صناعية تعمل بنظام التغذية الورقية بتكنولوجيا مجربة من ناحية الإستخدام، فهى لديها القدرة على العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومؤتمتة بشكل كامل وتؤدى العديد من الوظائف. فإننا قد حرصنا على أن تكون تكون العمود الفقري لعملائنا.
لقد ذكرت سابقا أن شركة كوينج & باويير ستركز بشكل أكبر على تقديم الدعم والخدمات لعملائها عن بعد، فهل تعتقد أن العملاء يتبنون هذه الإستراتيجية الجديدة أم أنهم ليس لديهم خيار آخر فى كل الأحوال؟
أعتقد أنه من الجوانب الإيجابية التى حدثت عقب جائحة كوفيد-19، هو أننا تعلمنا أن الكثير من الأشياء يمكننا القيام بها افتراضيًا عن بعد، وذلك مثل مقابلتنا الآن، حيث أنه في الماضي كان عليك السفر ست ساعات بالطائرة لمقابلتي بشكل شخصى. كما أن هذة الإمكانية يمكن تطبيقها الآن بشكل جيد للغاية كما أنها ستغير بالتأكيد الطريقة التي نتواصل بها مع العملاء. على سبيل المثال، فإننا لا نضطر إلى إرسال ثلاثة خبراء إلى مقرات العملاء، حيث سيكون أحدهم كافياً ويمكن للباقي أن يعمل عبر الإنترنت، وهذا يعتبر تغيير جذري. ومن الجدير بالذكر إننا في الأسبوع الماضي، قمنا بتشغيل آلة بشكل كامل في إحدى الدول الآسيوية عن بعد، من خلال الإنترنت. حيث إننا قمنا بضبط الإعدادات الخاصة بالماكينة وتحميل برنامج التشغيل الخاص بها، وبدء تشغيل الجهاز، وبذلك فقد تم إنجاز 95% من خطوات التشغيل عن بعد بإستخدام الكاميرا. فقد كان هناك موظف واحد فقط من شركتنا فى موقع العمل يمتلك إمكانات معقولة وقد أستطاع أن يكمل خطوات التشغيل بنجاح. وأود أن أذكر لك أن العملاء أصبحوا الآن أكثر إستعدادًا لتلقى الدعم والمساعدة من جانبنا عن طريق شبكة الإنترنت. فعلى الرغم من أن نفس دور الطباعة كانت لا تسمح لنا بشكل سابق بالوصول إلى الأجهزة والمعدات الخاصة بها من خلال الإنترنت، حيث كان الجميع يخشى أن يتم اختراق البيانات، إلا أن هذا الموقف قد تغير بشكل كبير خلال الأشهر الستة الماضية.
فى أعقاب أزمة فيروس كورونا، تراجعت نسبة المبيعات فى جميع الشركات التى ما زالت تكافح تداعيات الأزمة من اجل البقاء فى السوق. وفى إطار هذ السياق نود أن نتعرف منك على الإجراءات التي قمتم بإتخاذها للتخفيف من حدة هذة الأزمة؟
لقد قمنا بإتخاذ عدد من الإجراءات إبتداءا من اول إبريل الماضى، فقد قمنا بتقليل عدد ساعات العمل، كما أن هناك 1000 شخص فى الوقت الحالى لا يعملون بدوام كامل ويتم دفع رواتبهم أو دعمهم من قبل الحكومة، وذلك من أجل تجنب قيام جميع الشركات بإيقاف آلاف الموظفين عن العمل. وفى الوقت نفسه، تقوم الدول الأوروبية بنفس الشيء مثل سويسرا والنمسا وجمهورية تشيك، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. وعلى الجانب الآخر، فإن الوضع مختلف تمامًا في الولايات المتحدة، لقد فصلوا موظفيهم بشكل فورى بعد حدوث الازمة، مما ترتب عليه إرتفاع معدل البطالة لديهم، لذا فإنه من المؤكد أن ما فعلناه هو خطوة إيجابية وتعتبر ذات قيمة أجتماعية وإقتصادية. وبالرغم من كل ما ذكرته، فإنه من المؤكد أن هذا الوضع لم يستمر إلى الأبد، كما أننا لسنا الوحيدين الذى نواجه هذة التحديات. كما أن ذلك هو نفس الشيء اذى واجهته شركة آيرباص، وهى شركة مصنعة كبيرة أيضا، كما أنه من المتوقع أن تنخفض إيرادات جميع الشركات، وأعتقد أنه على الجميع أن يجد طريقه إلى كيفية إعادة التنظيم وإعادة الهيكلة وتقليل القوى العاملة أو إعتماد أي حلول أخرى تساعد فى التخفيف من حدة الازمة. وإذا استمرت الضربة الاقتصادية من كوفيد، فستكون النتيجة ما ذكرته لك للتو، وحتى إذا أختفى هذا الوباء من حياتنا في غضون الستة أشهر القادمة، فإننا لن نعود إلى طبيعتنا في غضون الأثنى عشر شهر القادمة، وسنحتاج إلى فترة اطول من ذلك.
