أكد سالم عمر سالم، مدير المنطقة الحرة للنشر بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن المنطقة استطاعت خلال أربع سنوات منذ تأسيسها عام 2017 في استقطاب 1500 ناشر من 30 دولة على مستوى العالم. مشيرا الى أن المنطقة الحرة تضم مجموعة كبير من الناشرين المصريين هم الأكبر من حيث العدد على مستوى المنطقة العربية.
وقال سالم إن هذه الشركات لا تقتصر فقط على دور النشر بل تتمثل بوكلاء ومترجمين وشركات طباعة وغيرها من الخدمات التى تسهم فى خدمة قطاع النشر.
وأشار الى أن المنطقة الحرة تولى اهتماما خاصا بالناشر العربى مع توفير فرص التعاون بين الناشرين العرب والأجانب فى مكان واحد؛ مما يساهم فى تبادل الخبرات فى مجال النشر، فضلا عن إيصال المحتوى الموجود لديه باللغة العربية إلى لغات أخرى عبر اتفاقات الترجمة.
وأكد أن الناشر صاحب مشروع من أهدافه تحقيق الأرباح، مشيرا إلى أن المدينة وفرت سبل لإنجاح أعمال الناشرين مثل أقسام المحاسبة والتسويق إلى جانب شركات قانونية متخصصة فى حقوق المطبوعات والنشر؛ مما يمثل دورا مهما فى دفع عملية النشر من كافة جوانبها العملية.
وكشف سالم عن شراكة جديدة للمنطقة الحرة مع شركة “إنجرام” العالمية حيث ستقوم الشركة بتوفير قاعدة بيانات لأكثر من 18 مليون عنوان على مستوى العالم، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الشراكة هو توفير جميع الكتب للقراء من خلال هذه المنصة التى يمكن من خلالها اختيار الكتاب وطباعته.
وقال إن الاتفاقية التى وقعتها المنطقة الحرة مع الشركة تنص على إنشاء شركة متخصصة فى طباعة الكتب وفق الطلب، تباشر أعمالها من مدينة الشارقة للنشر باسم “إنجرام لايتنينج سورس الشارقة”.
وهى أول مدينة حرة للنشر فى العالم، تهدف إلى تقديم خدمات الطباعة والبيع وتوزيع الكتب المطبوعة وفق الطلب على دور النشر والموزعين والمستهلكين، باستخدام أحدث الوسائل التقنية لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط.
وأضاف أن المنطقة الحرة بالشارقة بصدد عقد شراكة أخرى لطباعة الكتب بكميات كبيرة، مشيرا إلى أن مثل هذه المطابع تحتاج إلى دعم كبير وتطلب توقيع العديد من الاتفاقيات وهو ما تعمل عليه المنطقة حاليا.
وحول تصدر معرض الشارقة الدولى للكتاب معارض الكتب العالمية من حيث بيع وشراء حقوق النشر، أشار سالم عمر إلى الدور الذى مثلته المنطقة الحرة بالشارقة للنشر فى تعزيز تلك الصدارة، موضحا أنه منذ تواجد دور النشر الى المدينة كان هناك غزارة فى عدد العناوين ويوجد لدى المدينة دور نشر أنتجت فى أقل من عام ونصف أكثر من 300 عنوان وجميعها حاضرة فى المعرض فضلًا عن الشركات التى بدأت من الصفر فى المدينة لناشرين محليين وعرب وأجانب وحضرت فى المعرض وعقدت شراكات عالمية.
وحول الرقابة على الموضوعات والعناوين الصادرة عن دور النشر، أكد سالم عمر أن مدينة الشارقة للنشر هى منطقة حرة ولها قوانينها الخاصة ولا توجد أى رقابة من جانبها، مشددا فى نفس الوقت أن الرقابة الآن ذاتية من خلال القارئ نفسه.
وحول دور المنطقة الحرة فى عملية التسويق، قال إن المدينة النشر كان هدفها الأساسى هو جذب أكبر عدد من الناشرين ونجحت فى ذلك، مشيرا إلى أن عملية التسويق فى طور التفكير من خلال منصة الكترونية للترويج للكتب والعناوين.
