ضاعفت الإجراءات الصحية والاحترازية لمواجهة وباء «كوفيد-19» في الإمارات الطلب من قبل شركات الأغذية والمشروبات على أعمال التعبئة والتغليف، لضمان سلامة هذه المنتجات ووصولها للمستهلك النهائي بصورة آمنة، فيما يتوقع أن يصل حجم قطاع التعبئة والتغليف في الدولة في 2021 إلى ملياري دولار.
وأكد مسؤولو شركات على هامش الدورة الـ26 لمعرض «جلفود2021» الذي انطلقت فعالياته، فى 21 من الشهر الماضى في دبي، إن صناعة التعبئة والتغليف تعد من أبرز الصناعات المزدهرة نظراً لارتباطها باستهلاك العديد من القطاعات أبرزها قطاع «الضيافة وإعادة التصدير.
وأشارت مجموعة الشركات المتخصصة بالتعبئة والتغليف المشاركة في المعرض، إلى ظهور مجموعة جديدة من الفرص غير المسبوقة بقطاع تصنيع ومعالجة وتعبئة وتغليف الأغذية بهدف تلبية احتياجات هذا القطاع المتنامي ومستويات الطلب لدى المستهلكين لضمان الصحة والسلامة من «كوفيد-19».
وقال المهندس نضال حداد، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«مجموعة البيادر الدولية»: ساهم «كوفيد -19» في نمو كبير على منتجات تغليف المواد الغذائية ومنتجات التنظيف والوقاية بالإمارات، وتشير تقديراتنا إلى أن سوق الإمارات قد يصل إلى ملياري دولار سنوياً.
وأضاف، يعد عام 2020 استثنائياً وقياسياً بسبب جائحة «كوفيد -19»، وخلال عام 2021 نتوقع زيادة في الطلب من القطاع الصحي والمستشفيات بشكل أساسي، إضافة إلى قطاع مبيعات التجزئة، والهايبرماركت، كما ارتفع استخدام القفازات والكمامات ومواد التعقيم الشخصي إلى مستويات وصلت في بعض الأشهر إلى 20 ضعفاً، مقارنة بالسنوات السابقة، كذلك الأمر بالنسبة لحلول تغليف الأطعمة ذات الاستخدام مرة واحدة، ونتوقع أن تبقى وتيرة الطلب في تزايد خلال 2021.
وأوضح حداد، أن «مجموعة البيادر الدولية» قامت بالتوسع داخل الإمارات وخارجها بخطوط الإنتاج الصناعية ومحال البيع بالتجزئة ومراكز العمليات اللوجستية، وكذلك التجارة الإلكترونية، كما توسعت الشركة في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وعمان ومصر، حيث تعتبر «البيادر» من الشركات الكبرى في هذه الصناعة في المنطقة، حيث ساهمت على مدار 30 عاماً في تأسيس وتطوير هذه الصناعة في الإمارات والمنطقة، ما زاد من حصتها السوقية بشكل كبير في ما يخص التوريد لقطاع الأعمال، أما بالنسبة لقطاع المستهلكين ومبيعات التجزئة فلها نحو 60% من حجم السوق الخليجي، ويبلغ إنتاج المجموعة 31 ألف طن من البلاستيك والألمونيوم والورق، وتمثل الصادرات بالشركة 20% من حجم أعمالنا، ونصدّر إلى دول المنطقة والعالم العربي، وكذلك إلى ألمانيا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا، إضافة إلى بعض الدول الإفريقية.
سلامة الغذاء
من جانبه، قال عمار زاهد، رئيس تتراباك في الشرق الأوسط وإفريقيا: «أدى «كوفيد-19» إلى إعادة ترتيب أولويات المستهلكين المتعلقة بمخاوف سلامة الغذاء وتلعب التعبئة المستدامة دوراً رئيسّاً في ضمان سلامة الأغذية المشروبات بصورة مستدامة لا تضر بالبيئة.
وأضاف زاهد، وفقاً للإصدار الثالث عشر من مؤشر تتراباك، آخر الدراسات البحثية العالمية التي تركز على اتجاهات المستهلك المتعلقة بالأغذية والمشروبات وتحللها في ظل انتشار جائحة «كوفيد-19»، تتزايد مخاوف المستهلكين بشأن سلامة الغذاء ونظافته، حيث أشار المؤشر إلى أن 60% من سكان العام قلقون بشأن سلامة الغذاء ونظافته في ظل «كوفيد-19».
وأوضح زاهد أن تتراباك تعمل مع مصنعي الأغذية والمشروبات على تصميم حلول تعبئة وتغليف غذائية مستدامة بطريقة مثالية ومستدامة عبر استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير، وخالية من الكربونن وبما يضمن متطلبات سلامة الغذاء للمستهلكين.
بدوره، قال وسيم لبان، نائب الرئيس لشؤون المبيعات لدى شركة «ريجيد باكجينج» أوروبا الشرقية والمنطقة وإفريقيا: «تتطلع الشركات المصنعة لدمج تقنيات التصنيع وطرق التعبئة والتغليف المستدامة في منتجاتهم بما يضمن الصحة والسلامة للمستهلكين النهائيين، لاسيما بعد المستجدات التي فرضها فيروس «كوفيد-19» من حيث استخدام مواد الاستخدام لمرة واحدة، لا سيما في قطاع الضيافة والتجزئة.
وقال أوليفييه باسكود، مدير المبيعات لدى شركة «آي سي ووتر مانجمنت» الفرنسية المتخصصة في تعبئة المشروبات: يتمثل أحد التحديات الرئيسية في صناعة التغليف والتعبئة في تعزيز مستويات الصحة والاستدامة معاً بتكاليف معقولة للمستهلك.