قبل تفشي الوباء، كانت منطقة الشرق الأوسط سوقًا متناميًا لشركة كونيج & باويير، فهل ما زالت المنطقة سوقا جذابا بالنسبة لكم؟
نعم. بالتأكيد. فنحن قادرين أن نكون نشيطين بشكل كامل حيثما استطعنا. ومن المؤكد انه في بعض الأحيان يكون من الصعب للغاية مقابلة العملاء بشكل فعلى، ولذلك فإننا نقوم بالكثير من الاشياء بشكل إفتراضى. فقد عقدت شركنتا ندوة عبر شبكة الإنترنت في شهر يونيو الماضى، وكانت ناجحة بشكل كبير وحضرها العديد من الزوار من منطقة الشرق الأدنى والشرق الأقصى والشرق الأوسط لمشاهدة الحدث ومعرفة تفاصيله. لذلك فإننا لا نواجه عقبات فى سوق الشرق الأوسط على الاطلاق، فهو سوق جيد بالنسبة لنا ونحن بالتأكيد وفقا لطبيعة عملنا نواصل غزو الأسواق الموجودة فيه.
هل تعتقد أن الوباء أثبت أن كبار المصنعين بحاجة إلى تحقيق وجود قوى على الصعيد المحلى وأيضا بحاجة إلى المزيد من الإستثمار لتدريب رجال الخدمة المحليين على التعامل مع أعمال الصيانة والإصلاح بالإضافة إلى الإحتفاظ بمخزون جيد من قطع الغيار بدلاً من الاعتماد على الموظفين الألمان؟ فهل تعتقد أن تحقيق ذلك سيكون أفضل بالنسبة للمصنعيين وخاصة فى الوقت الحالى؟
نعم ، بالتأكيد. فإن ذلك لا يعتبر خيارا وإنما يعتبر أمر واقع، بالنسبة لنا فنحن نمتلك مراكز حول العالم يعمل بها خبراء ميكانيكا وبرمجيات. تقع هذه المراكز في المناطق التي لدينا فيها الكثير من العملاء. على سبيل المثال، لدينا مراكز في جنوب شرق آسيا والصين والولايات المتحدة والمكسيك وقد ساعدتنا هذة المراكزعلى تقديم الخدمات بشكل محلى دون الإضطرار إلى سفر الخبراء دائمًا من ألمانيا إلى هذة الدول، حيث أن ذلك أمر مكلف ويستغرق وقتًا طويلاً. وقد أعتبر ذلك مساعدة كبيرة لنا خلال أزمة كوفيد الحالية، فإننا بفضل 160 موظف في الولايات المتحدة تمكنا من القيام بأعمال الخدمة في ذلك البلد وإلا لما كانت لدينا فرصة للتدخل أوتقديم خدماتنا في الولايات المتحدة أثناء الوباء الحالى، وقد مكنا ذلك من تقديم الدعم والمساعدة إلى عملائنا. كما أننا لدينا العديد من دور الطباعة في جميع أنحاء العالم وبالتأكيد فإنها تتطلب الدعم المحلي، ووجود أشخاص متاحين للتدخل بشكل سريع، وبالتالي فإننا قمنا بتنفيذ هذه الإستراتجية منذ سنوات عديدة. وعلى الرغم من كل الإمكانيات الرقمية التى تمتلكها شركتنا، فإننا نواصل تقديم الخدمة من خلال شركائنا المحليين. فإننا لدينا الآن أكثر من 200 شخص في الصين وهم يقومون بأعمال تشغيل الماكينات وتقديم خدمات الدعم الفنى، وهو أمر لا يمكننا القيام به عن بعد من ألمانيا.