وأشار إلى أن لدى المدينة باقات خاصة بالناشرين تتضمن تسهيلات من ناحية الترخيص التجارى القانونى وترخيص أعمال الإقامة فضلًا عن تأجير المكاتب بأسعار رمزية، بالإضافة الى الاستفادة من شراكات المدينة مع اتحاد الكتاب الإماراتيين وبهذه الطريقة نخدم الناشر بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
ولفت إلى تضاعف أعداد الناشرين الإماراتيين خلال السنوات الماضية من عشرة إلى أكثر من 200 ناشر وذلك بفضل مشروع الشارقة الثقافى وإلى مدينة الشارقة للنشر التى مهدت الطريق أمامهم وأصبحت مرصدا نشريا يطل على جغرافيات النشر العلمية بشتى حقوقها الأدبية.
وأوضح أن المدينة تتعاون مع الاتحاد الدولى للناشرين من خلال رعايتها لعدد من الفعاليات التى يقيمها الاتحاد فى مختلف دول العالم مثل الهند وكينيا.
وحول مشاركة المدينة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب هذا العام، قال سالم عمر إن المدينة تشارك بحزمة من النشاطات واللقاءات التى تسعى من خلالها إلى دعم قطاع النشر فى دولة الإمارات العربية المتحدة خاصةً، واقتصاد إمارة الشارقة على وجه العموم، وإلقاء الضوء على الخدمات التى تقدمها للناشرين؛ حيث سيكون العاملون فى هذا القطاع على موعد مع جملة من العروض التى تقدمها المدينة لتسهيل وتنويع خيارات الناشرين.
وأكد أن هذه المشاركة تأتى تجسيداً لحرص المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر على حضور المعارض والملتقيات العالمية ذات العلاقة بالقطاع، والتى تسعى من خلال تواجدها فيها إلى التواصل مع الناشرين حول العالم، وبناء جسور التعاون مع صنَّاع النشر، والتعريف بالفرص التى توفرها الشارقة، التى رسخت مكانتها حاضنةً إقليمية وعالمية للعاملين فى حقول المعرفة والصناعات الإبداعية بشكل عام.
وأكد سالم عمر سالم، مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، أن المشاركة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب يؤكد على أهمية توحيد وتكامل الجهود التى تبذلها مختلف المؤسسات لدعم المشروع الثقافى الذى تقوده الإمارة فى المنطقة والعالم بتوجيه ورعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات حاكم الشارقة، مشيراً إلى أن الشارقة اليوم وجهة ثقافية مفضلة، تستقبل على أرضها المهتمين بالشأن الثقافى والمعرفى.
وأضاف أن مدينة الشارقة للنشر واكبت جملة التطورات فى البيئة الاقتصادية المزدهرة التى تتميز بها الإمارة، وطورت وفقاً لذلك، منظومة أعمالها وخطط الدعم والتسهيل، ورسخت مكانتها المتميزة بوصفها المنطقة الحرة الأولى فى العالم، التى تعنى بشؤون النشر، وهذا ما يبرز دور إمارة الشارقة فى تحفيز المبدعين على الإنجاز الفكرى لتطوير سوق الكتاب، من خلال مبادراتها ومؤسساتها المعنية بالثقافة والنتاج الإبداعى والمعرفى”.
وقال إن مشاركة المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر لم تقتصر فقط على الجانب المحلى مثل معرض الشارقة الدولى ولكن ضمن أجندتها فى الحضور الإقليمى والعالمى العديد من الملتقيات والمعارض العالمية، حيث كان لها حضورها القوى فى معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، فى دورته الـ73، الذى أقيم تحت شعار “إعادة اللقاء”، الشهر الماضى، حيث عقدت فيه المنطقة الحرة جملة من الاجتماعات واللقاءات لتعريف مجتمع النشر العالمى بما تقدمه لهم من خدمات متميزة ومرافق عالمية المستوى وبيئة استثمارية واعدة، إضافة إلى تسليطها الضوء على مزايا المدينة كونها أول منطقة حرة للنشر والطباعة على مستوى العالم، والتى تساعد المستثمرين فى مجال النشر وصناعة الكتاب على تطوير أعمالهم وبناء شراكات مع نظرائهم فى القطاع، بما يضمن دفع عجلة النشر على المستوى العالمى.