مع بقاء أقل من تسعة أشهر على إقامة معرض دروبا لعام 2021، يمكننا القول بأن العد التنازلي لموعد إنطلاقه قد بدأ بالفعل. ومن العدل أن نقول إن دورة معرض دروبا لعام 2021 تعتبر من أهم الدورات في تاريخ هذا المعرض التجاري. ولكن فى الفترة الراهنة يواجه المعرض تهديدًا كبيرا ليس فقط بسبب وجودو وباء كوفيد-19 ولكن أيضًا بسبب تغير صناعة فنون الجرافيك بشكل مستمر. وهناك بعض العلامات التجارية الكبرى مثل هيدلبرج وكومورى وبوبست وزيروكس ومانرولاند وآر إم جى تى قد انسحبت بالفعل من دروبا ، في حين أن عمالقة آخرين مثل كوينج & باويير، وويندمولير وبعض البائعين الصينيين قد أكدوا على حضورهم للمعرض.وذلك فى حالة إذا إستطاعت إدارة معرض دروبا أن تكون قادرة على التغلب على التحديات وتنظيم المعرض بشكل مناسب للظروف الحالية. ولذلك فإن مستقبل هذا الحدث الضخم مضمون إلى حد ما.
وقد قال جان باسكال بوبست، الرئيس التنفيذي لشركة بوبست في جولته الافتراضية الإستثنائية ” إن شحن أطنان من المعدن من مكان إلى آخر حتى يتمكن الناس من رؤيته لم يعد أمرا منطقيا أو مقبولا، كما أنه يضر بالبيئة. وقد ذكرت شركة هيدلبرج أيضا “ إن تكلفة معرض دروبا تبلغ حوالي 10 ملايين يورو، ويمكن لإدارة المعرض بهذة الميزانية أن تقوم بتنظيم 50 حدثًا محليا وسيكون ذلك خيار أفضل. كما أن اللوائح الصارمة الخاصة بالتباعد الاجتماعي والنظافة التي أعلن عنها إدارة مركز ميسي دوسلدورف للمؤتمرات هي نوع من الإخلال والإفساد بفعاليات هذا المعرض، حيث يذهب الناس إلى دروبا للإطلاع على التكنولوجيا الجديدة بالإضافة إلى الاستمتاع بالعروض. ولكن بشكل مبدئى ووفقا لإدارة معرض دروبا فإنه يجب الإلتزام بالقواعد الرسمية للإلتزام بالمسافات ومعايير النظافة، كما يجب أن يتم تطبيقها في جميع الأحداث التي تقام في مركز دوسلدورف للمعارض والمؤتمرات، كما أن الامتثال متروك أيضًا لكل فرد كما هو الحال في الأوساط العامة.
وتتضمن هذه القواعد الوقائية، الحفاظ على مسافة لا تقل عن 1.5 متر، والتأكد من نظافة اليدين، وارتداء قناع الوجه، واتباع آداب العطس، والتخلي عن طقوس الترحيب مثل المصافحة. وإذا لزم الأمر، سيتم تسليم أقنعة الوجه الطبية من قبل موظفي المعرض عند المداخل وداخل المبانى.
كما ستخضع جميع الأحداث القادمة التى سيتم إقامتها في مركز دوسلدورف للمؤتمرات، لقيود على الأشخاص الحاضرين، وذلك لضمان الحد الأدنى من المسافة التي يمكن تركها بين الأشخاص. لذلك ستكون التذاكر محدودة ومتاحة عبر الإنترنت فقط، وسيتعين على الزوار تسجيل بياناتهم عند شرائها. حيث أن ذلك سيسمح بمراقبة عدد الأشخاص عند دخولهم إلى أماكن إنعقاد الأحداث والفعاليات. وفي الوقت نفسه، يجب الإمتثال لأحكام المرسوم الخاص بالوقاية من كورونا والصادر في ولاية شمال الراين وستفاليا الفيدرالية الذى يحكم بإمكانية تنظيم تتبع جميع الأشخاص الحاضرين.
من ناحية أخرى ، سيتم تقليل عدد أيام إقامة المعرض من 11 إلى 9 أيام، وكل ما تم ذكره يمكن تحمله من جانب الزائرين الألمان أو حتى الأوروبيين ، ولكن للمسافرين الدوليين القادميين من الشرق الأوسط والهند والصين وأماكن أخرى حول العالم ربما يتعين عليهم الخضوع لحجر صحي لمدة 15 يومًا بالإضافة دفع مقابل مادى لذلك سيكون الامر بالنسبة لهم صعب جدا و غير محتمل، وبشكل عام فإن الحضور لا يستحق كل هذا العناء.
كما أنه قد تم إعادة تخطيط المخطط الخاص بهيكل القاعات بناءً على بروتوكولات التباعد الاجتماعي، والتشديد على إتباع شروط الإلتزام بعدم الإذدحام عند الكبائن، وكذلك منع المصافحة، والمعانقة ، وما إلى ذلك.
وفي الوقت نفسه، أعلنت شركات كبرى مثل هيدلبرج وبوبست أنهم حريصون على المشاركة في المعارض الإقليمية الأصغر. وهذة تعتبر أخبار جيدة بالنسبة لمنظمىى معرض الخليج للطباعة والتغليف والمعرض السعودى للطباعة والتغليف.
وقد أعلنت إدرارة مركز دوسلدورف للمؤتمرات والمعارض أنها ستتواصل مع العارضين في الأشهر المقبلة لتنسيق كافة الخطوات القادمة.
كما يعتقد بعض الناس أن معرض دروبا يحتاج إلى معجزة من أجل إنقاذه، قد تكون تلك المعجزة لقاحًا أو ربما تدخلاً إلهيًا يحدد مصير المعرض فى الفترة القادمة.
وفى الختام نود أن نقول، أننا كلنا نحب معرض دروبا، ونريد أن يستمر هذا الحدث في التواجد والازدهار، حيث أنه يعتبر جزء لا يتجزأ من تاريخ صناعة الطباعة العالمية، ولكن الأمور تغيرت وعلينا جميعًا قبولها. وحتى لو اختفى الوباء فجأة وعاد كل شيء إلى طبيعته ، يجب على القائمين بتنظيم معرض دروبا إعادة التفكير في الإستراتيجيات المتبعة والتوصل إلى حلول جديدة.