هل تم إلغاء الكثير من الطلبيات بسبب أزمة كوفيد-19؟
لقد تم إلغاء طلب واحد فقط، حيث إننا قد قمنا بتأكيد تأجيل عمليات التسليم لأننا لم نتمكن من تنفيذ التسليم أو إرسال خبراء من شركتنا، فعلى سبيل المثال لم نتمكن من إرسال خبراء من ألمانيا إلى الدنمارك منذ ثلاثة أشهر. كما إننا أوقفنا التركيب والتشغيل الرئيسي للماكينات في الولايات المتحدة والمكسيك وإسبانيا ومصر وإندونيسيا. لكننا سوف نعود ببطء إلى طبيعتنا.
هل تعتبر أن كوينج & باويير تتمتع بصحة جيدة من الناحية المالية؟
نعم. ليس لدينا مشاكل مالية أو عجز فى الميزانية في الوقت الحالي، ولكننا تعاملنا مع مساهمينا بشكل سيء إلى حد ما، ونقول لهم دائما أن يتجاوزوا موضوع الأرباح في الوقت الحالى.
لكنك طلبت قرضا من الحكومة؟
نعم ، لقد طلبنا قرضًا ولكن لم يتم الانتهاء من الإجراءات الخاصة به. ويعود السبب بشكل أساسي فى الحصول على طلب القرض إلى أسباب أمنية نظرًا لأننا لا نعرف كيف سيتطور العالم فهل سيعود إلى طبيعته بعد 6 أو 12 أو 18 شهر. أم سيبقى كوفيد-19 معنا لمدة ثلاث سنوات أخرى؟ لا أحد يعرف الإجابة على هذه الأسئلة. لهذا السبب تقدمنا بطلب للحصول على قرض.
هل تعتقد أن الوباء سيجبر أو يشجع دورالطباعة على تبنى المزيد من الحلول الأتوماتيكية وتنفيذ مهام سير العمل من البداية إلى النهاية بشكل ألى؟
قطعا نعم. أعتقد أنه في الماضي لم تكن دور الطباعة مجبرة على ضرورة اختيار حلول الأتمتة الكاملة. ولكن فى الفترة الحالية تواجه الطابعات ضغطًا تجاريًا كبيرًا. لذلك أعتقد أنهم ملزمون بالعمل وفقا لأقصى قدر ممكن من المرونة أثناء سير عمل يتسم بالفعالية في بيئة الطباعة الخاصة بهم. وذلك على عكس الأيام السابقة حيث أن الآن أصبح من السهل قبول معايير جديدة في صناعتنا. في الماضي، كان الجميع يبحث عن حلول محلية الصنع، وبالتالي لم تكن عمليات سير العمل الموحدة متاحة، ولكن فى الوقت الحالى أعتقد أن هذا الأسوب فى العمل قد تغير.
عندما ننظر إلى سوق طباعة الأوفست التى تعمل بنظام التغذية الورقية، نرى أن سوق الطباعة التجارية يتراجع فى حي أنن صناعة طباعة التغليف والتعبئة أصبحت أقوى من ذي قبل ، فهل هذا يعني هذا أن دور الطباعة الخاصة بكم ستهتم بإقتناء الماكينات الخاصة بطباعة التغليف بدلاً من ماكينات الطباعة التجارية؟
نعم هذا حقيقى، بالنسبة للطباعة المعتمدة على نظام التغذية الورقية فإن عملنا الأساسي هو التغليف والتعبئة وليس الطباعة التجارية، حيث يتم استخدام ثلث المكابس والطابعات المتاحة لدينا لطباعة العبوات والأغلفة. ومع نمو عدد السكان ينمو حجم صناعة التغليف والتعبئة. حيث يحتاج العالم إلى المزيد من المواد الغذائية وبالتالى يحتاج السوق إلى المزيد من عمليات التعبئة والتغليف، وذلك بسبب زيادة المعايير الصحية بالإضافة إلى زيادة نسبة التسوق عبر الإنترنت. وبما أن الطباعة التجارية آخذة في الانخفاض وطباعة التعبئة والتغليف آخذة في الإزدياد، فإننا نركز كثيرا على صناعة التعبئة والتغليف.
