فازت بلدية دبي بجائزة “أفكار الإمارات” التي تنظمها مجموعة دبي للجودة تحت شعار “لا شيء مستحيل”، وذلك عن فئة “الإبداع في مجال الاختراعات” بمبادرة (طباعة أكبر مبنى انشائي في العالم من حيث الحجم باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد).
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله “ أطلق استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، كمبادرة عالمية فريدة من نوعها.
وعن المشروع الفائز، قامت بلدية دبي بتنفيذ وإنجاز مشروع بناء متكامل مكون من طابقين بارتفاع 9.5 متر وبمساحة إجمالية 640 متر مربع من خلال استخدام تقنية الطباعة، ويعتبر أكبر وأول مبنى مطبوع في العالم مكون من طابقين تم تنفيذه بتقنية الطباعة وفي موقع البناء مباشرة تحت ظروف عمل خارجية وباستخدام مكونات محلية، حيث قامت البلدية بكافة التجهيزات للتعامل مع التقنية الحديثة في مجال البناء والتشييد والتي تحقق استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الابعاد، بهدف جعل مدينة دبي عاصمة عالمية لتقنية الطباعة ثلاثية الابعاد.
وتم تصميم وتنفيذ مبنى مكون من طابقين وبعدد من الفراغات يمكن استخدامها كغرف أو مكاتب بمساحات مختلفة، وتم طباعة الحوائط مباشرة بخلاف الطريقة التقليدية في البناء والتي تعتمد على عمل الشدات الخشبية والتدعيم وصب الخرسانة وبناء الطابوق، كما تم تصميم المبنى بمنحنيات وأشكال مختلفة تم من خلالها اختبار مقدرة وإمكانية الطباعة الثلاثية في البناء بتصاميم متنوعة.
وقامت بلدية دبي بإجراء اختبارات وتجارب متعددة حول الخلطة التي تم استخدامها في الطباعة والتأكد من أنها تناسب انسيابية وضخ الطابعة، فضلاً عن التأكد من استيفائها لمتطلبات الجودة والتماسك والقوة المطلوبة لتحمل البناء، وقد حرصت البلدية على أن تكون المواد المستخدمة في الخلطة هي مواد محلية متوفرة بالدولة، كما أن المبنى تم تنفيذه حسب متطلبات الاستدامة ومعايير المباني الخضراء، حيث يتميز بأنظمة عزل فعّالة من خلال طباعة الحوائط بشكل هندسي مبتكر ويزيد من إمكانية الاستفادة من الفراغات داخل الحائط، مما يساعد بشكل رئيسي على عزل المبنى حرارياً والتقليل من استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى وضع حلول لتوصيل الخدمات داخل الحوائط المطبوعة، والتي تشمل جميع الخدمات للمبنى من كهرباء ومياه واتصالات وتكييف وتقنيات نظم المعلومات.
ويعتبر هذا المشروع نقطة تحول جذري في قطاع البناء والتشييد ويعتمد على استراتيجية الابتكار بتقنيات الطباعة في البناء، والتي بدورها ستقوم بزيادة وتيرة وسرعة تنفيذ المباني وإنجازها في زمن قياسي، وتقليل تكاليف البناء والمساهمة في وضع حلول لتحديات التركيبة السكانية بتقليل عدد عمالة البناء، كما أنه سيتم من خلالها دعم توجهات الإمارة في مجال الاستدامة باستخدام مواد محلية وتقليل النفايات الإنشائية، حيث تتم الطباعة بصورة إلكترونية حسب المخططات الهندسية مباشرة دون تدخل بشري.