مقابلة حصرية مع محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب ومؤسس الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع

تُعد الدار المصرية اللبنانية الحاضن الأوسع لكبار المبدعين في مصر، والسلم الأول لبزوغ نجوم جُدد في عالم الثقافة، والحاصد الأكبر للجوائز الأدبية والثقافية على المستويين المحلي والعربي. على مدار رحله محمد رشاد في صناعة النشر، حازت مؤسسته على جوائز تزيد عن الخمسين جائزة عامة وخاصة، ما جعلها أكثر دور النشر العربية نيلا للجوائز. ففي عام 1997 اختير كأفضل ناشر عربي من إمارة الشارقة، وفي العام ذاته اختير كأفضل ناشر للأطفال في مصر، كما اختير عامي 2000 و2001 كأفضل ناشر ثقافي مصري، ثُم حصل على جائزة الإبداع الذهبية من الكويت. وحصل على جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل، ونال جائزة خادم الحرمين الشريفين للثقافة، ثم جائزة أفضل كتاب علمي سنة 2010 بالكويت. وقد فازت روايات الدار بجوائز عديدة أبرزها البوكر العربية، وساويرس، والشيخ زايد، وكتارا. وللتعرف بشكل أكثر تفصيلا على مسيرة نجاحه فى صناعة النشر والكتابة فقد أجرينا معه حوار صحفى نستعرضه لكم من خلال السطور القادمة:

فى البداية نود منك أن تحدثنا عن نشأة الدر المصرية اللبنانية، وما هى رسالتها؟

منذ عام 1985م، تبنى القائمون على الدار منهجا للنشر يخدم الثقافة العربية والإسلامية،ويلتزم بـ :صدق الأداء،وأمانة التنفيذ، ونبل الهدف وسمو رسالة التثقيف والتنوير. والإصرار على التميز،واحترام حقوق الإبداع والتأليف، توافر ألمع الأسماء عطاء وفكرا وإبداعا، والجمع بين الأصالة والمعاصرة، والمواكبة بين أحدث اتجاهات النشر ومن ثم فلا عجب أن تأتى هذه الإصدارات فى : المعارف العامة،الفلسفة وعلم النفس/ الدين الإسلامي/العلوم الاجتماعية /اللغات/العلوم البحتة/العلوم التطبيقية/الفنون /الأدب / الجغرافيا والتاريخ والتراجم/السلاسل والموسوعات/كتب الأطفال معبرة أصدق تعبير عن هذا التميز ،الذى جعل الدار تحتل تلك المكانة الرفيعة فى عقول وقلوب قرائها،مؤكدة أنها تسير فى المسار الصحيح الذى ارتضته لنفسها منذ البداية …

وقد أطلقت المصرية اللبنانية أول مكتبة للدار فى  شهر أغسطس من العام الماضى 2020، لتكون بمثابة نافذة جديدة للترويج للثقافة وبيع الكتب ليست فقط الصادرة عن الدار ولكن عن مختلف دور النشر المصرية والعربية. والجدير بالذكر أن المكتبة ستكون باكورة سلسلة مكتبات تحمل اسم الدار في أماكن متفرقة، لتكون نافذة لبيع الكتب الصادرة عن المصرية اللبنانية، والكتب الصادرة عن مختلف دور النشر.

نعلم جميعا ان لدى الأستاذ محمد رشاد تاريخ حافل بالانجازات وملئ بالعديد من الجوائز والتكريمات، لذلك نود منك ان تحدثنا عن تاريخك فى مجال التأليف والنشر

لقد عملت بمهنة النشر من عام 1970 في إحدى دور النشر الكبرى في لبنان، ثم عدت إلى مصر عام 1975؛ حيث عمل مديرًا مسئولاً لدار الكتاب المصري اللبناني حتى عام 1985 .وفى يوليو 1985 قمت بتأسيس الدار المصرية اللبنانية، والتي نشرت حتى الآن ما يزيد على ألفي عنوان. وفى عام 1988 أسست مكتبة الدار العربية للكتاب، والتي نشرت حتى عام الآن أكثر من الف عنوان.

كما أسس مع آخرين في العاصمة اللبنانية بيروت دار ” أوراق شرقية” عام 1993م لنشر نوادر الكتب والاضطلاع بنشر الموسوعات . وساهمت في إحياء اتحاد الناشرين المصريين عام 1989م حيث انتخب لعدة دورات أمينًا عامًّا للاتحاد،وفى عام 2004م انتخبت نائبًا لرئيس اتحاد الناشرين المصريين، وفي عام 2010م انتخب رئيسًا لاتحاد الناشرين المصريين.

 وفى عام 1995م ساهمت في إحياء الاتحاد العام للناشرين العرب وانتخبت لأربع دورات متتالية أمينًا عامًا مساعدًا ثم انتخبت رئيسًا لاتحاد الناشرين العرب في دورتين متتاليتين عام 2016م – 2019م.

وتم اختيارى في عام 1994م لكى اكون عضوًا في لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة –وزارة الثقافة المصرية، وتم اختياري ايضا في عام 1999م لكى اصبح عضوًا في المجلس السلعي للكتب والمصنفات الفنية بوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية المصرية.

كذلك عملت كمنسق و مستشار بين الناشرين العرب ومشروع تحدي القراءة العربي بدبي. وتم اختيارى من قبل معرض الشارقة للكتاب في نوفمبر 1997م كأفضل ناشر عربي ، وتم تكريمه من قبل حاكم الشارقة.