الآن نود أن نتعرف منك عن مدى إهتمامكم بالطباعة الرقمية؟ حيث أن شركتكم تطرح مطابع رقمية فى سوق الطباعة. فهل تعتقد أن معدل نمو ماكينات الطابعات الرقمية المقدمة من شركتكم سيكون أعلى من ماكينات الأوفست الخاصة بكم في المستقبل؟
نحن نستثمر منذ 10 سنوات في تكنولوجيا الطباعة الرقمية وقد بدأنا مع شركة روتاجيت منذ عام 2011. وقمنا بعرض نموذجنا الاول من خلال معرض دروبا، كما إننا قمنا بعمل العديد من التحسينات وأصبحت جودة الطباعة اليوم رائعة ومذهلة جدا ولكنها ما زالت مكلفة إلى حد ما، حيث أن التكلفة الإجمالية لإمتلاك الآلات اللازمة للطباعة الرقمية أعلى من تكلفة ماكينات طباعة الأوفست. ولذلك ستظل الطباعة الرقمية اليوم وإلى عام أو عامين أو ثلاثة أعوام مقبلة أكثر تكلفة من طباعة الأوفست التقليدية. كما أنه إذا لم يكن مزود خدمة الطباعة الرقمية قادرًا على طلب أو تلقي تكلفة إضافية من عميله، فأعتقد أنه من الصعب جدًا ان يتم التوسع فى سوق الطباعة الرقية. وفى إطار هذا السياق أود أن أذكر أن هناك تطبيقات يمكن إجراؤها بشكل جيد باستخدام الطباعة الرقمية. لكن بالنسبة لسوق صناعة المواد الغذائية، أو على سبيل المثال بالنسبة لعلب رقائق الذرة فإننى لا أرى حقًا فوائد للطباعة الرقمية، ولا يوجد أحد منا على إستعداد لدفع أى نقود إضافية مقابل أن يرى أسمة مطبوعا على أحد العبوات. وطالما أن ذلك غير قابل للحدوث على أرض الواقع، فإن الطباعة الرقمية لن تحل محل طباعة الأوفست التنافسية. ولكن على الجانب الآخر فإنه طلب ألبوم مخصص لصورك يكون بالتأكيد شئ جيد بالنسبة لأى شخص ولم يتم الإهتمام بمدى تكلفتها سواء 10 أو 15 أو 20 دولارًا. ومن الجدير بالذكر أن النظام الرقمي يُعد مثاليًا لعدد النسخ الصغيرة جدًا أو للإعلان الفردي عندما يكون عميلك على استعداد للدفع مقابل التنوع الذي تقدمه وأعتقد أن هذا هو السبب في أن كلا العالمين له معنى.
لقد قمتم بالتنوع في عدة فروع من صناعة الطباعة، حيث يشتمل مزيج منتجاتك شركتكم الآن على معدات للتغليف المرن والطباعة المعدنية وما إلى ذلك، ألا تجد صعوبة في مشاركتكم في كل تقنيات الطباعة المختلفة وقيامكم بإجراء البحث والتطويرالخاص بها؟
حسنا. أنت تعلم أنني مهندس، وبالتالى فإنه من دواعي سروري التعامل فى كل هذه المجالات والتقنيات المختلفة. وأنت تعلم في النهاية، أن المفهوم الأساسي لما نقوم به هو تطبيق الحبر على الطبقات والأسطح المختلفة. لا يهم إذا كانت ورقة نقدية أو عبوة مرنة أو كرتونة قابلة للطي أو صندوق مموج. إنها ليست عملية متطابقة ولكن العديد من العمليات متشابهة للغاية. وبالرغم من أن عملية الطباعة فى هذة الحالات ليست متطابقة بشكل كامل ولكنها متشابهة إلى حدا كبير، لذلك إذا قمنا ببناء نظام نقل لخطوات عملية للتغليف فإننا سوف لا نجد اختلافات كثيرة. وبشكل أكثر توضيحا، من ناحية العمليات الإنتاجية، سوف نجد الكثير من الإختلافات ولكن من الناحية الهندسية، وبناء الآلات، والبرمجيات، وجوانب تكنولوجيا القيادة فهي متشابهة جدًا. لذلك ، أعتقد أنه من الجيد وجود كل هذه التطبيقات في صناعة الطباعة. لأنه إذا لم يكن أداء إحدى الشرائح جيدًا في السوق، فيمكن لشريحة أخرى أن تكون ذات أداء جيد، لذلك فإننا حريصين على طرح مزيجًا جيدًا من المنتجات.
هل تعتقد أنه بعد حل أزمة فيروس كورونا ستكون صناعة الطباعة قادرة على التعافي والإنتعاش بسرعة؟
لا. لن يكون التعافى سريعًا، أعتقد أن الأمر سيستغرق سنوات عديدة حتى تعود صناعتنا بأكملها إلى مستوى ما قبل حدوث أزمة كوفيد-19.