قبل ٥ آلاف عام قبل الميلاد، كانت الأختام هي المستخدمة في الطباعة في بلدان سوريا والعراق ومصر، ثم في الهند وبلاد فارس بشكل خاص في أعمال التجارة، واستخدم فيها رموز ونقوش وبعض الكتابات الهندية.
الصينيون هم أول من ابتكروا وسيلة للطباعة على الورق، بعد هذه المراحل البدائية، وبدأوا في القرن الأول الميلادي طباعة الرّسومات والزخارف على الأقمشة.
بعد انتشار البوذية، زاد الطلب على كتب البوذية في القرن الثاني الميلادي، وتمت طباعة كتابهم المقدس، وبعدها ابتكر الصينيون أساس الطباعة التي تعتمد على تجمعية الحروف، لكنهم قابلوا مشكلة تمثلت في أن الصينية لم يكن لها حروف أبجدية وكانت فقط نحو ٤٠ رمزا.
اخترع الألماني يوهانز غوتنبرغ أول آلة الطباعة بشكلها الحديث المعروف اليوم، باستخدام الحروف البارزة في القرن الـ١٥، وطبعت ملايين الكتب في أوروبا وانتشرت الصحف، حيث ظهرت آلات طباعة تعمل بالبخار، وفرت الجهد على العامل الذي كان يقوم بضغط المِكبس لِينقل الحروف من القالب إلى الورق.
في القرن التاسع عشر ابتكرت الطباعة الدوارة على يد ريتشارد هُو، وتعتمد على تثبيت الأحرف على أسطوانة دوارة، مع مرور الورق تحتها باستمرار، فتطبع عددًا كبيرًا من النسخ، في وقت أقصر.
وفي القرن العشرين انتشرت الطباعة الرقمية التي تعتمد على طابعات متصلة بأجهزة الكومبيوتر، يتم فيها الطباعة بتقنيات جديدة مختلفة، كتقنية نفث الحبر، أو اعتماد الليزر للحصول على أعلى دقة ممكنة وأفضل جودة للألوان.
وفي مصر يعد يوسف علام، واضع حجر الأساس لشركة الطباعة المصرية، هو أول مصري يعمل بمهنة الطباعة، عُرف بأنه رائد الطباعة في تاريخ مصر الحديث، وأسس شركة وطنية لصناعة الورق، منذ فكر محمد على في إدخال الطباعة إلى مصر عام 1815، مستندًا إلى ما خلفته الحملة الفرنسية بعد تأسيس مطبعة بولاق.
كان لشركته الفضل والأسبقية في الاستيراد والتسويق المحلى للورق الذى ظل حكرًا على الأجانب لأكثر من قرن ونصف القرن، وبعد عقدين تقريبًا أصبح يوسف علام أكبر تاجر للورق في مصر وأفريقيا.
توسع في محافظات مصر، وأنشأ عدة مصانع وشركات في الإسكندرية والعاشر من رمضان والمناطق الصناعية المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية، وساهم بشكل كبير في إنقاذ الصحف من التوقف عن الصدور لنفاد رصيدها أثناء الأزمات العالمية وارتفاع أسعار الورق والأحبار.
قررت أكاديمية هايدلبرج العالمية للطباعة والتدريب، الاشتراك مع علام لتؤسس أكاديمية مشتركة للطباعة كان مقرها بالعاشر من رمضان، وذلك لخدمة المؤسسات الصناعية والصحفية والمطابع، كان لعلام دور بارز فيها، وكانت تجربة مصرية سويسرية فريدة،قطع الإنسان مراحل كبيرة ليصل بالطباعة إلى هذه الدرجة من السهولة التي نشهدها اليوم، وأصبحت الطباعة بضغطة زر، للنسخ بطريقة ميكانيكية.