اما على صعيد الجوائز والتكريمات التى حصلت عليها خلال مسيرتى المهنية، فقد تم منحى 10 جوائز من جمهورية مصر العربية بالاضافة الى العديد من التكريمات فى مجال الأدب والنشر منها، جائزة سوزان مبارك لأدب الأطفال في مجال النشر لعام 1999م. وجائزة الإبداع الذهبية لعام 2003م من اتحاد الناشرين المصريين.

وعلى المستوى الدولى حصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل عن سلسلة ” رحلة على الورق” لعام 2007م. وجائزة الشيخ زايد للكتاب ( في النشر والتوزيع ) عام 2009م. وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة 2010م عن كتاب “انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم” الذي أصدرته الدار المصرية اللبنانية في عام 2009م.

كيف أثر فيروس كورونا على عملكم؟

 نحن فقط قمنا بزيادة عدد ورديات العمل من أجل التخفيض من كثافة الموظفين، وأود أن أذكر لك أنّ مشروع المكتبة كان مطروحا في الدار قبل عدة سنوات لكنه كان مؤجلا، حتى جاءت جائحة كورونا، وأغلقت بعض المكتبات أبوابها، فأثر الأمر على مبيعات الدار، لذا كانت لدينا رغبة في أن يكون لدينا منفذا خاصا بالدار، حيث لاحظنا شغف الجمهورعلى اقتناء الكتب خلال فترة كورونا، لذلك اختارت الدار أن تكون الانطلاقة من الزمالك الحي القريب من وسط البلد، حيث أن هذا المكان كان دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة وتم إغلاقه منذ 5 سنوات.

هل هناك تأثير لمصادر المعرفة الألكترونية مثل الكتب والجرائد والمجلات على المطبوعات الورقية المختلفة؟

الكتاب الورقي سيظل صامداً، فهو موجود منذ عام 1440م، عندما اخترعت الطباعة وحتى من قبلها، عندما كان الناس في العصور القديمة يكتبون على الأحجار والجلود، مروراً بالكتابة على أوراق البردي عند المصريين القدماء وألواح الطين عند الآشوريين في العراق. فالكتاب الورقي مستمر دون شك ولكن هذا لا يمنع من وجود الكتاب الإلكتروني والناشر الإلكتروني، فالنشر للمحتوى بغض النظر عن الوسيط

إحصاءات اتحاد الناشرين الدولي تؤكد أن النشر الورقي نسبته تزيد في حدود 8 إلى 10% سنوياً مع تراجع في النشر الإلكتروني

 وأضاف “إن النشر الإلكتروني مطلوب إلى جانب الورقي خاصة في موضوعات معينة مثل الموسوعات العلمية والقواميس بينما الموضوعات الفكرية والروايات والشعر والأدب يناسبها أكثر الكتاب الورقي فالصراع القائم بين الاثنين لا معنى له، لأن كل منهما يكمل الآخر، والإحصاءات التي ترد إلينا من اتحاد الناشرين الدولي تؤكد أن النشر الورقي نسبته تزيد في حدود 8 إلى 10% سنوياً مع تراجع في النشر الإلكتروني”.

 تتنافس دور النشر في عرض مؤلفات عدة تختلف من دار لاخرى… هل يعتقد قادة  أن تنافس دور النشر وارتفاع نسبة المبيعات  يحكمه شهرة الدار أم شهرة الكاتب نفسه وما يتم عرضه من مؤلفات؟

 شهرة دار النشر ومدى مصداقيتها هى الى تجعل هناك إقبال من القراء على الاعمال الأدبية والكتب المصدرة، فالدار التى تمتلك أدوات النجاح تستطيع أن تصنع نجاحات حتى لو كان الكاتب مبتدئ.

هل قمتم بالمشاركة مؤخرا فى أى معارض تخص صناعة الطباعة أو النشر أو أيا من معارض الكتاب؟

الدار تشارك غالبًا في كل المعارض الخاصة بمؤتمرات المجلس الأعلى للثقافة مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث أن هذا أمر طبيعي، خاصة أن بعض الكُتّاب المشاركين بتلك المؤتمرات يطلبون من الدار المشاركة، وكذلك يطلب الأعلى للثقافة ذلك.

من وجهه نظرك كيف يمكن دعم صناعة النشر؟

الحكومات العربية مطالبة بدعم صناعة النشر، باعتبار أن الثقافة حائط صد حقيقي أمام التطرف. كم اننا لا نريد من الحكومات أموالا لدعم الصناعة، إنما نريد من الجهات المختلفة أن تقتني كتبا وتتيحها للمكتبات العامة والمراكز الثقافية والهيئات الإعلامية ودور الشباب. واود أن أؤكد لك أن الترجمة هي لغة التواصل بين الشعوب، ولا بد أن يسعى الناشرون العرب لنقل أحدث ما وصل إليه الغرب، لكن في نفس الوقت يجب الاهتمام بنقل الإنتاج العربي إلى اللغات الأخرى، وهذا أحد الموضوعات المهمة التي يتبناها الاتحاد، وتتبناها بعض دور النشر وتضعها ضمن أولوياتها. وهناك الكثيرمن البلاد  مثل مصر والإمارات، لديها برامج تتبنى مشروعات للترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، وليس فقط اللغات الأشهر مثل الإنجليزية والفرنسية، وبشكل عام الترجمة تحتاج إلى اهتمام أكبر، وتواجهنا بعض المشكلات مع دور النشر الأجنبية، كتشددها في منح الحقوق، وقلة عدد النسخ المطبوعة.

 

 

 

Exit mobile version